محافظة المحويت شمال العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لهذه المحافظة مميزات كثيرة كونها وجهة سياحية ومتنفسا للزوار لما لها من طابع سياحي يدل على العمق التاريخي لهذه المحافظة.
ومع الإهمال المتعمد الذي تعيشه هذه في كافة الجوانب الخدمية، فإن الرياضة بشكل عام ورياضة كرة القدم بشكل خاص هي الأخرى تعيش ذلك الإهمال نفسه.
أندية المحويت الرياضية
تمتلك المحويت 15 نادي معتمدا لدى وزارة الشباب والرياضة، وموزعة على المديريات عدا مديرية ملحان التي لا تمتلك أي من المقومات الرياضية، وتنشط داخل تلك الأندية عدد من الألعاب أبرزها كرة القدم، فيما تنحصر بعض
الألعاب على عدد محدود من الأندية مثل (كرة السلة، كرة اليد، والتايكواندو).
هذه الأندية لم تحظي باهتمام وعناية من قبل المسؤولين من وزارة الشباب والرياضة خلال العقود الماضية، إلا أنها ظلت تراوح مكانها دون تشهد تقدما ملحوظا رغم اهتمام أبناء المحافظة بالرياضة بكل أنوعها، ومطالباتهم المتكررة لكل المسؤولين بأن يولوا الرياضة في هذه المحافظة المهملة على مر الحكومات المتعاقبة.
مشاريع لم ترَ النور
في العام 2010 نفذت وزارة الشبا ب والرياضة عدداً من المشاريع الإنشائية الرياضية والشبابية والاستثمارية والسياحية بمحافظة المحويت بكلفة إجمالية بلغت مليار و215مليون ريال منها إنشاء أكثر من 5 مكتبات جديدة تم افتتاحها بكلفة إجمالية بلغت 25مليون ريال بتمويل مشترك بين الوزارة وصندوق التنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى إنشاء الاستاد الرياضي الجديد لمحافظة المحويت والذي تبلغ تكلفته الإجمالية 600مليون ريال بتمويل من الوزارة والذي جرى تنفيذ جزءا من المرحلة الأولى منه، في حين ما تزال أغلب هذه المشاريع لم تر النور منذ وضع حجر الأساس والتدشين وبالأخص الاستاد الرياضي.
تندرج كل الأندية المعتمدة بالمحافظة في "كرة القدم" ضمن لائحة الاتحاد العام في فئة الدرجة الثالثة، عدا نادي شباب المحويت، الذي صعد مؤخراً إلى دوري الدرجة الثانية، ويستعد للمشاركة في التصفيات المؤهلة للدرجة الأولى بعد تجاوزه أندية شباب السخنة، وسردود الضحي من الحديدة، ورحبان حرض من حجة، وشباب الجوف من الجوف.
إهمال متعمد
منذ عقود لم تنهض الرياضة في المحويت على كافة المستويات نتيجة السياسات المتعمدة التي أغفلت الجانب الرياضي في المحافظة وحرمتها من كافة الأنشطة، وهو ما جلها تراوح مكانها دون أي تقدم يذكر.
ولعل من أبرز أوجه الإهمال الذي تعاني منه الرياضة في المحافظة هو عدم اعتماد موازنات خاصة لتنشيط كافة الألعاب الرياضية وعلى رأسها رياضة كرة القدم، وهو ما أشار اليه الصحفي عارف الشماع، من أبناء مديرية حفاش، والذي قال إن السبب في ذلك هو عدم اعتماد موازنات كافية للأندية، فاتحاد كرة القدم والاتحادات الرياضية ينظروا لمحافظة المحويت على أنها محافظة هامشية، كما أن رجال المال والأعمال والشخصيات من أبناء المحويت لا يتفاعلون مع النشء والشباب ولا يحتووهم ولا يقدموا أيدعم لإبداعاتهم ولا يشجعوهم ولا يتفاعلوا مع مطالبهم، وهذا ركيزة أساسية في الإهمال فإذا كان قيادات ورجال المحافظة لا يهتموا بالنشء والشباب فكيف سيهتم الآخرون بهؤلاء".
وأضاف الشماع: "محافظة المحويت تعاني من سابق إذ لا يوجد حتى ملعب واحد مؤهل داخل المحافظة هناك مشروع الأستاذ الرياضي في مدينة المحويت لم يستكمل إنشاءه".
الكابتن عبدالله بطاح، لاعب ومدرب سابق بنادي الفتح ومدرب دولي بكرة اليد اليمنية وأمين عام اتحاد كرة اليد، محافظة مأرب حالياً، قال إن من أهم أسباب تراجع مستوى الرياضة في المحويت هو استصغار المحافظة في نظر الوزارة والقائمين على الرياضة من اتحادات عامة وغيرها، والقائمين على الرياضة في المحافظة، ويعود ذلك الى حالة الجمود وعدم الاهتمام بالنهوض بالرياضة في المحافظة.
وأضاف بطاح بأن القيادة الغير مناسبة او ممكن نقول الغير متخصصة، وانعدام الداعمين الأهليين للرياضة نظراً لانخفاض الدعم الحكومي أن لم يكن منعدما تماماً.
رياضة متعثرة رغم المنجزات
ومع ذلك الإهمال وقلة الاهتمام بوضع الرياضة في المحويت يلخص لنا رئيس اتحاد كرة القدم في المحافظة أما نبيل الجبني، الأسباب في سبب واحد وهو عدم وجود الدعم المادي سواء من الوزارة أو رجال المال والأعمال.
أما الكابتن حسن محيلي وهو إداري في المنتخب الوطني للبراعم سابقاً ومدير مكتب الشباب والرياضة بمديرية شبام كوكبان فقال" الحمد لله إنك فتحت رياضتنا المتعثرة لعدة أسباب، ولها إهمال تحطيم الكوادر المؤهلة والتي رفعت رأس كل يمني في المحافل العربية والقارية من أبناء هذه المحافظة الفتية، ناهيك عن محاربة المبدعين في كل الألعاب من ضمنها العنصرية والمناطقية".
وأضاف محيلي: " وأصبحنا في هذه الدائرة وأضرب لكم مثل قُدنا منتخبات وطنية ممثلا لمحافظتنا يأتي أبن محافظتك يحاربك هذا ما بيعطينا شيء للأندية وكل همهم المال ولا غيره، ومثال على ذلك في انتخابات اتحاد كرة القدم والله هم كل مندوبي محافظتنا للأسف مع من يعطي فلوس".
فيما يقول الكابتن محمد المصلي وهو أحد، لاعبي نادي شباب المحويت في لعبة الجودو والجمباز، إن النادي عريق ومشهور منذ أن تأسس خرج منة أبطال ومثلوا المنتخبات، وشاركوا في بطولات العرب وآسيا، وكذلك بطولة الجمهورية، ويعتبر نادي شباب المحويت من أقوى الأندية في الجمهورية في الألعاب الفردية.
وقال المصلي: " انطلقت في الرياضة الجودو والجمباز والمصارعة عام 2004، وشاركنا في بطولات ومعسكرات وكانت أحلى أيام هي تلك الفترة بالرغم أنه كان لا يوجد لدينا دعم وميزانية من وزارة الشباب والرياضة".
وأرجع المصلي سبب تدهور الرياضة في المحويت بشكل عام ونادي شباب المحويت إلى عام2015 حيث بدأت الأمور تتدهور بسبب الوضع الراهن خاصة بعد سيطرة الحوثيين على ميزانية الدولة والمنشآت الرياضية بالمحافظة.
وأضاف: " استمريت في تدريب براعم وأشبال من كل مديريات المحافظة بمقر النادي حتى 2018، ثم حصل نهب لممتلكات نادي شباب المحويت من قبل بعض أعضاء إدارة النادي ومليشيات الحوثي وتم إغلاقه وتحويل الى صالة أعراس وأصبحت الرياضة بالمحويت منتهية ومنقرضة تماماً".
جهات أعاقت التمويل
ومع الوضع المتدني للرياضة في محافظة المحويت، إلا أن ما يزيد الوضع سوءا هو العراقيل والصعوبات ومحاولات افشال أي خطوة تسعى لدعم الرياضة، هذه العراقيل يضعها مسؤولين في وزارة الشباب والرياضة والاتحادات، وهو ما يؤكده مدير إدارة الأنشطة الرياضية بمكتب الشباب والرياضة، محمد علي الصوفي، والذي قال إن سبب ذلك هو عدم وجود الدعم المركزي من الوزارة او الاتحادات العامة الرياضية.
وأضاف الصوفي: " الآن مع المحافظة نادي شباب المحويت بطل المحافظة ويستعد لتصفيات أندية الدرجة الثانية من أجل الصعود للدرجة الأولى، ولكن لا يوجد لديه دعم وكذلك المكتب لا يوجد معه أي دعم، والنادي كان سابقاً يمثل المحافظة في جميع الألعاب والبطولات وتصفيات الجمهورية".
وأفاد الصوفي بأنه تم بناء مقرات الأندية وتسويرها وباقي أندية كلا من( نادي الفتح، نادي الحرية بجبل المحويت، نادي الأقصى بمديرية بني سعد، نادي التضامن بمديرية الخبت، ونادي المجد) بنفس المديرية لا توجد لها مقرات، معربا عن أمله في أن يتم استكمال الاستاد الرياضي، وكذا استكمال المشروع الاستثماري الذي في الريادي كون هناك إيرادات من المشروع ستكون مخصصة لدعم الأندية وفروع الاتحادات بالمحافظة التي توقف سابقاً والان تم استئناف العمل وتم تسليم الموقع للشركة القابضة دون الرجوع لمكتب الشباب والرياضة، حسب قول الصوفي.
وذكر الصوفي أن من بين الأسباب التي ساعدت في تدهور القطاع الرياض في محافظة المحويت هو أن وزارة الشباب والرياضة التابعة للحوثيين لا تعترف بموظفي مكاتبها في المحافظات خاصة فيما يتعلق بصرف الحوافز المالية والتأمين الصحي.
وبالمحصلة فإن الكثير من المهتمين بالشأن الرياضي في المحويت أجمعوا على أن الرياضة في المحافظة تعاني إهمال متعمد على مدى عقود بسبب الوزارات المتعاقبة وكذلك عدم وجود العدم الكافي لدعم كافة الألعاب الرياضية، وعلى رأسها كرة القدم. كما لعبت الإدارات السابقة والحالية دروا كبيرا في تفاقم هذا الاهمال، يضاف إلى ذلك غياب دور رجال المال والأعمال في دعم الرياضة خاصة الذين ينحدرون من محافظة المحويت.