7 يوليو 2024
23 يونيو 2023
يمن فريدم-الشرق نيوز
صاروخ "إسكندر" النووي التكتيكي "منخفض القوة" REUTERS

 

انتقدت روسيا، الجمعة، مشروع قرار بمجلس الشيوخ الأميركي ينص على تصنيف أي استخدام للأسلحة النووية في أوكرانيا على أنه هجوم على دول حلف الناتو، إذ اعتبر السفير الروسي لدى واشنطن الخطوة "استفزازية" وحذر من تصعيد التوترات.

 

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، الجمعة، عن السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، قوله إن "التكهنات بشأن احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية سخيفة"، مشدداً على أن موسكو "قوة نووية مسؤولة".

 

واعتبر أنتونوف أن "مشروع قرار الحزبين الذي قُدم إلى مجلس الشيوخ بشأن الرد على تهديد الأسلحة النووية التكتيكية الروسية في بيلاروس "مظهر آخر من مظاهر الكراهية العمياء لروسيا".

 

وانتقد الدبلوماسي الروسي أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الذين اقترحوا مشروع القرار، قائلاً إن "النخبة الأمريكية تُظهر جهلاً مطلقا في المجال الاستراتيجي"، موضحاً أن نشر روسيا لأسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس تم بناءً على أسس قانونية ولا يشكل أي خرقاً لأي التزامات دولية.

 

وحذر من أن "أصحاب هذا المشروع حريصون على انخراط الولايات المتحدة بشكل أعمق في نزاع أوكرانيا"، مشدداً على أن التصريحات "الاستفزازية وقصيرة النظر لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي لا تؤدي إلا إلى تصعيد التوتر وزيادة خطر انزلاق الوضع إلى خط أكثر خطورة".

 

كما حذر من مواجهة مباشرة بين روسيا والولايات المتحدة، قائلاً إن "مثل هذه الممارسات تتجاوز مبادرة مجنونة أخرى لأعضاء مجلس الشيوخ الأمريكيين الذين يعانون من الخوف من روسيا وهي مثال لشخص يقود نحو مواجهة مباشرة بين روسيا ودول الناتو بقيادة الولايات المتحدة".

 

تشريع بمجلس الشيوخ

 

جاءت تصريحات السفير الروسي على خلفية تقديم عضوي مجلس الشيوخ الجمهوري ليندسي جراهام والديمقراطي ريتشارد بلومنتال، الخميس، مشروع قرار أمام مجلس الشيوخ للرد على التهديد الروسي باستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس.

 

وينص مشروع القرار على اعتبار استخدام النووي الروسي في أوكرانيا "هجوماً على حلف الناتو"، ما يسمح لأعضاء الحلف بما في ذلك الولايات المتحدة بالدخول في الحرب، وفق ما أفادت وسائل إعلام أميركية.

 

وقال ليندسي جراهام، في مؤتمر صحافي، الخميس، إن "خطر استخدام روسيا للسلاح النووي حقيقي"، مشيراً إلى أن تمرير مشروع القرار سيبعث رسالة تحذير إلى فلاديمير بوتين.

 

وأضاف مخاطباً بوتين: "إذا استخدمت السلاح النووي في محاولة لتغيير مسار الحرب، فإنك ستجد نفسك في حالة حرب مع الناتو".

 

من جانبه، قال ريتشارد بلومنتال، في المؤتمر الصحافي، إن التشريع لا يهدف إلى إشراك جيش الولايات المتحدة في الحرب، قائلاً إنه يأمل في أن يشكل التشريع "رادعاً" لأي خطط من جانب بوتين لاستخدام أسلحة نووية في أوكرانيا، لتجنب حرب مباشرة مع الناتو.

 

بايدن يحذر

 

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن حذر، الاثنين الماضي، من أن تهديد بوتين باستخدام أسلحة نووية تكتيكية "حقيقي"، وذلك بعد أيام من نشر روسيا مثل هذه الأسلحة في بيلاروس.

 

ووصف بايدن إعلان بوتين أن روسيا نشرت أول أسلحتها النووية التكتيكية في بيلاروس بأنه "تصرف غير مسؤول تماماً".

 

وكان رئيس بيلاروس، ألكسندر لوكاشينكو، قال، الأسبوع الماضي، إن بلاده بدأت تسلم الأسلحة النووية التكتيكية الروسية، والتي قال إن بعضها أقوى ثلاث مرات من القنابل الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على هيروشيما وناجازاكي في عام 1945.

 

وقال بايدن لمجموعة من المتبرعين الديمقراطيين في كاليفورنيا: "عندما كنت هنا قبل نحو عامين أقول إنني قلق من جفاف نهر كولورادو، نظر إلى الجميع وكأنني مجنون".

 

وأضاف "ونظروا إليّ النظرة نفسها عندما قلت إنني قلق بشأن استخدام بوتين أسلحة نووية تكتيكية. هذا حقيقي".

 

أول نقل لأسلحة نووية

 

وأعلن بوتين، الجمعة، أن بلاده نقلت مجموعة أولى من الأسلحة النووية إلى بيلاروس، معتبراً، في تصريحات ندد بها البيت الأبيض، أنَّ استخدام الأسلحة النووية "ممكن" إذا كان هناك تهديد لبقاء روسيا.

 

وهذه هي المرة الأولى التي تحرك فيها روسيا مثل هذا العتاد، وهو أسلحة نووية أقصر مدى وأقل قوة يمكن استخدامها في ساحة المعركة، خارج حدودها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.

 

وقالت الولايات المتحدة إنها لا تعتزم تغيير موقفها إزاء الأسلحة النووية الاستراتيجية رداً على الخطوة التي أقدمت عليها موسكو، وإنها لم تر أي مؤشرات على أن روسيا تستعد لاستخدام سلاح نووي.

 

وفي مايو، رفضت روسيا انتقادات بايدن لخطتها نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، قائلة إن الولايات المتحدة تنشر منذ عقود مثل هذه الأسلحة النووية في أوروبا.

 

وتراقب الولايات المتحدة وحلفاؤها وكذلك الصين نشر القوات الروسية هذه الأسلحة عن كثب، وحذروا مراراً من استخدام الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا.

 

هجوم مضاد

 

يأتي ذلك فيما تواصل أوكرانيا شن هجوم مضاد لاستعادة مناطق من السيطرة الروسية في جنوب وشرق أوكرانيا، فيما حشد حلفاء أوكرانيا الغربيون دعماً بمليارات الدولارات في مؤتمر لإعادة إعمارها في لندن.

 

وحذّر رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال، خلال مقابلة مع "بلومبرغ" من أن الهجوم المضاد "سيستغرق وقتاً" لأن كييف تسعى إلى القيام بـ"أعمال ذكية"، ومع ذلك قال إنه "متفائل".

 

وقالت أوكرانيا، الجمعة، إنها أوقفت التقدم في هجومها المضاد بعدما نجحت، الخميس، في قصف جسر تشونهار الذي يربط بين شبه جزيرة القرم وأجزاء تسيطر عليها روسيا في خيرسون جنوب أوكرانيا، ضمن جهودها لتعطيل شريان إمداد رئيسي للقوات الروسية.

 

وكان متحدث عسكري أوكراني، الجمعة، إن القوات الأوكرانية تقدمت بنحو كيلومتر واحد على الجبهة الجنوبية.

 

في غضون ذلك، أعلن الجيش الأوكراني، في وقت مبكر من صباح الجمعة، تفعيل حالة التأهب الجوي، مع إصدار تحذيرات من هجمات صاروخية وطائرات مسيرة روسية على مناطق واسعة من البلاد.

 

ويقدّر المحللون أن كييف تختبر الدفاعات الروسية، قبل أن تدفع الجزء الأكبر من قواتها إلى المعركة.

 

وفيما يتواصل القتال على الجبهات المشتعلة في شرق وجنوب أوكرانيا، تعهدت بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الأربعاء، بتقديم مساعدات إضافية بمليارات الدولارات لإعادة إعمار أوكرانيا.

 

وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، الخميس، إن أوكرانيا تلقت ما مجموعه 60 مليار يورو، كدعم مالي جديد لإعادة بناء اقتصادها في ختام المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار الذي نظم في لندن.

 

من جانبه، تعهد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، بتحميل روسيا تكلفة إعادة الإعمار، قائلاً خلال مؤتمر لندن، إن "روسيا ستتحمل في النهاية كلفة إعادة الإعمار في أوكرانيا، لكن يتعين علينا بناء قوي بما يكفي لحماية البلد على المدى الطويل".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI