تستضيف مصر وفود قطر وأمريكا وحماس وإسرائيل لتحقيق "هدنة شاملة" في غزة، وطالبت الأمم المتحدة إسرائيل بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم فورا -بعد سيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح- مشددةً على أن الذعر يسيطر على سكان رفح.
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن الجيش الإسرائيلي سيكون مستعدا للتوصل إلى تسويات في حال التوصل لاتفاق بشأن الإفراج عن الرهائن خلال الهجوم على رفح.
وذكر غالانت حسبما أفاد مكتبه مساء اليوم الثلاثاء (السابع من مايو / أيار 2024): "لكن إذا تم إلغاء هذا الخيار، سنستمر ونعمق العملية". وقال إن هذا ينطبق على قطاع غزة بأكمله وأن الضغط العسكري سيفضي إلى تدمير حركة حماس.
وأمر غالانت الجيش أمس الاثنين بالتقدم إلى رفح والسيطرة على المعبر الحدودي. واستولت إسرائيل على نقاط تفتيش على المعبر الحدودي من الجانب الفلسطيني. وأوضح غالانت: "ستستمر هذه العملية حتى القضاء على حماس في منطقة رفح وفي كل أرجاء قطاع غزة أو حتى عودة أول رهينة".
ومن جانبها، أكدت الحكومة الأمريكية أن تقدم الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح هو عملية "محدودة"، بعد محادثات مع الحكومة الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي اليوم الثلاثاء إنه تمت طمأنة واشنطن في محادثات مع ممثلين إسرائيليين أنها "عملية محدودة من حيث الوقت والحجم والمدى" تهدف إلى تعطيل قدرة حركة حماس على نقل الأسلحة عبر معبر رفح.
وتخوض إسرائيل وحركة حماس حاليا مفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين. وأضاف غالانت: "نحن مستعدون للتوصل إلى تسوية لاستعادة الرهائن.
وكانت قناة القاهرة الإخبارية المصرية قد ذكرت الثلاثاء عن مصدر رفيع المستوى أن القاهرة تستضيف وفودا من قطر والولايات المتحدة وحماس بهدف التوصل إلى هدنة شاملة في غزة.
وأكدت حماس مساء الثلاثاء أن وفدها المفاوض وصل إلى القاهرة قادما من الدوحة لاستكمال المباحثات.
ووصل إلى القاهرة عصر اليوم الثلاثاء وفد إسرائيلي رفيع المستوى قادما بطائرة خاصة من تل أبيب في زيارة إلى مصر في إطار جهود التوصل إلى اتفاق لوقف النار بقطاع غزة وتنفيذ صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الثلاثاء وصول الوفد إلى القاهرة وأكد في بيان أنه أعطى الوفد التعليمات بأن يكون "حازما بشأن الشروط اللازمة للإفراج" عن الرهائن، و"المتطلبات الأساسية لضمان أمن إسرائيل".
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت أمس الاثنين، أنها سترسل وفدا للقاء الوسطاء ومناقشة مقترح الهدنة في غزة الذي وافقت عليه حماس، مشددة على أنه "لا يلبي" مطالبها.
واليوم الثلاثاء قال نتنياهو إن أحدث اقتراح لهدنة قدمته حركة حماس لا يفي بمطالب إسرائيل الأساسية، مضيفا أن الضغط العسكري لا يزال ضروريا لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة.
وسيطرت القوات الإسرائيلية في وقت سابق على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة، وهو تحرك وصفه نتنياهو بأنه "خطوة مهمة للغاية نحو تدمير ما تبقى من قدرات حماس العسكرية".
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء عن قلقه من التحركات العسكرية الإسرائيلية عند معبر رفح، وأن الهجوم على رفح قد يمثل كارثة إنسانية. وقال غوتيريش فى مؤتمر صحفى فى نيويورك إن أي هجوم على رفح سيكون خطأ استراتيجيا وأدعو كل من له تأثير على إسرائيل للعمل على أن يثنيها عنه. وتابع الأمين العام للأمم المتحدة "أحث حكومة إسرائيل على الانخراط بشكل بناء في المحادثات الدبلوماسية الجارية".
ومنعت إسرائيل الأمم المتحدة من الوصول إلى معبر رفح في قطاع غزة، وفق ما أفاد متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الثلاثاء.
بيربوك: لا يمكن لمليون شخص أن يختفوا في الهواء
وحذرت المانيا الثلاثاء من مغبّة شنّ "هجوم كبير" على رفح بعد أن دخلت دبابات إسرائيلية المدينة الواقعة في جنوب قطاع غزة، ودعت إلى إعادة فتح المعابر مع القطاع.
وخلال عودتها من جولة في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، كتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة إكس اليوم الثلاثاء: "لا يمكن لمليون شخص أن يختفوا في الهواء. إنهم يحتاجون إلى الحماية. إنهم في حاجة ملحة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية".
وطالبت السياسية المنتمية إلى حزب الخضر بإعادة فتح حاجزي رفح وكرم أبو سالم الحدوديين بدون إبطاء.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية اليوم الثلاثاء إن الهجمات الإسرائيلية البرية على مدينة رفح بقطاع غزة بعد يوم من موافقة حركة حماس على مقترح وقف إطلاق النار "تظهر أن الحكومة الإسرائيلية لا تتصرف بنية صادقة" مضيفا أنه "ينبغي لإسرائيل الانسحاب على الفور من المدينة".
وجاء ذلك بعد أن سيطر الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحيوي بين قطاع غزة ومصر شاليوم الثلاثاء وتوغلت الدبابات الإسرائيلية في المدينة الواقعة بجنوب القطاع بعد غارات جوية شنتها إسرائيل الليلة الماضية على القطاع.
وقال مسؤول في حماس اليوم الثلاثاء إن محادثات القاهرة "فرصة أخيرة" لإسرائيل لاستعادة الرهائن المحتجزين في قطاع غزة وجاء هذا التحذير قبيل توجه وفد من حركة حماس الى القاهرة لاستكمال المباحثات بشأن مقترح للهدنة.
وجاءت التحركات الإسرائيلية في وقت يسعى فيه الوسطاء للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع دخول الحرب شهرها الثامن بين إسرائيل وحركة حماس المجموعة المسلحة الفلسطينية الإسلاموية التي تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. واتهمت حماس إسرائيل بمحاولة تقويض محادثات الهدنة الجارية في القاهرة من خلال تصعيد الهجوم.
وقالت وكالات إغاثة دولية إن إغلاق معبري رفح وكرم أبو سالم -وهما المعبران الرئيسيان المؤديان إلى جنوب قطاع غزة- أوقف فعليا دخول المساعدات الخارجية إلى القطاع الفلسطيني الذي لا يوجد به الآن سوى مخزون ضئيل.
وعلى الرغم من المناشدات الدولية لإسرائيل بوقف الهجوم على رفح هاجمت دبابات وطائرات إسرائيلية أيضا عدة مناطق ومنازل هناك خلال الليل. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية على مختلف أنحاء القطاع أدت إلى مقتل 54 فلسطينيا وإصابة 96 آخرين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. وأخذ الناس صباح اليوم الثلاثاء يبحثون عن جثث تحت أنقاض المباني المدمرة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ما وصفه بالعملية "محدودة النطاق" في رفح تهدف إلى القضاء على مسلحي حماس وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة التي تدير القطاع المحاصر.
وقال أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام -الجناح المسلح لحركة حماس- في بيان اليوم الثلاثاء إن رهينة إسرائيلية تبلغ من العمر 70 عاما توفيت اليوم متأثرة بجروحها، الناجمة عن قصف إسرائيلي قبل شهر.
وأعربت الولايات المتحدة، أهم حليف لإسرائيل، بشكل متكرر عن معارضتها للهجوم البري في رفح. وكانت عدة دول قد حذرت إسرائيل في وقت سابق من شن هجوم في رفح، ومن بينها فرنسا وألمانيا وبريطانيا والأردن، وكذلك الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
وحذر جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الإسرائيليعلى رفح سيؤدي على الأرجح إلى مقتل المزيد من المدنيين.
وتضغط الولايات المتحدة ودول أخرى على إسرائيل كي لا تشن حملة عسكرية في رفح قبل وضع خطة إنسانية تتعلق بالفلسطينيين الذين يحتمون هناك. ونددت البرازيل ببدء القوات المسلحة الإسرائيلية عمليات في مدينة رفح في قطاع غزة، وقالت إن ذلك ربما يقوض جهود الوساطة والحوار الجارية.
ونزح ما يزيد على مليون شخص إلى رفح ويعيشون في مخيمات وملاجئ مؤقتة. ويحاول الكثيرون المغادرة استجابة للأوامر الإسرائيلية لهم بالإخلاء ولكن مع تدمير مساحات كبيرة من القطاع الساحلي يقولون إن ليس لديهم أي مكان آمن للذهاب إليه.