وسط حلول اليوم العالمي للطفل لا يزال أطفال اليمن يعانون تحت وطأة أحداث مأساوية يعيشونها جراء الحرب الدائرة منذ تسع سنوات كانت أجسادهم النحيلة خلالها أولى ضحايا هذا الصراع الدامي.
لعل أبرز هذه المخاطر الألغام والأجسام الحربية من مخلفات الحوثيين، التي تسببت في مقتل وإصابة الآلاف من الصغار بإعاقات جسدية جراء انفجار لغم وهم يلعبون، أو في طريقهم لجلب المياه أو حتى ذهابهم إلى مناطق الرعي.
ضحايا الحرب
الطفل حسن الجعيدي، البالغ من العمر 12 سنة، واحد من آلاف الأطفال الذين نالت منهم الحرب في اليمن، وانحصرت حياته وأحلامه بين مسكنه وفناء منزله الذي يسودها الوحدة جبراً منذ يوم إصابته.
فبينما كان يلعب بجوار منزلهم شمال غربي اليمن سقطت قذيفة بالمكان أدت إلى إصابته أسفل الظهر وفي رأسه جراء شظايا المقذوف وأصيب بعدها بشلل نصفي أفقده الحركة.
ومنذ ذلك الحين، يحتضن حسن تراب البلد الذي مزقته الحرب زاحفاً ومستنداً إلى يده اليسرى، إذ لا يستطيع الحركة إلا حبواً على بطنه.
تنقل الطفل حسن بين عدد من المشافي بحثاً عن العلاج لكن رحلة علاجه توقفت مع حصار الحوثيين لمناطقهم، وشكل قطع الطرقات عائقاً وتحدياً أمام عائلته في رحلة علاجه.
مسيرة الشموع
وللتذكير بأوضاع الأطفال اليمنيين الذين يعانون جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ انقلاب ميليشيات الحوثي، أحيا المنتدى السويدي للحقوق والتنمية وبالتعاون مع عدد من المنظمات الحقوقية الأوروبية والدولية مهرجان الضوء الشتوي بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل، حيث انطلقت مسيرة الشموع في عامها الثاني على التوالي بالعاصمة السويدية ستوكهولم.
يقول الناشط الحقوقي، ورئيس المنتدى السويدي باسم العبسي إنهم يشاركون في هذه الفعالية للتذكير بأطفال اليمن الذين يغفل عنهم العالم، وحقهم بالعيش حياة كريمة آمنة، مؤكداً أن اليمنيين وأطفالهم يستحقون السلام والعيش بأمان ورخاء وازدهار، وعلى العالم أن يضغط على ميليشيات الحوثي للقبول بسلام عادل يكفل هذه الحقوق.
تضيف المتخصصة في الحقوق والحريات وسام باسندوة، إن هذه الفعالية ستستكمل مسيرتها بالشموع لتضيء أبرز ميادين العواصم الأوروبية في مهرجان حي ينشد السلام العادل لليمنيين، خصوصاً في ظل الجهود التي يقودها الوسطاء من الأشقاء العرب برعاية السعودية وسلطنة عمان للدفع بهدنة طويلة تتضمن حلولاً للجوانب الاقتصادية والإنسانية.
دعوات دولية
في الأثناء طالبت 43 منظمة دولية ومحلية أطراف الصراع والمجتمع الدولي بإدراج العدالة لأطفال اليمن في محادثات السلام الجارية، مشددة على ضرورة وقف فوري لجميع الانتهاكات ضدهم.
وأكدت المنظمات، في بيان مشترك بمناسبة اليوم العالمي للطفل، أهمية المطالبة بحقوق الأطفال اليمنيين الذين يعانون آثار الحرب وتداعياتها المستمرة منذ تسع سنوات.
وتصنف منظمة اليونيسف، اليمن بأحد أسوأ البلدان التي يمكن أن يعيش فيها الأطفال، لما تواجهه من نزاع مستمر منذ سنوات.
وأعلنت خلال فبراير/ شباط الماضي أن الحرب في اليمن أعاقت حصول 8.1 مليون طفل على حقهم في التعليم، مما يعرض مستقبلهم للخطر وذلك بعد أقل من شهر من تحذير الأمم المتحدة من أن نظام التعليم في اليمن على حافة الانهيار بعد تعرض 2700 مدرسة للدمار أو الضرر، وتسرب أكثر من 2.7 مليون طفل من التعليم بسبب الصراع.
(أندبندنت عربية)