5 يوليو 2024
24 ديسمبر 2023
يمن فريدم-اندبندنت عربية -وكالات


وصف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون إيران بأنها "ذات تأثير خبيث كلياً في المنطقة والعالم"، متعهداً في مقابلة نشرت اليوم الأحد تعزيز إجراءات الردع ضد طهران.

ويأتي تحذير كاميرون بالتوازي مع اتهام واشنطن أول من أمس الجمعة لإيران بتورطها في الهجمات التي تستهدف السفن في البحر الأحمر انطلاقاً من اليمن، وذلك عبر توفيرها طائرات مسيرة وصواريخ ومعلومات استخباراتية للحوثيين.

وأمس السبت، أعلن البنتاغون في بيان عقب استهداف طائرة مسيرة انتحارية لناقلة مواد كيماوية قبالة سواحل الهند أن الطائرة "أطلقت من إيران".

وكاميرون الذي زار الشرق الأوسط هذا الأسبوع وبحث مع نظيره المصري الحرب الإسرائيلية في غزة والوضع المضطرب في البحر الأحمر، اتهم طهران بتقديم الدعم لـ"وكلاء" عدة في المنطقة.

ووصف كاميرون في حديث لصحيفة "صنداي تلغراف" إيران بأنها تشكل "تأثيراً خبيثاً كلياً في المنطقة والعالم، ليس هناك شك في ذلك"، وقال "لديك الحوثيون و(حزب الله) والميليشيات المدعومة من إيران في العراق التي تقوم بمهاجمة القواعد والقوات البريطانية والأميركية، وأيضاً بالطبع، (حماس)".

وأضاف "لذا لديك كل هؤلاء الوكلاء، وأعتقد أنه من الأهمية بمكان أولاً وقبل كل شيء أن تتلقى إيران رسالة بالغة الوضوح بأنه لن يتم التسامح مع هذا التصعيد".

وأكد كاميرون الذي عاد إلى السياسة بعد تنحيه عن منصب رئيس الوزراء عقب خسارته استفتاء "بريكست" عام 2016، أن لندن ستعزز التعاون مع حلفائها في شأن طهران.

وقال "نحن في حاجة إلى العمل مع حلفائنا لتطوير حزمة قوية من إجراءات الردع ضد إيران، ومن المهم أن نفعل ذلك".

وأضاف أن "مستوى الخطر وانعدام الأمن في العالم مرتفع إلى أقصى حدوده مقارنة بالسنوات والعقود السابقة، والتهديد الإيراني جزء من تلك الصورة".

وتشارك بريطانيا بسفن حربية في عملية "حارس الازدهار" بقيادة الولايات المتحدة لحماية حركة الشحن التجاري في البحر الأحمر من هجمات الحوثيين.

وفي وقت سابق هذا الشهر، كشفت بريطانيا أيضاً عن عقوبات جديدة تستهدف "صناع القرار في إيران ومن ينفذون تعليماتها"، وبينهم إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وعندما سئل إن كانت لندن على استعداد لفرض إجراءات أخرى، أجاب كاميرون بأن هذا "ليس للتداول العام"، لكنه أشار إلى أن بريطانيا تريد إرسال "تحذير واضح جداً للحوثيين وداعميهم الإيرانيين بأننا لن نتسامح مع هذه الهجمات المستمرة على خطوط الشحن".

مسيرة إيرانية

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن طائرة مسيرة انطلقت من إيران ضربت ناقلة كيماويات في المحيط الهندي أمس السبت.

وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع لـ"رويترز" أن "السفينة (كيم بلوتو)، وهي ناقلة كيماويات ترفع علم ليبريا وتملكها اليابان وتشغلها هولندا، تعرضت لهجوم في نحو الساعة الـ10 صباحاً بالتوقيت المحلي (السادسة صباحاً بتوقيت غرينتش) ،أمس السبت، في المحيط الهندي على بعد 200 ميل بحري من ساحل الهند، بطائرة مسيرة هجومية أحادية الاتجاه أطلقت من إيران".

وتسلط الحادثة الضوء على التوترات الإقليمية المتصاعدة والأخطار الجديدة التي تهدد الممرات الملاحية بعد هجوم حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وقال بيان "البنتاغون" إن هذا هو "الهجوم الإيراني السابع على السفن التجارية منذ عام 2021".

ولم تقع إصابات نتيجة الهجوم وتم إخماد حريق شب لفترة وجيزة على متن الناقلة. ولم يرد متحدث باسم الوفد الإيراني في الأمم المتحدة على الفور على طلب للتعقيب.

وتابعت الوزارة أن الجيش الأمريكي "لا يزال على اتصال بالسفينة بينما تواصل الإبحار نحو وجهة في الهند"، وأنه لم تكن هناك أية سفن تابعة للبحرية الأمريكية في المنطقة المجاورة.

ولم تعلن أية جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم الذي جاء وسط موجة من الهجمات بطائرات مسيرة وصواريخ شنها الحوثيون المدعومون من إيران قبالة سواحل اليمن.

وشن الحوثيون الذين يسيطرون على أنحاء شاسعة في أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك العاصمة صنعاء، أكثر من 100 هجوم بطائرات مسيرة وصواريخ استهدفت 10 سفن تجارية، وفق وزارة الدفاع الأميركية.

وأول من أمس الجمعة نشر البيت الأبيض معلومات استخباراتية أميركية تفيد بأن إيران زودت الحوثيين طائرات مسيرة وصواريخ، إضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية.

من جهتها، أعلنت البحرية الهندية أنها استجابت لطلب المساعدة من السفينة.

وصرح مسؤول في البحرية الهندية لوكالة الصحافة الفرنسية "أرسلت طائرة إلى الموقع وتمكنت من الوصول إلى السفينة والتأكد من سلامتها وسلامة طاقمها". وأضاف المسؤول "أرسلت كذلك سفينة حربية تابعة للبحرية الهندية إلى الموقع لتقديم المساعدة اللازمة".

وأشارت شركة "أمبري" للأمن البحري إلى أن السفينة ترفع علم ليبيريا، لكنها "مرتبطة بإسرائيل"، مضيفة أنها "توقفت في السعودية وكانت متوجهة إلى الهند".

حادثة في باب المندب

من ناحية أخرى، قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أمس السبت إنها تلقت تقريراً عن انفجار طائرة مسيرة قرب سفينة في محيط مضيق باب المندب على بعد 45 ميلاً بحرياً جنوب غربي الصليف باليمن.

وذكرت الهيئة في مذكرة توضيحية "لم تعلن السفينة عن أضرار وتردد أن جميع أفراد الطاقم سالمون، وتحقق السلطات في الأمر".

وقال البيان إن الهيئة أعلنت في وقت سابق أمس السبت أنه تم توجيه إرشادات للسفن بتوخي الحذر عند العبور.

نفي إيراني

ذكرت وكالة "مهر" شبه الرسمية للأنباء أن إيران نفت السبت اتهامات أميركية لها بالتورط في التخطيط لهجمات تشنها ميليشيات الحوثي اليمنية على سفن تجارية في البحر الأحمر.

جاء النفي على لسان نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني بعد أن قال البيت الأبيض إن طهران "متورطة بصورة كبيرة" في التخطيط للعمليات، وإن المعلومات الاستخباراتية التي لديها أساسية لمساعدة جماعة الحوثي في استهداف السفن.

وقال باقري كني إن "المقاومة (الحوثيين) تمتلك أدوات قوتها وتتصرف بناءً على قراراتها وإمكاناتها".

وتدعم إيران الحوثيين، لكنها تنفي رسمياً تسليح الجماعة التي سيطرت على العاصمة اليمنية صنعاء بعد إطاحة الحكومة وتهيمن الآن على مساحات كبيرة من البلاد.

واستهدف الحوثيون سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر بطائرات مسيرة وصواريخ، مما أجبر شركات الشحن على تغيير مسار السفن لتسلك طريقاً أطول حول إفريقيا.

ويقول الحوثيون إن هجماتهم تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل دعماً للفلسطينيين المحاصرين في غزة، وحذروا من أنهم سيواصلون هجماتهم حتى إدخال ما يحتاج إليه سكان قطاع غزة من ماء ودواء.

في وقت سابق أمس السبت، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن واشنطن سبق أن طلبت من إيران أن تنصح الحوثيين بعدم استهداف مصالح أميركية وإسرائيلية في المنطقة.

وقال عبداللهيان في مؤتمر في طهران دعماً للفلسطينيين إن طهران أوضحت للأميركيين أن "هذه المجموعات تقرر بناءً على مصالحها كيفية دعم غزة"، وتابع "لم ولن نأمرهم بوقف هذه الهجمات".

وفي الشهر الماضي حذر وزير الخارجية الإيراني من أن اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل و"حماس"، "لا مفر منه"، وسط مخاوف بهذا الصدد في المنطقة وخارجها.

ويشدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على أن من "واجب" بلاده دعم "حركات المقاومة"، مؤكداً في المقابل أن هذه الجماعات تتصرف بصورة مستقلة.

والشهر الماضي، نفت إيران صحة اتهامات إسرائيلية لها بالضلوع في عملية احتجاز المتمردين الحوثيين في اليمن سفينة شحن مرتبطة برجل أعمال إسرائيلي.

وفي الشهر الماضي أيضاً، تعرضت سفينة تجارية إسرائيلية لأضرار إثر هجوم بمسيرة يشتبه في أن الحرس الثوري الإيراني نفذه في المحيط الهندي، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أمريكي.

وقال مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية محمد رضا نقدي وفق ما نقلت عنه وكالة "تسنيم" للأنباء "فيما تستمر الجرائم، يجب على أميركا وحلفائها أن يتوقعوا ظهور قوى مقاومة جديدة وإغلاق ممرات مائية أخرى". وأضاف، "يجب عليهم أن يتوقعوا إغلاق البحر الأبيض المتوسط وجبل طارق وممرات مائية أخرى قريباً".

تجنب البحر الأحمر

ودفعت هجمات الحوثيين كبرى شركات الشحن إلى تفادي مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وتغيير مسارها نحو الطرف الجنوبي من أفريقيا، على رغم ارتفاع الكلفة.

ومع تعطل حركة الملاحة التجارية في البحر الأحمر، أعلنت الولايات المتحدة تشكيل قوة بحرية متعددة الجنسيات تضم أكثر من 20 دولة لحماية السفن.

وفي استعراض للقوة، دخلت حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس دوايت دي أيزنهاور" خليج عدن، مع ورود سلسلة من التقارير الإعلامية التي تفيد بأن إدارة الرئيس جو بايدن تدرس توجيه ضربات عسكرية في حال استمرت الهجمات ضد السفن.

وكان زعيم المتمردين في اليمن عبدالملك الحوثي قد هدد بعد إعلان واشنطن تشكيل تحالف باستهداف "المصالح" الأميركية في حال هاجمت الولايات المتحدة بلاده.

وقال البيت الأبيض إن الأجهزة الأمريكية توصلت عبر تحليل بصري إلى خصائص متطابقة تقريباً بين الطائرات المسيرة الإيرانية من طراز KAS-04، وتلك التي أطلقها الحوثيون، إضافة إلى خصائص متماثلة بين الصواريخ الإيرانية وصواريخ الحوثيين.

وأضاف البيت الأبيض أن الحوثيين يعتمدون أيضاً على أنظمة مراقبة توفرها إيران في البحر.

وحافظت إدارة بايدن في البداية على لهجة هادئة حيال هجمات الحوثيين، ويرجع ذلك جزئياً إلى رغبتها في الحفاظ على السلام الهش في اليمن.

وحافظ الحوثيون والحكومة المدعومة من السعودية على الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة منذ أبريل/نيسان 2022، مما أدى إلى وقف حرب مدمرة تسببت في أزمة إنسانية في اليمن الذي بات معظم سكانه يعتمدون على المساعدات.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI