4 يوليو 2024
16 مايو 2024
يمن فريدم-اندبندنت عربية-وكالات
زعماء الدول المشاركون في القمة العربية يلتقطون صورة تذكارية، المنامة 16 مايو 2024 (Getty)


دعت القمة العربية الـ 33 التي اختتمت في البحرين اليوم الخميس إلى نشر قوات دولية "في الأرض الفلسطينية المحتلة" إلى حين تنفيذ حل الدولتين.

وتضمن "إعلان المنامة" الصادر عن القمة الدعوة "إلى نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين".

ودعا البيان "كافة الفصائل الفلسطينية للانضواء تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية" التي اعتبرها "الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني".

وأيدت الدول العربية الـ22 دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة إلى "عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الأمم المتحدة، لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين".

في سياق متصل، دان البيان الختامي للقمة "بشدة التعرض للسفن التجارية بما يهدد حرية الملاحة والتجارة الدولية ومصالح دول وشعوب العالم"، مؤكداً التمسك بـ"ضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر وبحر العرب وبحر عمان والخليج العربي".

وجدير بالذكر أن البحرين هي الدولة العربية الوحيدة العضو في تحالف دولي بقيادة أميركية لحماية الملاحة في البحر الأحمر من الهجمات التي يشنها المتمردون اليمنيون الحوثيون على سفن يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إلى موانئها تضامناً مع قطاع غزة.

على صعيد آخر، حضت الدول العربية الحكومة السودانية وقوات "الدعم السريع" على "الانخراط الجاد والفعال مع مبادرات تسوية الأزمة" من أجل "إنهاء الصراع الدائر واستعادة الأمن والاستقرار".

ولقي عشرات الآلاف من السودانيين حتفهم ونزح الملايين منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023 بين الجيش وقوات "الدعم السريع".

مؤتمر دولي للسلام

دعا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة خلال افتتاح القمة العربية الثالثة والثلاثين التي تستضيفها بلاده اليوم الخميس، إلى "مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط".

وانطلقت القمة بدورتها العادية في العاصمة البحرينية المنامة اليوم، في خضم مشهد معقد في المنطقة تخيم عليه الحرب الدائرة في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ أكثر من سبعة أشهر.

وقال آل خليفة بعد تسلّمه رئاسة القمّة من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "تتقدم مملكة البحرين بعدد من المبادرات للإسهام في خدمة القضايا الجوهرية لاستقرار المنطقة وتنميتها، وأولها الدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط، إلى جانب دعم الاعتراف الكامل بدولة فلسطين وقبول عضويتها في الأمم المتحدة".

وأردف، "تنعقد قمتنا العربية اليوم وسط ظروف إقليمية ودولية بالغة التعقيد من حروب مدمرة، ومآسٍ إنسانية مؤلمة، وتهديدات تمس أمتنا في هويتها وأمنها وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها". وأضاف، "وفي ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني الشقيق من إنكار لحقوقه المشروعة في الأمن والحرية وتقرير المصير، تزداد حاجتنا لبلورة موقف عربي ودولي مشترك وعاجل، يعتمد طريق التحاور والتضامن الجماعي لوقف نزف الحروب، وإحلال السلام النهائي والعادل، كخيار لا بديل له، إن أردنا الانتصار لإرادتنا الإنسانية في معركة السلام".

وتابع، "إذ نجتمع اليوم من أجل فلسطين، فإننا لنؤكد بأن مصلحة شعبها يرتكز على وحدة صفه، كهدف منشود لا حياد عنه، وستظل منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي لهذه الوحدة".

الأمير محمد بن سلمان يدعو لتطبيق حل الدولتين

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان طالب بدوره المجتمع الدولي بدعم جهود وقف إطلاق النار في غزة ووقف العدوان على الفلسطينيين، داعياً إلى إلى حل النزاعات عبر الطرق السلمية. وجدد دعم الرياض لتطبيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية معترف بها دولياً.

وأكد الأمير محمد بن سلمان أن السعودية أولت "اهتماماً بالغاً بالقضايا العربية"، مشيراً إلى أنها استضافت اجتماعاً دان الحرب الإسرائيلية على غزة "تحت أي ذريعة"، ودعمت جهود معالجة الأوضاع الإنسانية في القطاع.

