اضطراب الوسواس القهري (OCD) هو اضطراب نفسي يتسبب بظهور نوع معين من الأفكار والمخاوف والوساوس، التي قد تدفع المريض إلى القيام بسلوكيات لا إرادية تؤثر سلبًا في قدرته اليومية على ممارسة الأنشطة بشكل طبيعي، كما أنها قد تسبب ضيقًا نفسيًا، وهو أحد أكثر الحالات الصحية تسببًا في الضعف في العالم، حسب هيئة الخدمات الصحية الأمريكية.
عند الحديث عن علاج هذا النوع من الاضطرابات، ينبغي التأكيد على الارتباط الوثيق بين مشكلتي الوسواس القهري والقلق والخوف. إذ ينشأ الوسواس القهري نتيجة تفوُّق أفكار مُحدَّدة في ذهن الفرد وتكرارها بشكل غير طبيعي، وعندما يشعر الشخص بتلك الأفكار، يسعى جاهدًا لمقاومتها بخوف وقلق.
ويعد اكتساب الخوف مرتبطا باضطراب الوسواس القهري، فقد يعاني المصابون بالوسواس القهري من الخوف والقلق بالدرجة الأولى.
ففي دراسة نشرها موقع الأبحاث العلمية Pubmed، تشير الأبحاث إلى وجود صلة قوية بين معتقدات الشك الذاتي والقلق والخوف والمعتقدات المتعلقة بالوسواس القهري.
أعراض الوسواس القهري
حدد المعهد الوطني الأمريكي للصحة العقلية بعضًا من أعراض الوسواس القهري والتي يمكن أن تتداخل مع جميع جوانب الحياة، مثل العمل والمدرسة والعلاقات الشخصية، ومنها:
-قلق النظافة والخوف من الجراثيم أو التلوث
-أفكار عدوانية متكررة ومقلقة تجاه الآخرين أو تجاه النفس
-قلق تنظيم أو ترتيب الأشياء بشكل متماثل أو مثالي جدًا
-أفكار غير مرغوب فيها قد تدخل في العنف أو العلاقات الخاطئة
عوامل الخطر من اضطراب الوسواس القهري
بحسب المعهد، فإن أسباب الإصابة باضطراب الوسواس القهري غير معروفة بعد، لكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة مثل:
إصابة أحد أفراد العائلة
أظهرت دراسات التوائم والأسرة أن الأشخاص الذين لديهم أقارب يعانون من الوسواس القهري من الدرجة الأولى (مثل أحد الوالدين أو الأخ أو الطفل) قد يكونون معرضين بشكل أكبر للإصابة.
تركيبة الدماغ
أظهرت دراسات التصوير اختلافات في القشرة الأمامية في أدمغة مرضى الوسواس القهري، فقد يكون هناك علاقة بين أعراض الوسواس القهري والتشوهات في مناطق معينة من الدماغ.
البيئة المحيطة
قد تكون صدمات الطفولة وظروف التربية التي يمر بها الشخص أحد عوامل الإصابة بالوسواس القهري في بعض الدراسات. هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم هذه العلاقة بشكل أفضل.
وبحسب موقع الأبحاث العلمية Pubmed من المحتمل أن يكون القلق بعدًا وثيق الصلة بالوسواس القهري ويؤثر على السمات الأخرى لهذا الاضطراب تبعًا لنوع الوساوس، وعمر بداية المرض، والأمراض المصاحبة، وأنماط الاستجابة لعلاج الوسواس القهري الفكري والخوف.