دانت الولايات المتحدة الجمعة الهجوم الذي اتهمت قوات "الدعم السريع" بارتكابه على قرية في وسط السودان وأسفر عن مقتل أكثر من 100 مدني، مطالبة بمحاسبة مرتكبي هذا الهجوم "المروع" وباستئناف محادثات وقف إطلاق النار.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن "الولايات المتحدة تدين الهجمات المروعة التي شنتها قوات (الدعم السريع) على المدنيين العزل" في قرية "ود النورة" بولاية الجزيرة في وسط السودان قبل يومين.
أسلحة ذات تأثير واسع النطاق
من جانبه، اتهم المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك قوات "الدعم السريع" باستخدام أسلحة واسعة التأثير وقذائف مدفعية في قرية "ود النورة".
كما قال بيان للمفوض الأممي لحقوق الإنسان "تشير المعلومات التي جمعها مكتبي إلى أن قوات (الدعم السريع) استخدمت أسلحة ذات تأثير واسع النطاق، بما في ذلك قذائف المدفعية أثناء الهجوم، وقيل أيضاً إن اشتباكات اندلعت بين قوات (الدعم السريع) وأفراد جندتهم القوات المسلحة السودانية".
ودعا تورك إلى إجراء تحقيق مستقل في مقتل مدنيين في "ود النورة"، ووصف عمليات القتل "بالمذبحة"، وطالب بمحاسبة المسؤولين عنها.
رصد الانتهاكات
بدوره، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الجمعة في بيان أن الاتحاد الأوروبي "رُوِّع بالتقارير الموثوقة عن مجزرة أخرى طاولت أكثر من 100 قروي أعزل".
وشدد على أهمية "رصد انتهاكات حقوق الإنسان وتوثيقها" في حرب السودان "لضمان محاسبة مرتكبي هذه الجرائم".
وقالت قوات "الدعم السريع" في بيان الخميس إنها هاجمت ثلاثة معسكرات للجيش في منطقة "ود النورة" واشتبكت مع "العدو خارج المدينة".
قصف مدفعي في أم درمان
وفي وقت سابق الجمعة أفاد ناشطون سودانيون أن نحو 40 شخصاً قتلوا في قصف "مدفعي عنيف" نفذته قوات "الدعم السريع" على أم درمان، القريبة من العاصمة الخرطوم، في مثال آخر على معاناة المدنيين جراء العنف والأزمة الإنسانية التي تسبب بها النزاع منذ أكثر من سنة.
وتتواصل المعارك في العاصمة ومختلف أنحاء البلاد بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأفادت قوات "الدعم السريع" الخميس على حسابها على منصة "إكس" بوقوع معارك على جسر حلفايا، وقالت إن عناصرها "يؤكدون الجاهزية لدك معاقل الإرهابيين" في حي كرري، متحدثة عن الجيش.
وما زالت حصيلة قتلى هذه الحرب التي اندلعت إثر نزاع على السلطة غير معروفة بدقة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو.
واتهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، ولا سيما باستهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية ونهب المساعدات الإنسانية الحيوية أو عرقلة وصولها إلى من يحتاجون إليها.
وفي بلد كان عدد سكانه نحو 48 مليون نسمة قبل الحرب، يعاني نحو 18 مليون شخص الجوع و3.6 مليون طفل سوء التغذية الحاد، وفقاً لوكالات الأمم المتحدة.