وشدد ولي العهد السعودي على "أهمية الحفاظ على أمن منطقة البحر الأحمر"، داعياً إلى إلى "وقف أي نشاط يؤثر على سلامة الملاحة البحرية".

أبو الغيط وغوتيريش

واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الحرب الإسرائيلية على غزة أبرزت "أهمية الإنهاء الفوري للاحتلال"، مضيفاً أن "إسرائيل تواصل عمليات التطهير العرقي في غزة بقوة السلاح".

وقال أبو الغيط إن حلفاء إسرائيل "وفروا لها غطاءً سياسياً" لاستمرار الحرب في غزة، مؤكداً رفض التهجير القسري بكل أشكاله. وطالب بإقامة مؤتمر دولي للسلام يجسد رؤية حل الدولتين، مؤكداً ضرورة "وضع مسار موثوق لا رجعة عنه لإقامة الدولة الفلسطينية".

أما في ما يتعلق بالحرب في السودان، فقال الأمين العام لجامعة الدول العربية إنها تهدد حياة ملايين الناس، داعياً لوقف إطلاق النار فوراً.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أكد بدوره أن الحرب في غزة "مروعة"، مجدداً رفضه لـ"سياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين".

واعتبر غوتيريش أن غزة تشهد "أكبر صراع ألحق ضرراً بالمدنيين خلال عقود"، فيما وصف الهجوم على رفح بـ"غير المقبول"، مجدداً الدعوة لوقف إطلاق النار ولإدخال مزيد من المساعدات إلى القطاع، مشيراً إلى أن حجمها حالياً قليل للغاية.

كما عبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن انزعاجه من اتساع الاستيطان والعنف في الضفة الغربية، حيث تتصاعد هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين.

وفي ما يتعلق بحرب السودان، قال غوتيريش إنها تعرض الملايين للمجاعة، داعياً لوقف إطلاق النار والتحول إلى العملية السياسية لحل الصراع.

عباس: "حماس" وفرت الذرائع لإسرائيل

وفي كلمته، اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن "جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة مستمرة منذ سبعة أشهر بغطاء أميركي"، مشيراً إلى أن واشنطن استخدمت الفيتو أربع مرات لمنع وقف الحرب وحصول فلسطين على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، داعياً إياها إلى التوقف عن استخدام الفيتو ضد الإجماع الدولي.

وقال عباس إن "العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفرّت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة وتمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً". وأضاف أن موقف الحركة الرافض لإنهاء الانقسام في صفوف الفلسطينيين "يصب في مصلحة مخطط إسرائيل" فيما تكرس هذه الأخيرة "سياسات فصل غزة عن الضفة لتبديد حل الدولتين".

وطالب رئيس السلطة الفلسطينية بـ"وقف الحرب على غزة كأولوية في هذه المرحلة"، مؤكداً رفض "تهجير الفلسطينيين وتكرار مأساة النكبة"، وداعياً المجتمع الدولي "للبدء الفوري في تنفيذ حل الدولتين".

كما أشار عباس إلى أنه على رغم تشكيل حكومة كفاءات من قبل السلطة الفلسطينية، فإنها لم تتلقَ الدعم المالي الذي كانت تتوقعه من الشركاء الدوليين والإقليميين. وأضاف، "أصبح الوقت ملحاً لتفعيل شبكة الأمان العربية، لتعزيز صمود شعبنا، ولتمكين الحكومة من القيام بواجباتها".

الأردن ومصر يرفضان التهجير القسري

العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أكد بدوره رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وفصل غزة عن الضفة الغربية، داعياً إلى وقف الحرب على غزة فوراً.

وقال الملك عبدالله إن "ما تشهده غزة من تدمير سيترك آثاراً سلبية لأجيال قادمة"، مؤكداً وجوب أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية.

وفيما شدد على ضرورة استمرار دعم منظمة "أونروا"، دعا الملك عبدالله إلى مساندة الحكومة الفلسطينية للقيام بمهامها.

وفي سياق منفصل، قال الملك الأردني إنه "يتعين مواجهة الجماعات المسلحة التي تهرب المخدرات والأسلحة في عمليات يحبطها الأردن بحزم".

من جهته، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن "إسرائيل تواصل التهرب من المسؤولية والجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، مضيفاً أنها "أمعنت في القتل والانتقام وحاصرت شعبا كاملاً سعياً لتهجيره".

وأكد السيسي رفض مصر لـ"تصفية القضية الفلسطينية بتهجير الفلسطينيين"، مضيفاً "لا نرى إرادة سياسية دولية حقيقية لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وقال، "الحرب الإسرائيلية على غزة تفرض الاختيار بين مساري السلام أو الفوضى"، و"سياسة حافة الهاوية في غزة لا يمكن أن تجلب السلام".

وحذر الرئيس المصري من أن "حياة الفلسطينيين لا تقل أهمية عن حياة الآخرين" مؤكداً أنه "من حقهم الحصول على دولتهم"، وقائلاً إن "النظام الدولي يتعرض لاختبار وتبعاته ستكون كبيرة على السلم والأمن العالميين".

العلاقات العربية - الأفريقية

الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه اعتبر أن استمرار الحرب في غزة ينتهك كل القرارات الدولية، مضيفاً أن "فلسطين تتعرض لحرب وحشية يجب وقفها فوراً". وقال، "يجب ضمان بقاء الفلسطينيين في أرضهم ورفض تهجيرهم".

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، ندد بدوره "بالدمار غير المسبوق في غزة"، مطالباً بوقف الحرب وتنفيذ حل الدولتين قائلاً إن "كل تأخير في حل الدولتين يعني استمرار الكارثة".

وعلى الصعيد العربي، دعا فقي محمد إلى تكثيف الجهود لتحقيق لمصالحة في ليبيا، ودعا إلى وقف الحرب في السودان والتحاور بعيداً عن أي تدخلات خارجية.

وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي التمسك بروابط الشراكة الأفريقية – العربية وتنشيطها، قائلاً إنها ما زالت دون المستوى المطلوب.

إدانات متوالية

عراقياً، أعرب الرئيس عبد اللطيف رشيد عن دعم بلاده لصمود الشعب الفلسطيني إزاء ما يتعرض له ولنيل حقوقه، مؤكداً رفض العراق "الانتهاكات التي تستهدف سيادته واستخدام أراضيه ساحة لتصفية الحسابات".

وأكد عبد اللطيف رشيد دعم العراق لتحقيق الاستقرار في كل من السودان ولبنان والوحدة في اليمن وجدد التمسك بوحدة الأراضي السورية.

وأعرب رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش عن رفض بلاده لـ"فرض واقع جديد في قطاع غزة"، مضيفاً أن ذلك "لن يزيد إلا من تفاقم الأوضاع والعنف". وجدد دعم بلاده "لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة".

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد محمد العليمي دان بدوره الحرب الإسرائيلية على غزة وأكد وقوف بلاده "الثابت" إلى جانب الشعب الفلسطيني. وفيما ثمّن "الجهود الإقليمية والدولية للتوصل لحل شامل للقضية اليمنية"، قال إن الحرب في بلاده "التي أشعلتها ميليشيات الحوثي بدعم إيران تبقى عائقاً للاستقرار".

وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، "نرفض ما يتعرّض له الشعب الفلسطيني من إبادة ممنهجة". وأضاف، "مخطئ من يظن أنه بالتمادي في القتل والتدمير يمكنه تحقيق الأمن".

رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ أحمد عبدالله الصباح أكد موقف بلاده الداعم لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على "ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته لحماية الشعب الفلسطيني"، قائلاً إن "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتجاوز كل القوانين".

وقال نائب رئيس الوزراء العُماني أسعد بن طارق آل سعيد، إن "الظلم التاريخي الواقع على الشعب الفلسطيني يحتّم علينا اتخاذ موقف أكثر تأثيراً". وأضاف في القمة العربية، "لن يتحقق الاستقرار والازدهار في منطقتنا من دون الحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه".

بدوره، دعا رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات إلى القطاع وتطبيق حل الدولتين، فيما أكد تمسك لبنان بقرارات الشرعية الدولية الخاصة به.

كما تطرق ميقاتي إلى قضية اللاجئين السوريين في لبنان، قائلاً إنها "مشكلة جميعنا شركاء فيها". وأضاف، "لبنان تحمل العبء الأكبر من اللاجئين السوريين ونأمل ببلورة آلية لعودتهم إلى بلادهم".

رئيس جمهورية القمر المتحدة غزالي عثمان، أكد من جانبه ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في غزة وإيصال المساعدات الإغاثية، مؤكداً دعم بلاده لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

وأكد الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيلي "ضرور إعادة إحياء السلام على أساس حل الدولتين وقبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة".
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI