4 يوليو 2024
26 سبتمبر 2023
يمن فريدم-اندبندنت عربية -فيديل سبيتي
يتلقى العاملون في برج المراقبة الجوية تدريباً أكاديمياً وعملياً مكثفاً للتعامل مع ما قد يواجههم خلال عملهم (أ ف ب)

 

حين تقع حوادث سقوط الطائرات المفاجئة أو حوادث الهبوط والإقلاع، يبدأ المحقون بالبحث عن الصندوق الأسود لسماع تسجيلات الأحاديث التي دارت في قمرة القيادة قبل وقوع الكارثة، وكذلك الاستماع إلى مضمون الاتصالات التي أجراها الطيار ومساعده ببرج المراقبة الجوية في المطار.

 

ويلعب برج المراقبة الجوية دوراً مهماً في تفادي وقوع الحوادث بين الطائرات، ويعمل داخل البرج الموجود في كل مطار في العالم، موظفون يقظون يراقبون حركة الطائرات على شاشة المراقبة لضبط أي خروج عن المسار وتفادي أي خطأ بشري قد يقع بالصدفة أو لأسباب مختلفة كالطقس أو حالة الطيار النفسية والصحية أو في حالات الخطف وإعادة توجيه الطائرات إلى مطارات أخرى أو إلى أهداف معينة كما جرى في أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة.

 

ويراقب موظفون ذوو قدرات محددة في أبراج المراقبة الجوية، مجموعة كبيرة من الآلات أمامهم لتفادي وقوع أي حوادث في عالم الطرقات الجوية وفي المطارات على الأرض، ولكن ألا يمكن لهؤلاء الموظفين أن يرتكبوا هفوات وأخطاء بشرية من قبيل أن ينام الموظف أو يسهو لسبب ما عن أمر طارئ يجري على الشاشة، وألا يعني هذا الأمر ترك مصير آلاف المسافرين بالطائرات تحت سلطة موظفين وإداريين يمكن أن يقعوا هم أنفسهم في الخطأ؟

 

ماذا يعمل الموظفون في أبراج المراقبة الجوية؟

 

تسمى الغرفة في أعلى برج المراقبة "برج المراقبة الجوية" أو "برج المراقبة"، يعمل فيها مراقبو المرور الجوي الذين يتعاملون مع الرحلات القادمة والمغادرة لضمان سلامتها وتنظيم تحركات الطائرات بأقصى درجات الحذر وفق برامج مجدولة سلفاً وأي تغيير فيها يتطلب إعادة برمجة رحلات كثيرة بين المطارات.

 

ويتمثل دور مراقبي المرور الجوي في تقديم توجيهات وإرشادات للطائرات أثناء تنقلها في الأجواء وعند الهبوط والإقلاع. ويساعد هؤلاء المراقبون في القيام بواجباتهم على أكمل وجه، أنظمة الرادار وأنظمة المراقبة الجوية التي تطورت بشكل كبير منذ بدايات القرن 20، مع انطلاق أولى الرحلات الجوية.

 

وعلى رغم التقدم التقني الكبير في أجهزة مراقبة الملاحة الجوية، فإن أحد شروط بناء برج المراقبة الجوية هو الواجهة الزجاجية الكبيرة في البرج، التي تسمح للمراقبين بمراقبة الحركة الجوية في جميع الاتجاهات بالعين المجردة.

 

ويجب على الواجهة أن تكشف الجو بـ 360 درجة على شكل دائرة، كي توفر رؤية واسعة للمدرجات والممرات والأجواء المحيطة بالمطار.

 

وتستخدم أجهزة الرادار لرصد وتتبع الحركة الجوية وتحديد مواقع الطائرات بينما يدير مراقبو حركة المرور الجوي أنظمة اتصال متقدمة تتيح لهم التواصل مع طواقم الطائرات والأجهزة الأخرى في المطار وفي المطارات الأخرى.

 

ويستخدم المراقبون الجويون أجهزة كمبيوتر متخصصة لمساعدتهم في تحليل البيانات واتخاذ القرارات وتنفيذ الإجراءات المطلوبة.

 

ويتخصص العاملون في برج المراقبة الجوية في جامعات معينة ويتلقون تدريباً أكاديمياً وعملياً مكثفاً للتعامل مع قد يواجههم خلال عملهم. في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يعتمد تأهيل مراقبي المرور الجوي على الوكالة التي تدير المراقبة الجوية وتنظمها، وهي Federal Aviation Administration (FAA).

 

ويشمل تدريب مراقبي المرور الجوي دراسة المواد المتعلقة بالطيران المدني والعمليات الجوية، ويتضمن التدريب العملي تعلم كيفية استخدام أجهزة المراقبة الجوية وأنظمة الرادار وتقنيات التحكم بالحركة الجوية، وتمرينات مكثفة على حالات طارئة مختلفة تواجه المراقبين الجويين في العادة، ثم يقوم المراقب الجوي بعد تخرجه بتدريب مكثف في أحد أبراج المراقبة الحقيقية، قبل تعيينه في الوظيفة.

 

ماذا لو نام المراقب الجوي أثناء دوامه؟

 

يوجه مراقبو المرور الجوي الطائرات على مدار الرحلة نحو الأمان ويتواصلون مع قبطان الطائرة لتحديد مساره وتوقيت الهبوط وارتفاع طائرته والأحوال الجوية المتوقعة خلال الرحلة، أما مهمتهم الأولى فهي تفادي التصادم بين الطائرات عبر تنظيم حركة المرور الجوي في المطارات وعلى مدار الرحلة أي يمكن اعتبارهم رجال شرطة الجو أو الإشارات الضوئية بالنسبة إلى الطائرات.

 

وإذا حدثت حالة طارئة في برج المراقبة الجوية مثل انقطاع الكهرباء أو انقطاع شبكة الاتصالات والإنترنت، فهناك إجراءات وخطط استعجالية مصممة للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة مثل الأنظمة الاحتياطية ومولدات الكهرباء المحضرة لحالات الطوارئ.

 

وهناك وسائل اتصال بديلة مثل الراديو للتواصل مع الطائرات والمطارات القريبة والجهات ذات الصلة.

 

وفي حال لم تنجح الإجراءات الاحتياطية في الحد من الأثر فإن أمراً خطراً قد يحدث، بحسب ما تجيب وكالة الطيران الجوي الأميركية على أسئلة زوار موقعها الإلكتروني.

 

وتجيب الوكالة على سؤال آخر بأنه في بعض الحالات وقعت أخطاء في برج المراقبة الجوية كانت سبباً في وقوع حوادث، ومعظمها كان بسبب توجيه غير صحيح للطائرات.

 

وبحسب الوكالة فإنه في هذه الحالات يتم التحقيق وتقديم تقارير لتحديد أسباب الحادثة واتخاذ الإجراءات اللازمة لتجنب تكرارها في المستقبل، ويحاسب الموظف الذي أخطأ إذا ما ثبت أن الخطأ ناتج من سهوه العمد أو غير المتعمد.

 

ولمزيد من الطمأنة تقول وكالة الطيران المدني الأمريكي، إن حوادث الطيران نادرة بشكل عام بسبب الإجراءات والتدابير الأمنية الصارمة التي تتبع في صناعة الطيران والمراقبة الجوية.

 

ومن الأمثلة عن الأخطاء التي قد يرتكبها الطيارون أثناء القيادة الطائرة، قد يخطئون في تحديد موقع الطائرة أثناء الرحلة، مما يؤدي إلى توجيه الطائرة إلى مسار غير صحيح أو مناطق غير آمنة.

 

وقد يحدث تغيير مفاجئ في ارتفاع الطائرة أو سرعتها لأسباب مختلفة أولها المطبات الهوائية الضخمة التي قد تفاجئ الطيارين في كثير من الأحيان.

 

وأحياناً قد يتخذ الطيارون قرارات خطأ فيما يتعلق بالرحلة، مثل تجاهل التحذيرات حول الأحوال الجوية السيئة أو محاولة الهبوط في مدرج غير مناسب.

 

أما النسبة الأكبر من الأخطاء التي يرتكبها العاملون في برج المراقبة، فتشمل أولاً إعطاء توجيهات غير صحيحة للطائرات، مما يؤدي إلى تصادم أو حوادث أخرى.

 

وقد يقع مثل سوء التفاهم هذا بين مراقبي المرور الجوي والطيارين بسبب تشويش الاتصال أو وجود موانع في التواصل أو بسبب فهم مغاير لطبيعة التعليمات.

 

ويجيب برنامج الذكاء الاصطناعي عما قد يحدث في حال نام المراقب الجوي في برج المراقبة الجوية بأنه "سيتسبب في تعطيل حركة المرور الجوي في المطار وتأجيل أو إلغاء الرحلات".

 

ونظراً إلى خطورة نوم المراقب الجوي، يتخذ المراقبون الجويون إجراءات أمنية وإجرائية صارمة لمنع هذا الأمر. وإذا تم

 

اكتشاف أن موظف قد نام أثناء دوامه، فقد يواجه عواقب جدية.

 

ويبدو افتراض نوم موظف أثناء دوامه في برج المراقبة الجوية، بعيداً من الواقع، ولكن وقعت محاكمات عدة لموظفين تسبب إهمالهم بحوادث الطائرات في مطارات العالم، ومنها على سبيل المثال، حادثة توجيه الطيران في مطار بولاية تينيسي الأميركية في عام 1977. في تلك الحادثة خرق المراقب الجوي

 

الإجراءات وأعطى توجيهاً غير صحيح لطائرتي ركاب، مما أدى إلى تصادمهما في الجو ومقتل 144 شخصاً. وحوكم المراقب الجوي وعوقب بالسجن.

 

وهناك حادثة توجيه طائرة في مطار ديترويت الدولي في عام 1987، حين وجه المراقب الجوي طائرة ركاب إلى المدرج الخطأ، مما تسبب باصطدامها بطائرة أخرى. وعوقب المراقب الجوي بالسجن.

 

وفي حادثة توجيه في جنوب كاليفورنيا في عام 1991، وقعت حادثة تصادم بين طائرتي هليكوبتر نتيجة أخطاء في توجيه الطائرتين وتمت محاكمة المراقب الجوي بالسجن.

 

وهذه الأمثلة من الولايات المتحدة بسبب توافرها على شبكة الإنترنت، بينما تتحفظ مطارات كثيرة حول العالم على نشر مثل هذا النوع من الحوادث كي لا يعتقد المسافرون بأن حياتهم تتعلق بقدرة موظف قد يكون مرهقاً أو منفعلاً لسباب شخصية أو يمر بحالة نفسية معينة.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI