7 يوليو 2024
15 مارس 2024
يمن فريدم-الحرة -ترجمات


عززت السلطات الروسية من قيودها على الإنترنت في عام "حرج" بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، وذلك في ظل الانتخابات الرئاسية التي انطلقت في وقت مبكر، اليوم الجمعة، وأزمة وفاة المعارض أليكسي نافالني، بجانب غزو أوكرانيا.

وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنه في وجه تلك التحديات الثلاثة، بدأت موسكو بتصعيد رقابتها على الإنترنت، مستخدمة تقنيات صينية، متجاوزة بذلك التشديدات التي كانت تفرضها في السابق.

ونقل تقرير الصحيفة عن منظمات مجتمع مدني وباحثين وشركات روسية تأثروا جميعا بالقيود الجديدة، أن السلطات كثفت من حملتها ضد الأدوات التي تستخدم للالتفاف حول حجب الإنترنت، وقيدت الوصول إلى تطبيقات تواصل مثل "واتساب" و"تليغرام" في مناطق محددة خلال الاحتجاجات، بجانب توسيع برنامج يمنع الوصول لمواقع بعينها على الشبكة العنكبوتية.

وانطلقت الانتخابات الرئاسية الروسية التي تستمر لثلاثة أيام، الجمعة، حيث توجه مواطنون إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في عملية انتخابية ستمنح الرئيس فلاديمير بوتين، بحكم الأمر الواقع وغياب أي معارضة، ولاية جديدة، وفق وكالة فرانس برس.

ونظرا لفارق التوقيت، يبدأ سكان الشرق الأقصى في التصويت فيما يكون سكان الجزء الغربي من البلد الذي يضم إحدى عشرة منطقة زمنية، يستعدون للنوم.

ويستمر الاقتراع 3 أيام، ويشمل مناطق في أوكرانيا أعلنت روسيا ضمّها في أعقاب الغزو الذي بدأته في فبراير 2022، ومنطقة ترانسدنيستريا الانفصالية المؤيدة لموسكو في مولدوفا.

وقبيل بدء التصويت، حثّ بوتين الذي يتولى السلطة منذ 24 عاما، مواطنيه على "عدم الانحراف عن المسار" والتصويت في هذه "الفترة الصعبة"، معتبرا أن الاقتراع في هذه الانتخابات هو "تعبير عن المشاعر الوطنية".

وقالت منظمات مجتمع مدني وشركات روسية تأثرت بقيود الإنترنت الجديدة، إن "روسيا استخدمت تقنيات تتجاوز ممارساتها المعتادة والراسخة في عملية القرصنة والمراقبة الرقمية، حيث تستخدم نهجا أكثر نظامية لتغيير الطريقة التي تعمل بها شبكة الإنترنت المحلية".

وأوضح تقرير "نيويورك تايمز"، أنها "تستخدم تكنولوجيا صينية وإيرانية لتشكل نموذجا استبداديا" لممارسة القيود على الإنترنت.

ونقلت الصحيفة عن خبير الاتصالات الروسي والمدير التنفيذي لجمعية حماية الإنترنت، ميخائيل كليماريف، أن روسيا "وصلت إلى مستوى جديد من الحجب خلال الأشهر الستة الأخيرة".

وكشف تقرير سابق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن "ملايين المواطنين الروس يستخدمون تطبيقات وبرامج (الشبكات الافتراضية الخاصة/ في بي إن) لكسر التشفير والعزلة الرقمية التي فرضتها السلطات".

وحجبت السلطات الروسية مئات المواقع على شبكة الإنترنت منذ مارس 2022، مما دفع مواطنين للبحث عن أدوات تتيح لهم تصفح المواقع المحجوبة والمحظورة، وفق التقرير.

وجاءت التحركات الروسية بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية، وأزمة وفاة المعارض نافالني، واحتدام الحرب في أوكرانيا.

ودعت يوليا نافالنايا، أرملة أليكسي نافالني، الروس إلى الاحتجاج من خلال التصويت لأي من المرشحين باستثناء بوتين.

كما دعت الروس المؤيدين للمعارضة إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في الوقت نفسه الأحد عند الساعة الثانية عشرة ظهرا، لإظهار وجود عدد كبير من المعارضين.

وأثارت هذه الدعوة تحذيرا من النيابة العامة في موسكو، التي أكدت، الخميس، أن أي شكل من أشكال الاحتجاج "يعاقب عليه بموجب القانون".

ومن شأن فوز بوتين في هذه الانتخابات، أن يتيح له البقاء في السلطة حتى عام 2030. وبفضل التعديل الدستوري لعام 2020، سيتمكن من الترشح مرة أخرى والبقاء في المنصب حتى عام 2036، وهو العام الذي يبلغ فيه 84 سنة.

وفي تقرير "نيويورك تايمز"، أشارت الصحيفة إلى أنه "وفقا لوثائق مسربة حصلت عليها، فإن مسؤولين روس التقوا عام 2016 بمؤسس ما يعرف بـ’جدار الحماية الصيني العظيم’، فانغ بين شينغ، حيث تطورت العلاقة بشكل قوي بين الجانبين في مجال القيود الرقمية".

وأظهرت الوثائق أن المسؤولين عن إدارة الإنترنت في البلدين "التقوا عام 2017 و2019، لتبادل المعلومات حول كيفية حجب المواقع الأجنبية والحد من الاحتجاجات".

ولفتت الصحيفة إلى أن تلك المحادثات "أصبح تأثيرها واضحا في الوقت الحالي".

وأوضحت أنه حينما خرجت احتجاجات في مقاطعة باشكورتوستان الصناعية الروسية، في يناير الماضي، تمكن المسؤولون من "تقييد الوصول إلى منصتي واتساب وتليغرام".

من جانبه، قال كليماريف إن عمليات حجب مماثلة "حدثت موخرا في منطقتي داغستان وياكوتيا".

وبعد وفاة نافالني، الشهر الماضي، أوضح كليماريف أن السلطات وضعت قيودا أخرى، حيث "تم تقليص سرعات الشبكات الخلوية في المناطق المحيطة بجنازة المعارض البارز، مما جعل من الصعب نشر مقاطع الفيديو والصور على منصات التواصل الاجتماعي".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI