5 يوليو 2024
9 نوفمبر 2023
يمن فريدم-هشام الشبيلي
على مدى الأيام الماضية كثف بن عزيز حشد مقاتليه على خطوط التماس مع الحوثيين (اندبندنت عربية)

 

عاودت العمليات المفخخة نشاطها في اليمن عقب فترة هدوء أتاحت للبلد المنهك بالحرب شيئاً من الاستراحة النسبية، قبل أن تعاود نشاطها مساء أمس الثلاثاء بتفجير عنيف استهدف موكب رئيس هيئة أركان الجيش اليمني صغير بن عزيز في محاولة اغتيال فاشلة خلال قيامه منذ أيام بتحركات عسكرية لتفقد قواته على خطوط التماس مع ميليشيات الحوثي نجا منها بأعجوبة.

 

والعملية التي تقرأ في سياق انبعاثات الحرب وأدواتها نفذت أثناء مرور سيارة بن عزيز ومرافقيه بواسطة سيارة مفخخة التصقت بموكبه نتج منها إصابة سبعة أشخاص بجروح خطرة بينهم أطفال.

 

وقال مصدر عسكري في الشرطة العسكرية بمحافظة مأرب إن سيارة مفخخة كانت تقف إلى جانب الطريق الدولي مأرب - حضرموت في مديرية الوادي الواقعة شرق مدينة مأرب الاستراتيجية، انفجرت أثناء مرور موكب رئيس هيئة الأركان.

 

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر ركاماً محترقاً للسيارة المفخخة يتصاعد منها الدخان جراء الانفجار الذي سمع دويه في أرجاء المدينة، فيما شهدت المنطقة المستهدفة وجوداً كثيفاً لقوات الأمن التابع للحكومة الشرعية، للوقوف على حجم الخسائر ومعاينة الأضرار في مشهد اعتاد سكان المدينة رؤيته خلال سنوات الحرب الدامية.

 

اختراق أمني

 

أوضح المصدر خلال حديثه إلى "اندبندنت عربية" أنه أصيب في الحادثة "ثلاثة من مرافقي رئيس الأركان وأربعة أطفال بإصابات طفيفة كانوا يقفون بمحاذاة الخط من الاتجاه الآخر"، فيما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" عن مصدر مسؤول بوزارة الدفاع قوله إن "جماعة إرهابية" استهدفت موكب رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز بسيارة مفخخة بينما كان في طريقه من منطقة العبر إلى مدينة مأرب، مما أسفر عن إصابة عدد من مرافقي رئيس الأركان. وأشار المصدر إلى أن الهجوم الإرهابي جاء في ظل تصعيد مستمر للميليشيات الحوثية وخلاياها المتخادمة مع التنظيمات الإرهابية المدعومة جميعها من النظام الإيراني.

 

وعما إذا ما كان الاستهداف ناتجاً من اختراق أمني من قبل الحوثيين باعتبارهم الطرف المستفيد والمتهم الأبرز بناءً على عمليات مماثلة أتهمتهم الحكومة الشرعية بالوقوف وراءها، أفاد المسؤول بأنهم يجرون تحقيقاً في الحادثة، في حين لم يستبعد أن تمثل اختراقاً ناتجاً من مراقبة الاتصالات التي تخضع لسيطرة كاملة من قبل الحوثيين من العاصمة صنعاء.

 

وفي بيانها، حذرت القوات المسلحة اليمنية "الميليشيات الحوثية وحلفاءها التكفيريين وداعميها الإقليميين من مغبة مثل هذه العمليات الإجرامية المكشوفة".

 

وكان بن عزيز قد قام بجولة على عدد من الجبهات حشد فيها جنوده "وتفقد جاهزيتهم القتالية"، مما اعتبره مراقبون رداً عليها للحد منها ورسالة لرجالات الشرعية بأنهم في مرمى النيران، خصوصاً وقد جرى استهدافه في طريق العودة إلى مأرب بعد أن أنهى جولة خارجية بدأها قبل شهر بزيارة رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن يعود وينفذ زيارات ميدانية إلى جبهات القتال (في شمال وشمال غربي البلاد) في إطار استعدادات طرفي الحرب لجولة جديدة من القتال بعد فشل محاولات التوصل لكلمة سواء نحو السلام مع جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

 

عدو الحوثيين

 

ولم يتبن الحوثيون عملية الاستهداف التي طاولت رئيس هيئة الأركان العامة، لكن خلال اليومين الماضيين شن نشطاء وإعلاميون موالون للجماعة سلسلة حملات تحرض على القيادي بن عزيز، وتداولوا له صوراً أثناء مشاركته في مؤتمر القوات البرية في الولايات المتحدة الأميركية في محاولة لاستغلال مشاعر الناس إزاء الحرب في غزة بوصفه "عميلاً للغرب".

 

وعلى رغم حالة الهدوء والهدنة غير المعلنة التي تأتي ثمرة للجهود الإقليمية والدولية الهادفة نحو إيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة اليمنية، يقرؤها مراقبون بأنها تحمل بواعث عودة العمليات المفخخة ومسلسل الاغتيالات التي طاولت على مدى السنوات الماضية عدداً من أبرز القيادات العسكرية الرفيعة، في اختراقات متكررة مثلت فجوة فادحة للمنظومة الأمنية التابعة للشرعية ناتجة من تعدد الولاءات داخلها، وتشتت جهازها الضبطي والعملياتي، مما تسبب في احداث مماثلة كلفتها كثيراً، كما تعد مؤشراً إلى عودة الحرب حول محافظة مأرب الغنية بالنفط التي كثيراً ما سعى الحوثيون إلى السيطرة عليها، خصوصاً وقد اعتاد مشهد الحرب في اليمن استباقها بمثل هذه العمليات التي تأتي متزامنة مع تحشيد عسكري متبادل بين طرفي الصراع.

 

ولم يكن الاستهداف الأول من نوعه الذي يتعرض فيه بن عزيز المتحدر من محافظة عمران (شمال)، حيث يتزعم قبيلة بارزة (شيخ) عرفت بعدائها التاريخي "للحوثيين ومشروعهم الإيراني" لمحاولة اغتيال، وتعرض لمحاولة سابقة في صنعاء في أعقاب سيطرة الحوثيين عليها، وتقديمه حينها 34 شخصاً من رجاله منهم 12 من عائلته شخصياً، ومحاولات أخرى كان آخرها استهدافاً صاروخياً نجا منه وقتل فيه نجله وعدد من مرافقيه أثناء وجوده بأحد المعسكرات في محافظة مأرب إضافة لتعرض منزله لقصف متكرر في المحافظة ذاتها.

 

وتالياً عرف بدوره البارز في إطار القوات الحكومية التي قال عنها في حوار سابق مع "اندبندنت عربية" إنها "امتصت عنفوان مقاتلي تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية وكسر هجماتها الانتحارية المتتالية، بل تحولت المعارك إلى استنزاف يومي مكلف لهم"، حتى بات يطلق عليه من قبل قطاع واسع من اليمنيين بـ"عدو الحوثيين".

 

ووفقاً للحكومة الشرعية، هناك عملية تخادم والتقاء مشترك بين تنظيم "القاعدة" وميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، تزامناً مع ظهور أدلة أمنية ادعت من خلالها الشرعية استخدام الحوثيين للتنظيم ضد مناهضي مشروعهم، مثل توفير ملاذ آمن لتحركاتهم في محافظة البيضاء وإطلاق عناصره من سجون الاستخبارات في صنعاء، وغيرها.

 

وكان وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك قد تحدث منتصف مايو/ أيار الماضي عن وجود "تقارير عدة للحكومة اليمنية توضح مدى التعاون والتنسيق بين الحوثيين والتنظيمات الإرهابية مثل القاعدة و(داعش) في عمليات الاغتيالات والاختطاف وغيرها من الأعمال الإرهابية". وتساءل حينها "لماذا جميع الأعمال الإرهابية تحدث في المناطق المحررة فقط، ولا تحدث في المناطق الخاضعة للانقلاب الحوثي المدعوم من النظام الإيراني؟".

 

(اندبندنت عربية)

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI