21 نوفمبر 2024
10 سبتمبر 2023
يمن فريدم-الشرق نيوز-رشا جدة
الرئيس الاميركي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترمب خلال المناظرة النهائية للانتخابات الرئاسية 2020 في ناشفيل ، 22 أكتوبر 2020 - REUTERS

 

من نسب التأييد المنخفضة إلى المخاوف المتفاقمة بشأن تقدمه في السن والوضع الاقتصادي في البلاد، يواجه الرئيس الأمريكي جو بايدن في طريقه للبقاء بالبيت الأبيض لـ 4 أعوام إضافية، رياحاً معاكسة تشتد ضراوتها مع صباح كل يوم جديد.

 

وعلى الرغم من هذه المعيقات إلا أن الطريق لا زال ممهداً أمام بايدن لخوض جولة إعادة في انتخابات 2024 مع الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترمب، الذي يتقدم بفارق كبير في الانتخابات التمهيدية لحزبه، وهو ما يربك الخبراء والمحللين السياسيين.

 

وأظهرت نتائج أحدث استطلاع رأي أجرته شبكة "CNN" بالشراكة مع شركة "SSRS"، العديد من وجهات النظر السلبية للغاية بشأن أداء بايدن، حيث بلغت نسبة الموافقة على أداءه 39% فقط.

 

ويقول 58% من المستطلعين إن سياسات بايدن أدَّت إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة، بزيادة 8 نقاط منذ الخريف الماضي.

 

ويقول 70% إن الأمور في البلاد تسير بشكل سيء، فيما يرى 51% أنَّ الحكومة يجب أن تفعل المزيد لحل مشاكل البلاد.

 

وتبين نتائج الاستطلاع، التي ظهرت الخميس الماضي، وأجري على عينة عشوائية مكونة من 1503 ناخب جمهوري وديمقراطي، تعادل كل من بايدن وترمب، إذ بلغ معدلات تفضيلات كل منهما 35% فقط.

 

وقال الخبير الاستراتيجي جيم دورنان، إن نتائج الاستطلاع جاءت صادمة للكثيرين، مشيراً إلى أن أعباء ترمب القانونية لم تزده إلا شعبية، ليتساوى في استطلاعات الرأي مع بايدن.

 

وأضاف دورنان لـ"الشرق": "الاستطلاعات الأخيرة كشفت أن بايدن لديه الكثير من العمل ليقوم به قبل الانتخابات من أجل تحسين معدل قبوله إذا أراد الفوز بالرئاسة".

 

سن الرئيس

 

في الأسبوع الماضي، أظهرت نتائج استطلاع رأي لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنَّ سن الرئيس جو بايدن البالغ من العمر 80 عاماً، وتعامله مع الاقتصاد هما من أكبر نقاط ضعفه، في وقت يستعد لمواجهة محتملة مع الرئيس السابق دونالد ترمب.

 

وأشار 60% من الناخبين المسجلين في الاستطلاع، الذي شمل 1500 ناخب مسجل تم الاتصال بهم في الفترة من 24 إلى 30 أغسطس، إلى أنهم لا يعتبرون أن بايدن "مؤهل عقلياً" لشغل منصب الرئيس.

 

وقال ما يقرب من ثلاثة أرباع المشاركين بنسبة 73%، إنهم يعتقدون أنَّ بايدن أكبر من أن يترشح للرئاسة، وهي النسبة نفسها تقريباً التي خرج بها استطلاع CNN، إذ أعرب 73% من المستطلعين عن قلقهم الشديد من أنَّ سن بايدن "قد يؤثر سلباً على مستواه الحالي من الكفاءة البدنية والعقلية، وقدرته على قضاء فترة ولاية كاملة أخرى إذا أعيد انتخابه".

 

ويبدو أنَّ "عامل السن" يمثل عنصراً فارقاً في الاختيار هذه المرة، وهو ما دفع نائبة الرئيس كامالا هاريس للقول مؤخراً إنها ستكون قادرة على "تولي المسؤولية" إذا لزم الأمر.

 

في الوقت ذاته، يستنكر المحرر السياسي في نشرة "Sabato’s Crystal Ball" الصادرة عن مركز السياسة بجامعة فيرجينيا والتي تعنى بالحملات الأميركية والانتخابات، ومنسق العلاقات الإعلامية بالمركز، جي مايلز كولمان، لوم بعض الناخبين بسبب تحفظاتهم على رئيس قد يبلغ من العمر 86 عاماً عندما ينهي ولايته الثانية.

 

وأقر كولمان في حديث مع "الشرق"، بأن سن بايدن هو الشيء الذي يجعل الديمقراطيين متوترين بعض الشيء، مشيراً إلى أن نائبة الرئيس "اعترفت بعامل العمر الواضح".

 

وأضاف: "على الرغم من أن ترمب أصغر ببضع سنوات فقط، إلا أن العمر بشكل عام كان أقل أهمية بالنسبة له كما هو الحال بالنسبة لبايدن".

 

في الوقت نفسه، يوضح كولمان أن الرئيس الأميركي لا يتمتع بشعبية، لكن ترمب أقل شعبية ويأمل الديمقراطيون أن تساعدهم هذه الديناميكية، على حد قوله.

 

ويعتقد أن الناخبين الديمقراطيين قد لا يكونون متحمسين بشكل خاص لبايدن كمرشح، لكنهم مع ذلك، يدركون أن التهديد بفترة ولاية أخرى لترمب سيحفزهم على المشاركة.

 

من جهة أخرى، لا يرى أستاذ السياسة والشؤون العامة بجامعة "برينستون" تشارلز كاميرون، أن عامل العمر حاسم في الاختيار.

 

وقال كاميرون لـ"الشرق"، إن استطلاعات الرأي تشير إلى أنَّ معظم الناخبين يعتبرون جو بايدن أكبر من أن يترشح للرئاسة مرة أخرى، إذ يبلغ من العمر 80 عاماً ويظهر ذلك كل يوم.

 

وأضاف: "لكن في الوقت نفسه ترمب أيضاً كبير في السن، يبلغ 77 عاماً. وبطبيعة الحال، هذا مجرد عامل واحد من بين العديد من العوامل التي يهتم بها الناخبون، بما في ذلك الصدق، والقدرة على التعاطف، والمواقف السياسية".

 

ويتفق أستاذ العلوم الاجتماعية بجامعة "بوسطن" توماس والين مع كاميرون في أن السن لا يعد عنصر حسم أساسي في الاختيار.

 

وأفاد كاميرون لـ"الشرق"، بأن صورة المرشحين الرئاسيين لا تتحسن مع تقدم العمر في نظر الناخبين، مضيفاً: "مع ذلك، يضمن بايدن وترمب، اللذان أصبحا متقدمين في السن، ترشيحات حزبيهما، لذلك لا يهم حقاً العمر. ليس هناك اختيارات أخرى".

 

ويرى دورنان أن سن بايدن ليس محفزاً كبيراً للناخبين، خاصة مع التصنيفات الأخرى بشأن الوضع الاقتصادي والتضخم، إذ "يرى 58% من الناخبين أن سياساته أدت إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة".

 

مرشح بديل

 

يتمنى بعض الناخبين الديمقراطيين أن يكون هناك مرشحاً ديمقراطياً بديلاً لبايدن. وأظهر استطلاع CNN أن أغلبية واسعة تبلغ 67% من الديمقراطيين وذوي الميول الديمقراطية يقولون إن الحزب يجب أن يرشح شخصاً آخر غير بايدن.

 

كما أن أغلبية الذين يفضلون رؤية شخص مختلف عن بايدن لم يطرحوا أسماءً محددة، ولم يذكر سوى 1% فقط منهم، أسماء أخرى مثل روبرت إف كينيدي جونيور، أو ماريان ويليامسون.

 

ويعتقد كاميرون أنَّ التيار الديمقراطي لم يفكر في طرح بديل آخر، لأن وجود بايدن في السباق يعيق بشكل أساسي جميع المنافسين الديمقراطيين الجادين.

 

مع ذلك، يرى كاميرون أنه إذا تنحى بايدن جانباً، أو حدث أمر "له علاقة بالقضاء والقدر"، فسيتدخَّل العديد من المنافسين.

 

لكن تنظيم سباق رئاسي يتطلب الكثير من الوقت والمال والإجراءات المسبقة، ويعتقد كاميرون أن الانتخابات التمهيدية الديمقراطية الأولى في ولاية كارولينا الجنوبية، المقرر إجراؤها في أوائل فبراير، ستكون مناسبة جداً لبايدن.

 

واعتبر والين أنَّ بايدن ما زال يحظى بأوسع جاذبية بين الناخبين المتذبذبين والمستقلين من أي منافس محتمل، وهو الأمر الذي منع وجود منافس ديمقراطي آخر له.

 

لكن كولمان يعترف بوجود رغبة عند بعض الناخبين في رؤية بديل ديمقراطي لبايدن إلا أنَّ المؤسسة الرسمية الديمقراطية اصطفت خلف الرئيس، ولم تعر أبرز منافسيه الأساسيين اهتماماً، وهما ماريان ويليامسون، وروبرت إف كينيدي جونيور، إذ يُنظر إليهما على أنهما مرشحان غير جادين ومثيران للقلق.

 

ويفسر كولمان عدم تقدم أحد جدياً لتحدي بايدن بالرغم من أن الديمقراطيين لديهم هيئة قوية من حكام الولايات وأعضاء مجلس الشيوخ، بأنه خوف من تبعات الخسارة.

 

وقال كولمان: "قد يكون هذا لأنهم إذا تحدوه وخسروا، فلن يُنظر إليهم على أنهم -لاعبون في الفريق- وقد تتأثر سمعتهم".

 

الاتهامات والشعبية

 

في مباراة العودة الافتراضية 2024، حصل كل من بايدن وترمب على دعم بنسبة 46%، بحسب استطلاع "وول ستريت جورنال".

 

المفارقة في الأمر، أنه على الرغم من المشاكل القانونية التي يواجهها ترمب، وجد الاستطلاع أن 59% من الناخبين الجمهوريين الأساسيين يدعمون الرئيس السابق في السباق إلى البيت الأبيض، بزيادة قدرها 11 نقطة منذ أن أجرت الصحيفة استطلاعاً مماثلاً في أبريل الماضي.

 

وأصر أكثر من 60% من الناخبين الجمهوريين الأساسيين على أن التهم الجنائية المتعددة كانت ذات دوافع سياسية وتفتقر إلى المصداقية.

 

وقال 78% آخرون إن تصرفات ترمب بعد انتخابات 2020 كانت إجراءات مشروعة لضمان دقة التصويت، في حين قال 16% فقط، إن ترمب حاول بشكل غير قانوني منع الكونجرس من التصديق على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

 

ويواجه ترمب الاتهام في 4 قضايا تضم ​​91 تهمة جنائية إجمالاً، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، ومع ذلك، فإن لوائح الاتهام التي يواجهها لم تزد إلا من شعبيته والتفاف المؤيدين حوله في كل يوم، باعتبارها اتهامات سياسية صادرة من الدولة العميقة.

 

ويفسر أستاذ العلوم الاجتماعية والين ذلك بأنَّ ترمب قد طور ثقافة شخصية له داخل حزب الجمهوريين، "فآراؤه المتطرفة والقومية الشديدة تتماشى مع قاعدة الحزب. لذلك، لم يعد الحزب كالسابق، هذا ليس حزب لينكولن، ولا حتى رونالد ريجان".

 

ويعتقد الخبير السياسي كولمان أن لوائح الاتهام حولت ترمب في الأساس إلى "شهيد" في نظر الجمهوريين، مضيفاً: "في نظرهم، ترمب مستهدف كثيراً من قبل الديمقراطيين، فلا بد أنه يفعل شيئاً صحيحاً".

 

هذا الاعتقاد تدعمه نتائج استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة JMC للاستطلاعات وتحليل البيانات السياسية، وأظهر أن 55% من الجمهوريين يوافقون على أن ترمب قام بعمل رائع كرئيس وسيعيده مرة أخرى، ومن الصعب على المرشحين الأساسيين الآخرين من الحزب الجمهوري تقديم شيء ينافس ذلك.

 

يختلف، نوعاً ما، رأي أستاذ العلوم السياسية كاميرون، ويؤكد أن شعبية ترمب ارتفعت بين الناخبين الجمهوريين المسجلين، الذين يشكلون نحو 25% فقط من الناخبين. ويظهر هؤلاء الناخبون نوعاً من تأثير "الالتفاف حول العلم".

 

في المقابل، يشير كاميرون إلى أن بعض استطلاعات الرأي تظهر بعض التراجع بين المستقلين، الذين من المرجح أن يحسموا نتيجة الانتخابات.

 

وتابع كاميرون: "بكل صدق، من السابق لأوانه أن نجزم بالتأثير الذي قد تخلفه مشاكل ترمب القانونية على الناخبين، سواء أدين أو لم تثبت إدانته".

 

عوامل الحسم

 

جو بايدن "عجوز" و"مرتبك" ودونالد ترمب "فاسد" و "غير أمين". كانت تلك أهم المصطلحات التي استخدمها الأمريكيون عندما طلب منهم وصف الرجلين في استطلاع أجرته وكالة "أسوشيتد برس" الاميركية ومركز "NORC" لأبحاث الشؤون العامة.

 

وكان الاستطلاع، الذي أجري منتصف الشهر الماضي، قد طرح سؤالاً مفتوحاً بشأن ما يتبادر إلى الذهن عندما يفكر الناس فيهما.

 

يعتقد كاميرون أن أهم عامل في الانتخابات الرئاسية عادة هو "السلام والازدهار الاقتصادي"، لافتاً إلى أن "أحد العوامل الرئيسة، هي ما إذا كان الاقتصاد يسير بشكل جيد من وجهة نظر الناخبين".

 

ويعدد كاميرون العوامل المؤثرة الأخرى، من بينها الحروب المعلنة أو غير المعلنة، والهجمات الإرهابية، والمواقف الشعبية "بالطبع، قد يساعدك أن تتمتع بمواقف ذات شعبية بدلاً من المواقف غير الشعبية".

 

وأخيراً، تكون الفضائح الصادمة في اللحظات الأخيرة لها أهمية كبيرة في تقدير الناخبين، على حد قوله.

 

أمَّا والين فيعتقد أنَّ التضخم والهجرة ومستقبل الديمقراطية، هي أكثر العوامل المؤثرة على تفضيلات الناخبين، "أخشى أن الأخيرة أصبحت هشة جداً، وقد لا تتحمل ضجة دورة انتخابات رئاسية أخرى".

 

في حين يرى كولمان أن الحديث عن الإجهاض سيعود للصدارة مرة أخرى، كما حدث في عام 2022، خلال الحملة الانتخابية.

 

وقال كولمان: "إذا فاز الجمهوريون بالرئاسة ومجلسي الكونجرس، فيمكنهم النظر في تمرير حظر وطني للإجهاض".

 

وكما هو الحال دائماً، سيكون الاقتصاد عاملاً آخر مهماً. ويعتقد كولمان أنه على الرغم من أن معظم المقاييس تشير إلى اقتصاد قوي، إذ أن التضخم آخذ في الانخفاض والبطالة منخفضة، لا يشعر جميع الأميركيين بالفوائد المباشرة.

 

وزاد: "سيتعين علينا أيضاً أن نرى كيف تنتهي الدراما القانونية لترمب. إذا تمت إدانته أو سجنه، فقد يصبح أكثر شعبية لدى الجمهوريين، ولكن قد يكون أيضاً أسوأ حالاً في الانتخابات العامة".

 

رهان صعب

 

في يونيو الماضي، أصدرت نشرة "كريستال بول" Crystal Ball الصادرة عن مركز السياسة بجامعة "فيرجينيا" تقييماتها الأولية للهيئة الانتخابية.

 

وخمَّنت بشكل كبير إجراء انتخابات رئاسية متقاربة وتنافسية أخرى في العام المقبل، وبينما لم يتجاوز أي من المرشحين علامة 270 صوتاً انتخابياً في التصنيفات الأولية للهيئة في الولايات المتأرجحة، فإن بايدن كان أقرب قليلاً للفوز بـ(260) من ترمب الذي حصل على (235).

 

وهو أمر يراه الباحث السياسي في مركز "كريستال بول"، كولمان، كاشفاً عن شدة التنافسية التي تغلف الانتخابات المقبلة، قائلاً: "لن تكون الولايات الفردية قادرة على المنافسة على الإطلاق، وستكون ساحة المعركة ضيقة للغاية، ومن غير المضمون إذا انقلبت أي ولاية أخرى عن عام 2020".

 

يتفق أستاذ العلوم السياسية كاميرون مع كولمان في أن الرهان الآن على الانتخابات أمر بالغ الصعوبة، لأنها متقاربة للغاية.

 

وأردف: "في الوقت الحالي، تشير أسواق الرهان إلى حوالي 45% لصالح بايدن، 33% لصالح ترمب، والباقي مقسم على شخص آخر. يبدو أن هذا صحيح تقريباً، هناك تفوق طفيف لصالح بايدن ولكن يمكن لأي منهما أن يفوز، مع احتمالية وجود نتيجة غير متوقعة تظهر في اللحظات الأخيرة".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI