أطلقت جماعة أنصار الله (الحوثيين)، مساء الخميس، تهديدات جديدة وتوعدت بقصف "أهداف حساسة"، بعد أربعة أيام من انتهاء الهدنة الأممية في اليمن التي استمرت ستة أشهر، في ظل استمرار الدعوات والضغوط الدولية لتمديد جديد للهدنة.
وقال ما يسمى "وزير الدفاع" في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، محمد ناصر العاطفي: "نجدد التحذير للقوى الداعمة للعدوان (يقصد التحالف الذي تقوده السعودية) أننا سندير مواجهة ذات بعد تكتيكي واستراتيجي، ولن نتردد لحظة في قصف أهداف غاية في الحساسية".
وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح نقلته وكالة "سبأ"، النسخة التي يطلقها الحوثيون بصنعاء: "في بنك أهدافنا القادمة ليس فقط العمق السعودي والإماراتي ومنشآتهما العسكرية والاقتصادية الحيوية، بل أبعد من ذلك بكثير".
واتهم التحالف الذي تقوده السعودية بـ "إعادة ترتيب الأوضاع الداخلية سياسياً وعسكرياً، ووسع من انتشار القواعد العسكرية الأجنبية في البوابة الشرقية والمناطق الحيوية الاقتصادية"، وقال: "هذا الانتشار خطة عدائية تتضمن إبقاء اليمن في حالة اللاسلم واللا حرب"، وفق قوله.
وقال المتحدث الحوثي: "نحن لا نناور ولا نلقي بالكلام جزافاً، فلا خطوط حمراء ولا موانع ستقف أمام صواريخنا وطائراتنا المسيرة، براً وبحراً وجواً".
في المقابل، قال رئيس مجلس الرئاسة اليمني رشاد العليمي إن "المجلس الرئاسي والحكومة متمسكون بنهج السلام العادل والشامل والمستدام، وهدف استعادة مؤسسات الدولة وإنهاء انقلاب الحوثيين"، وأكد "تماسك كافة المكونات الوطنية والتفافها حول ذلك الهدف".
وجاء ذلك في اجتماع رفيع لقيادة الشرعية اليمنية في العاصمة السعودية الرياض، ضم كل أعضاء المجلس الثمانية، ورؤساء الحكومة ومجلس النواب ومجلس الشورى، ومسؤولين في الأجهزة الأمنية والعسكرية، وهو الاجتماع الأول الموسع منذ إعلان المجلس الرئاسي في 7 إبريل/ نيسان الماضي.
واستهجن الرئاسي اليمني "التهديدات الإرهابية" التي تتبناها قيادات الحوثيين ضد المؤسسات الوطنية، ودول الجوار، وخطوط الملاحة الدولية، مؤكداً "التزام الدولة بالدفاع عن المصالح العليا للبلاد، وردع أي تصعيد عدائي"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وحمل الحوثيين مسؤولية "التفريط بالفوائد الكبيرة التي جلبتها الهدنة للمواطنين" في مناطق سيطرتها، وأبدى استغرابه من تبريرات الحوثيين للانسحاب من اتفاق الهدنة.
ورغم انتهاء الهدنة الأحد الماضي، 2 أكتوبر/ تشرين الأول، تعيش اليمن حالة من الهدوء العسكري وعدم التصعيد من قبل أطراف الصراع في البلاد، رغم التهديدات التي أطلقتها جماعة الحوثي خلال الأيام الماضية، وما تزال الضغوطات الدولية مستمرة من أجل تمديد الهدنة في اليمن.
والأربعاء، دعا أعضاء مجلس الأمن الدولي الأطراف اليمنية، ولا سيما الحوثيين، إلى "الامتناع عن الاستفزاز، والعودة إلى الانخراط البناء في المفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، والعمل بشكل عاجل من أجل تمديد وتوسيع الهدنة".
وحمل المجلس- في بيان - الحوثيين مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق هدنة في اليمن، وقال: "إن مطالب الحوثيين المتطرفة في الأيام الأخيرة من المفاوضات لتمديد الهدنة في اليمن أعاقت جهود الأمم المتحدة للتوسط في الاتفاق".
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات حول اليمن، الخميس 13 أكتوبر/ تشرين الأول، لمناقشة آخر مستجدات الوضع في البلاد عقب انتهاء الهدنة الأممية، ومخاوف عودة التصعيد العسكري من جديد في البلاد.