24 يوليو 2025
10 أكتوبر 2022

 

تمكنت جماعة الحوثي المدعومة من النظام الإيراني هذا العام من خلق زخم كبير في مناسبة المولد النبوي في اليمن، ويعود السبب لأنها أصبحت تدرك جيدا كيف يتم الاستفادة من المناسبات الدينية وعاطفة الناس تجاه المعتقد لكسب الحشود سياسيا كما كانت تفعل كافة التيارات العقائدية في البلاد.

 

في الوقت الذي اكتفينا جميعا بلعن الواقع الأسود ولعن كل من خرج لتأييد هذا العرس العقائدي بموت إنسان ظل حريصا في كل خطاباته على قول إنه بشر مثلنا ولا يحتاج للتقديس اطلاقا.

 

هي حشود في الواقع تسير منذ سنوات طويلة بلا أفق، وهي بالفعل عبارة عن كتل بشرية بلا رؤية، لكن لو تحدثنا عنها بتجرد سندرك أنه لا يمكن أن تكون كلها مؤيدة لهذا الزيف دون وجود عامل يحركها بلا شعور، هذا العامل هو الاعتقاد هو التصديق هو الإيمان الذي يجرد البشر دائما من التفكير العقلاني، ويمنعهم من قياس الأمور من خلال المنطق والمعقول.

 

إن ما تقوم به جماعة الحوثي منذ تاريخ استيلائها على السلطة، يتلخص في تحويل كل المناسبات العقائدية إلى سلوك ديني وحضور سياسي يستحضر كل أشكال العنف وتكريس قوالب المقدسات الخاصة بها على كافة المجتمع، وبعبارة أخرى نحن أمام مرحلة حثيثة وحادة من تطييف شكل الحياة الاجتماعية بكافة أشكالها داخل اليمن إلى أن تصبح قابلة للاستعمال العمومي.

 

 إنها مرحلة تعبوية تُفرض كل يوم من خلال رسائل ومعتقدات هذه الجماعة، هذه الرسائل والأدوات والخطابات الجهادية داخل المجتمع ستمثل مشاكل عديدة في المستقبل أهمها خلق جيل مغيب عن كل معاني الرغبة في الحياة وتدمير قيم الإنسانية.

 

في الجانب المقابل اسهمت جميع القوى والتيارات الدينية في اليمن منذ سنوات عديدة على ترسيخ الكثير من الخرافات في وعي الناس، وتم محاربة من يفكر خارج هذه الدوائر التي تم وضعها في الحقيقية ليعيش فيه الناس بلا اعتراض ويتم تحريكهم سياسيا عند ما تقتضي الحاجة، واليوم تجني جماعة الحوثي ثمار كل ذلك التعصب والتعبئة بكل سهوله.

 

"من صفحة الكاتب في فيس بوك"

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI