ارتفعت الأسهم الآسيوية قبل صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية الرئيسية واجتماعات البنوك المركزية الكبرى التي ستعطي أدلة جديدة حول احتمال تخفيض أسعار الفائدة العام المقبل.

صعدت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ عند الافتتاح، في حين استقرت الأسهم في البر الرئيسي للصين، حيث ينتظر المتداولون قرارات من اجتماع رئيسي لصانعي السياسة الاقتصادية الصينيين.

كما تقدمت مؤشرات الأسهم في اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا. يأتي ذلك بعد بداية جيدة للأسبوع في الولايات المتحدة، حيث دفع المتداولون الأسهم للارتفاع لليوم الثالث على التوالي. وتراجع الدولار قليلا بينما لم تتغير عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات سوى بنسبة ضئيلة.

سيعطي مؤشر أسعار المستهلك، اليوم الثلاثاء، وول ستريت فكرة عما إذا كان اتجاه الانكماش مستمراً. سيتم إصدار التقرير قبل يوم واحد من آخر قرار مقرر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لعام 2023، حيث من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي المسؤولون أسعار الفائدة ويعلنون ملخص التوقعات الاقتصادية.

ويدور السؤال حول ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يحاول تخفيض التوقعات بشأن تيسير السياسة النقدية بعد إعادة التسعير الكبيرة من جانب المستثمرين.

أسبوع اقتصادي مزدحم

قال تشارو تشانانا، استراتيجي السوق في "ساكسو ماركتس": "قد يكون هذا أسبوعاً هائلاً للأسواق الآسيوية إذا أعادت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأميركي وبنك الاحتياطي الفيدرالي التأكيد على أن دورة رفع أسعار الفائدة قد انتهت". "قد تكون إعلانات مؤتمر العمل الاقتصادي المركزي الصيني أيضاً أساسية حيث ينتظر المشاركون في السوق الضغط على السياسات النقدية والمالية والصناعية لتحقيق هدف النمو لعام 2024".

في هذه الأثناء، يعزز الين صعوده بعد أكبر انخفاض له منذ أكثر من شهر يوم الاثنين بسبب تقرير قال إن مسؤولي بنك اليابان لا يرون حاجة كبيرة للاندفاع نحو إلغاء أسعار الفائدة السلبية هذا الشهر.

تباطأت أسعار المنتجين في اليابان في شهر نوفمبر إلى أدنى مستوياتها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وهو ما يدعم وجهة نظر بنك اليابان بأن الضغوط التضخمية تتجه نحو الاعتدال.

وقال "تشانانا": "في حين أن بعض المتداولين قلصوا توقعاتهم بشأن خروج بنك اليابان من الفائدة السلبية في وقت مبكر من ديسمبر، فمن المحتمل أن يكون هناك بعض التوتر قبل اجتماع الأسبوع المقبل، حيث إن البنك يضغط على الوقت للتحرك".

وأضاف: "إذا بدأت البنوك المركزية العالمية في خفض أسعار الفائدة في الربع الأول، فقد يجد بنك اليابان نفسه في وضع صعب".

توقعات التضخم في أمريكا

بالعودة إلى الولايات المتحدة، أظهر استطلاع أجرته شركة "22 في ريسيرش" (22V Research) أن 46% من المستثمرين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن رد فعل السوق على مؤشر أسعار المستهلكين سيكون مختلطاً أو ضئيلاً، ويراهن 28% على تجنب المخاطرة ويرى 26% فقط أنه قد يكون هناك إقبال على المخاطرة.

وقالت ميغان هورنمان من شركة "فيردينس كابيتال أدفايزرس" (Verdence Capital Advisors): "بينما أظهرت بيانات التضخم علامات تراجع، فإن مرونة سوق العمل تجعل من الصعب على بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة مع ضعف الاقتصاد". وأضافت: "نعتقد أن المستثمرين متفائلون للغاية بشأن هذا الرأي".

انخفضت توقعات التضخم للمستهلكين الأمريكيين على المدى القريب في نوفمبر إلى أدنى مستوى منذ أبريل 2021، وفقاً لمسح أجراه بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.

يقدر أحد أكبر المضاربين على الصعود في وول ستريت أن مؤشر "إس أند بي 500" سيصل إلى 5200 نقطة في العام المقبل ليسجل رقماً قياسياً جديداً.

وقال جون ستولتزفوس، كبير الاستراتيجيين في شركة "أوبنهايمر" لإدارة الأصول: "نتطلع إلى أن يكون عام 2024 عاماً انتقالياً، حيث تتعامل الأسواق بناء على توقعات بتحول الاحتياطي الفيدرالي من السياسة النقدية التشددية إلى سياسة تيسيرية".

وفي سياق آخر، انخفضت العقود الآجلة للغاز الطبيعي بأكبر قدر خلال تسعة أشهر مع تحول التوقعات إلى ظروف أكثر دفئاً بالنسبة للولايات المتحدة في أوائل العام المقبل، مما يشير إلى ضعف الطلب مع وصول الإنتاج إلى مستويات قياسية جديدة.

وارتفع النفط قليلاً بعد انخفاضه إلى أدنى مستوياته في خمسة أشهر تقريباً، مع التركيز على مخاوف زيادة المعروض بعد فشل تعهدات "أوبك+" في تمديد وتعميق تخفيضات الإنتاج في وقف تراجع الأسعار. لم يتغير الذهب كثيراً بعد انخفاضه بنسبة 1.1%، يوم الإثنين، ليتداول مرة أخرى دون 2000 دولار للأونصة.

ارتفعت عملة بتكوين بعد أن سجلت أكبر انخفاض لها منذ ما يقرب من أربعة أشهر، حيث تحرك المتداولون لجني الأرباح بعد ارتفاع أكثر من 150% هذا العام، مما أدى إلى تصفية كبيرة للمراكز التي راهنت على صعود الأسعار.

بالنسبة للشركات، أعلنت شركة "أوراكل" (Oracle Corp) عن مبيعات مخيبة للآمال بسبب تباطؤ الزخم على الحوسبة السحابية بعد إغلاق أمس.

وتراجعت أسهم شركة "طوكيو إلكتريك باور" (Tokyo Electric Power Co)، أكبر شركة مرافق في اليابان، لتعكس ارتفاعها الأخير البالغ 39% خلال الأيام الأربعة الماضية مما جعل سهمها الأكثر شراءً على نحو مبالغ فيه ضمن أسهم مؤشر "نيكاي 225" للأسهم.