أعلن من تعرفه جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن بـ"رئيس اللجنة العسكرية"، يحيى الرزامي، اليوم الثلاثاء، عن فتح خط البيضاء - الجوبة - مأرب (وسط البلاد)، استجابة لمبادرة مجتمعية تحت اسم "موكب السلام"، حيث انطلقت قافلة سيارات قبل نحو أسبوع تحمل الأعلام البيضاء عبر الطريق للمطالبة بفتحه ونجحت في تحقيق ذلك اليوم.
وانطلقت المبادرة قبل ستة أيام من منطقة عفار في محافظة البيضاء وسط اليمن، ووصلت منطقة قانية على الطرف الآخر من المحافظة، حيث أوقفهم عناصر جماعة الحوثيين وطلبوا مهلة لستة أيام لإزالة العوائق والألغام التي زرعوها على طول الطريق، ليعلنوا بعد ذلك استكمال إزالة العوائق من الطريق الذي بات سالكاً.
ويعد هذا الطريق هو الممر الرئيس بين محافظتي البيضاء ومأرب، ويستغرق التنقل عبره في الغالب نحو ثلاث ساعات. وتسبب قطع هذا الخط خلال السنوات الماضية إلى لجوء المواطنين للعبور في طريق فرعي بديل عبر صحراء محافظة الجوف يستغرق التنقل عبره حوالي 17 ساعة.
كما أن الطريق الفرعي يمثل خطراً على المسافرين الذين يتوه بعضهم في الصحراء وتتعرض سياراتهم للتعطل والغرق وسط الرمال، فضلاً عن انتشار جماعات مسلحة تمارس السرقة والنهب.
وكان عضو مجلس القيادة الرئاسي، محافظ مأرب، اللواء سلطان العرادة، أطلق في فبراير/ شباط الماضي مبادرة لفتح جميع الطرق من جانب الحكومة المعترف بها دولياً، وهي المبادرة التي قوبلت حينها بالرفض من قبل جماعة الحوثيين، التي اقترحت فتح طرق فرعية بديلة غير الطرق الرسمية. وتوقع ناشطون استمرار مبادرة "موكب السلام" في جهودها لفتح طرق أخرى، وعلى رأسها طريق مأرب فرضة نهم صنعاء، والتي تعد طريقاً رئيسياً يربط بين صنعاء ومأرب.
"موكب السلام" والحسابات السياسية
وقال عضو في قافلة "موكب السلام"، رضوان المرادي، لـ"العربي الجديد": "فكرة موكب السلام جاءت من المواطنين المتضررين من قطع الطرقات، بهدف فتح الطريق من جانب إنساني وبعيداً عن الحسابات السياسية"، مضيفا: "لاقى موكب السلام حتى الآن تجاوباً إيجابياً من الشرعية والحوثيين، حيث طلب منا الحوثيون مهلة لنزع الألغام، واليوم أعلنوا أن الطريق جاهز وتحركنا وفقاً لذلك".
وأضاف المرادي أن فتح طريق البيضاء مأرب يعد إنجازاً مهماً أنهى سنوات من المعاناة في الطرق البديلة التي يتم قطعها خلال ما يقارب يوماً كاملاً، ويخفف عن المواطنين ويسهل تحركاتهم.
وأشار المرادي إلى أن "موكب السلام" سيستمر في جهوده في فتح الطرق المغلقة الأخرى، وفي مقدمتها طريق مأرب صنعاء، مضيفاً: "نأمل أن تتجاوب الأطراف معنا وتزيل كل العوائق والألغام، وأملنا أن يكون فتح الطرقات مقدمة لاتفاق سلام ينهي الحرب، وأن يعود اليمنيون إخوة يبنون بلادهم بعد سنوات الحرب والشتات".
من جهته، قال رئيس "هيئة التحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية"، حمود العودي، لـ"العربي الجديد"، إنه "جرى فتح طريق صنعاء مأرب عبر البيضاء مديرية قانية، وهي طريق رئيسية بين البيضاء ومأرب، وتعتبر كتخفيف للمسافرين بين مأرب حضرموت الوديعة شرقا وما في حكمها، وبديل آمن عن طريق صحراء الجوف المكلفة والمتعبة وما فيها من مخاطر التقطعات (النهب) والتيه وحوادث الانقلاب".
وأضاف العودي أن "المهم هو فتح الطريق المختصر والرئيس بين صنعاء ومأرب إلى حضرموت وشبوة والوديعة عبر فرضة نهم، باعتبارها الطريق الرئيس والمطلوب بشكل عاجل، وبسبب الحرب والظروف السياسية صار الناس يرضون بنصف البلاء كما يقال في المثل الشعبي".
ويعاني اليمنيون منذ سنوات من إغلاق طرق رئيسية تصل المحافظات أو المديريات داخل المحافظات، ما يجعلهم يضطرون إلى الالتفاف عبر طرق فرعية وخطيرة للوصول إلى مناطق عدة. وحضرت هذه القضية في معظم الإحاطات التي قدمها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ إلى مجلس الأمن.
(العربي الجديد)