22 نوفمبر 2024
10 إبريل 2023
يمن فريدم-اندبندنت عربية

 

 

شهد الملف اليمني خطى متسارعة، على صعيد الجهود الخليجية والدولية الرامية إلى إيجاد حل للملف المعقد، الذي اعتبر أول امتحان لصدقية إيران نحو التزام تعهداتها بعد اتفاقها الأخير مع السعودية في بكين.

 

 يأتي ذلك في وقت يجري وفد سعودي برئاسة السفير محمد آل جابر محادثات مع الحوثيين في صنعاء، في زيارة نادرة للعاصمة الخاضعة لسيطرة المتمردين المتحالفين مع إيران، تأتي في إطار مسعى جديد لإحياء عملية السلام في اليمن بعد التقارب الأخير بين الرياض وطهران.

 

وأظهرت صورة نشرتها وسائل إعلام تابعة للحوثيين الأحد السفير السعودي وهو يصافح رئيس المجلس السياسي في صنعاء مهدي المشاط، وأخرى وهما يتوسطان الوفد السعودي ووفداً عمانياً يقود الوساطة بين الجانبين ومسؤولين حوثيين.

 

وبحسب دبلوماسي يمني في الخليج، فإن الوفد السعودي يزور صنعاء "لمناقشة المضي قدما في صناعة السلام في اليمن".

 

ليست الأولى ولكن الأعلى

 

سبق أن زارت وفود سعودية العاصمة صنعاء لإجراء محادثات حول عمليات تبادل للأسرى مع الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة ومناطق شاسعة في شمال ووسط وغرب أفقر دول شبه الجزيرة العربية، لكن هذه الزيارة رفيعة المستوى تأتي في خضم مساع إقليمية ودولية للدفع باتجاه حل سياسي يفتح الباب أمام نهاية الحرب.

 

وكانت وسائل إعلام يديرها الحوثيون ذكرت الأحد أن وفداً سعودياً وآخر من سلطنة عمان وصلا إلى العاصمة اليمنية صنعاء للتفاوض مع المسؤولين في جماعة الحوثي بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل دائم، فيما لم يصدر بيان من الرياض حتى الآن بشأن المحادثات، كما هو الحال بالنسبة للجولات السابقة في مسقط.

 

وتشير الزيارة إلى إحراز تقدم في مشاورات تجري بوساطة عمانية بالتوازي مع جهود السلام التي تبذلها الأمم المتحدة. واكتسبت جهود السلام زخماً أيضا بعدما اتفقت السعودية وإيران على استئناف العلاقات بموجب اتفاق بوساطة صينية.

 

وذكرت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) التي يديرها الحوثيون أن الوفدين السعودي والعماني وصلا إلى العاصمة اليمنية صنعاء في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت وسيلتقيان مع مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى في الحكومة التي تقودها جماعة الحوثي لإجراء محادثات حول وقف الأعمال العسكرية.

 

في غضون ذلك أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة لميليشيات الحوثي، عبدالقادر المرتضى، عن وصول 13 أسيراً إلى مطار صنعاء الدولي.

 

وقال المرتضى في تغريدة "استقبلنا اليوم في مطار صنعاء الدولي 13 أسيراً ومعتقلاً أفرجت عنهم السلطات السعودية في مقابل أسير سعودي أفرجنا عنه في وقت سابق". وعبر "عن الأمل في أن تكون هذه الخطوة مقدمة لتنفيذ الصفقة المتفق عليها نهاية هذا الأسبوع إن شاء الله"، وذلك قبيل تبادل أوسع للأسرى اتفق عليه الطرفان.

 

محادثات السلام

 

من ناحية أخرى، بدأ وفد عماني زيارة إلى صنعاء لإجراء محادثات مع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران ضمن وساطة تهدف إلى التوصل إلى هدنة جديدة في اليمن وإحياء عملية السلام بعد التقارب السعودي - الإيراني، بحسب ما أفادت مصادر يمنية مسؤولة وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم السبت.

 

ويرى مسؤولون في الأمم المتحدة ومتخصصون في الشأن اليمني أن اتفاق الرياض وطهران اللتين تدعمان أطرافاً متنازعين في اليمن الغارق في الحرب، على استئناف العلاقات الدبلوماسية، قد يدفع باتجاه حل سياسي في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

 

وقالت مصادر مسؤولة في مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة الحوثيين "وصل وفد عماني برفقة محمد عبدالسلام المتحدث الرسمي باسم الحوثيين إلى صنعاء لإجراء مباحثات في شأن هدنة جديدة و(عملية السلام)".

 

وأكد عبدالسلام، المقيم في عمان عبر تغريدة على "تويتر" وصوله "والوفد العماني الشقيق إلى العاصمة صنعاء". ونقلت عنه وكالة الأنباء "سبأ" المتحدثة باسم الحوثيين قوله إن "مطالبنا العادلة هي خروج القوات الأجنبية من اليمن والتعويضات وإعادة الإعمار".

 

وأدت الحرب في اليمن منذ 2014 إلى مقتل مئات الآلاف بشكل مباشر وغير مباشر، واعتماد معظم السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة.

 

وتقود السعودية منذ 2014 تحالف دعم الشرعية في اليمن، وتدعم الحكومة المعترف بها دولياً، في حين تدعم إيران الميليشيات الحوثية الذين سيطروا على العاصمة في 2014.

 

التقارب السعودي - الإيراني

 

وأحيا الإعلان الشهر الماضي عن اتفاق تقارب بين السعودية وإيران التفاؤل الذي بدأ العام الماضي بالتوصل إلى الهدنة. وقد حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، الأحد الماضي، من أن البلد الذي مزقته الحرب يواجه "وقتاً حرجاً"، داعياً إلى إنهاء النزاع بشكل دائم، وذلك بعد عام بالضبط من التوصل إلى هدنة أدت إلى توقف القتال بشكل كبير.

 

واعتبر الدبلوماسي السويدي أن الهدنة التي تم التوصل إليها في الثاني من أبريل (نيسان) 2022 بوساطة من الأمم المتحدة "لحظة من الأمل"، مشيراً إلى أنها قائمة بشكل كبير على رغم انتهاء مفاعيلها في أكتوبر (تشرين الأول).

 

وبحسب مصادر حكومية يمنية، فإن أعضاء مجلس الرئاسة اليمني "وافقوا" أخيراً على تصور سعودي في شأن حل الأزمة اليمنية بعد محادثات سعودية - حوثية برعاية عمانية استمرت شهرين في مسقط.

 

عناصر التصور

 

ويقوم التصور السعودي، وفقاً للمصادر، على الموافقة على هدنة لمدة ستة أشهر في مرحلة أولى لبناء الثقة، ثم فترة تفاوض لمدة ثلاثة أشهر حول إدارة المرحلة الانتقالية التي ستستمر سنتين، يتم خلالها التفاوض حول الحل النهائي بين كل الأطراف.

 

وتتضمن المرحلة الأولى خطوات إجراءات بناء الثقة، وأهمها دفع رواتب الموظفين الحكوميين في كل المناطق، وبينها مناطق سيطرة الحوثيين، وفتح الطرق المغلقة والمطار.

 

والأربعاء الماضي، حث المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ الإيرانيين على "أن يظهروا حقاً أنهم يحدثون تحولاً إيجابياً في النزاع، عندها لن يكون هناك تهريب أسلحة للحوثيين بعد الآن في انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولي".

 

وكان المبعوث قد زار سلطنة عمان خلال الأسابيع الأخيرة، ورحبت إيران بالدعوة، معتبرة أن تصريحات ليندركينغ "مرضية".

 

والشهر الماضي، أعلن الحوثيون والحكومة اليمنية أنهم توصلوا خلال مفاوضات في برن إلى اتفاق على تبادل أكثر من 880 أسيراً، في بادرة أمل جديدة مع تسارع الجهود لإنهاء الحرب.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI