30 أكتوبر 2024
26 يوليو 2024
يمن فريدم-يونيسف يمن
UNICEF YEMEN


تستذكر ألحان، المرأة البالغة من العمر 45 عاماً والتي تقطن قرية "الحجر" في جنوب اليمن، كيف ناضلت الأسرة من أجل إنقاذ حياة حفيدتها طيف والتي تبلغ من العمر عاماً واحداً من براثن سوء التغذية في ظل فقر شديد.

وتضيف ألحان "لسوء الحظ، عندما أخذنا طيف إلى عيادة القرية، تم إعطاؤها أدوية بدوت إجراء أي فحوصات طبية الأمر الذي لم يعد بالفائدة على طيف". لم نستطع تحمل نفقات نقلها إلى المركز الصحي في المكلا والذي يبعد عن قريتنا ثلاث ساعات. حين لاتملك أجور المواصلات، لن يقوم أحد بإيصالك مجانا. لانستطيع فعل أي شيئ بدون امتلاك المال اللازم".

تجربة طيف وأسرتها شائعة جداً في اليمن حيث يكافح الناس من أجل الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المناسبة لأنهم يفتقرون إلى وسائل الانتقال إلى المراكز الصحية البعيدة. في كثير من الأحيان، يؤجل الناس زيارة المراكز الصحية حتى تصبح حالة الطفل حرجة.

وفي جميع أنحاء اليمن، يعاني 2.4 مليون طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، مع حوالي 600 ألف حالة من سوء التغذية الحاد الوخيم. لقد أدى الصراع الذي طال أمده، والذي تفاقم بسبب الأزمة الاقتصادية، إلى تدمير سبل العيش والخدمات الاجتماعية الأساسية لدعم الأسر والأطفال الضعفاء.

وعندما مرضت طيف جداً، أرسلها والداها إلى قسم سوء التغذية في مركز القاع الصحي الواقع خارج قريتها مباشرة، وأدخلت المستشفى لمدة أسبوع.

ومع ذلك، فإن تعافيها المعتدل بعد العلاج لم يدم طويلاً حيث لم تتمكن أسرتها بعد عودتها إلى قريتها من توفير العلاج والتغذية المناسبة لها بسبب وضعهم المالي، مما تسبب في تدهور حالتها الصحية مرة أخرى.

وعلى الرغم من الزيارات المتكررة إلى المركز، لم تتحسن حالة طيف، وسارع الوالدان إلى جمع الأموال لنقلها أخيرا إلى مركز باعبود الصحي في المكلا، حيث يتوفر المزيد من الموارد والرعاية الصحية المتخصصة.

وتقول سميرة سالم باسويدان، التي تعمل في المركز الصحي لطب الأسرة في با عبود بالمكلا، إن الحالات المشابهة لحالة طيف في تزايد. "نستقبل العديد من حالات سوء التغذية. قلة وعي الأسر والفقر من الأسباب الرئيسية لسوء تغذية الأطفال. كنا نستقبل خمس حالات سوء تغذية شهرياً. الآن نستقبل نفس العدد من الحالات كل أسبوع، وهي زيادة مثيرة للقلق".

في المركز يتم ملاحظة طيف أسبوعيا للتأكد من استمرارية علاجها.

وقالت ألحان: "لقد فحصوا طيف وأعطوها التغذية والفيتامينات، وعلّمونا كيف نعطيها التغذية ونطعمها بشكل صحيح. لقد قدموا لنا أيضًا المشورة حول تحصين الأطفال والرعاية الصحية"، مشيرة إلى أنها بعد شهر من العلاج، اكتسبت طيف الوزن والحيوية.

بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تقوم اليونيسف بتزويد المراكز الصحية في أبين وسيئون والمكلا وشبوة وعدن ولحج بـ 144,929 صندوقاً من الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام لإنقاذ حياة الأطفال مثل طيف من ويلات سوء التغذية والمرض والموت.

وبصوت مفعم بالحنان والعطف تقول سميرة سالم:" أشعر بسعادة كبيرة عندما يتعافى الأطفال وتعود لهم الحياة والابتسامة".

وتؤكد انه ما تقوم به هو جزء من رسالة إنسانية أسمى، آملة أن يستمر الدعم والمساندة للمركز وللعاملين به كونهم الأمل الوحيد لهؤلاء الأطفال المحرومين.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI