"عوامل عدة تتدخل في تسعير الذهب في مصر وليس أسعار البورصة العالمية فحسب"، هكذا بدأ عضو الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية عمرو المغربي حديثه إلى "اندبندنت عربية" حول اتجاهات أسعار الذهب في مصر في الفترة المتبقية من العام الحالي 2024.
وقال المغربي، إن "ثلاثة عوامل تؤثر في أسعار الذهب في مصر، أولها سعر الذهب في البورصة العالمية، وثانيها سعر صرف الدولار مقابل الجنيه المصري"، مضيفاً أن "العامل الأخير المؤثر هو حجم الطلب على الذهب والمشغولات محلياً".
التأثير لم يكن كبيراً
وأضاف، أن "الذهب في السوق العالمية تخطى المستويات القياسية خلال الفترة الحالية وآخرها اليوم عندما كسرت أونصة الذهب حاجز الـ2520 دولاراً"
وأشار إلى أن السوق المحلية بالفعل تأثرت بموجة الصعود القياسية على المستوى العالمي"، مستدركاً "لكن التأثير لم يكن كبيراً".
وأرجع عضو الشعبة العامة للذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية ذلك إلى عاملين أساسيين أولهما تراجع حجم الطلب على المشغولات الذهبية في مصر، إلى جانب تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري الأيام الماضية".
وحول توقعاته لأسعار الذهب في الفترة المقبلة حتى نهاية العام الحالي، رفض المغربي ذلك، قائلاً "لا يمكن التنبؤ بأسعار الذهب سواء محلياً أو عالمياً إنما إذا تحققت العوامل الثلاثة في وقت واحد تكون الأسعار مرشحة إلى الزيادة".
محلياً سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً طفيفاً على رغم من ارتفاع الذهب عالمياً إلى مستويات غير مسبوقة، إذ سجل سعر غرام الذهب عيار 24 نحو 3988 جنيهاً (81.56 دولار) بينما سجل غرام الذهب عيار 21 (الأكثر طلباً في مصر) 3490 جنيهاً (71.38) في حين سجل غرام الذهب عيار 14 نحو 2327 جنيهاً (47.59 دولار)، في وقت سجل سعر الجنيه الذهب (يزن 8 غرامات ذهب عيار 24) نحو 27920 جنيهاً (571 دولاراً)
انخفاض الدولار يدفع الذهب
في غضون ذلك، أصدرت شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية بياناً صحافياً أمس الثلاثاء، أوضحت خلاله أنه "حرصاً من شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية على رصد تحركات أسعار الذهب العالمية المستمرة، فقد شهدت الأسعار اليوم تحركاً قوياً نحو قمة قياسية جديدة ومتسارعة ليسجل الذهب 2525 دولاراً للأوقية".
وأضافت الشعبة أن "سعر الأوقية واصل ارتفاعه محققاً رقماً تاريخياً جديداً، مدفوعاً بتراجع سعر الدولار عالمياً الذي انخفض الطلب عليه بصورة ملحوظة بسبب التوترات السياسية العالمية والتوترات الأميركية الداخلية التي تشهد معركة انتخابية ساخنة، وهو الأمر الذي دفع المستثمرين للتوجه الذهب بوصفه ملاذاً آمناً ومخزناً للقيمة وأكثر استقراراً من الدولار".
من جانبه قال رئيس شعبة الذهب والمجوهرات بالاتحاد العام للغرف التجارية هاني ميلاد، إن "القمة السعرية الجديدة للذهب لم تنعكس بعد على السوق المحلية وربما يكون تأثيرها طفيفاً نظراً لسعر الدولار المستقر إلى حد ما، إضافة إلى توازن الطلب مع العرض مما يحقق توازناً واستقراراً في السوق المحلية".
على المستوى العالمي، لامست أسعار الذهب مستوى مرتفعاً غير مسبوق أمس الثلاثاء، مع توجه المستثمرين نحو الملاذ الآمن وسط ارتفاع غير مسبوق مدفوع بتوقعات بأن مجلس الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيخفض أسعار الفائدة الشهر المقبل.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية أمس بنحو واحد في المئة ليصل سعر الأوقية نحو 2530 دولاراً للأوقية (الأونصة)، متجاوزاً المستوى الذي سجله الجمعة الماضي، وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.8% إلى 2561.10 دولار.
وقال المحلل في "غوليوس باير" كارستين مينكي، إن "المتعاملين في الذهب يركزون على احتمال خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يجعل الباحثين عن الملاذ الآمن يتجهون مجدداً إلى هذه السوق"، مضيفاً "بالنظر إلى ضعف الاقتصاد الصيني والتوتر الجيوسياسي الذي يشمل الصين، نعتقد أن هناك احتمالاً كبيراً باستئناف شراء الذهب عاجلاً أو آجلاً"، متوقعاً ارتفاع سعر الأوقية إلى 2600 دولار للأوقية خلال 12 شهراً".
أسعار الذهب ارتفعت بنحو 20% حتى الآن منذ بداية هذا العام مدفوعة بالتفاؤل حيال بدء خفض أسعار الفائدة الأميركية في سبتمبر/ أيلول المقبل وعمليات شراء قوية من البنوك المركزية وارتفاع الطلب على الملاذ الآمن بسبب التوتر في الشرق الأوسط، إذ تعزز أسعار الفائدة المنخفضة جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً.
ومن المتوقع أن يخفض مجلس الاحتياط الاتحادي أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في كل من الاجتماعات الثلاثة المتبقية لعام 2024، مع استبعاد غالبية ضئيلة من متخصصين في مجال الاقتصاد الذين استطلعت "رويترز" آراءهم مخاوف الركود.
الدولار إلى أدنى مستوى له في 7 أشهر
في الوقت نفسه عزز الدولار المعدن النفيس المقوم بالعملة الأميركية، إذ وصل الدولار إلى أدنى مستوى جديد له في سبعة أشهر مع ترقب المتعاملين تصريحات لجيروم باول رئيس "الفيدرالي" الجمعة المقبل التي قد تتضمن مؤشرات إلى وتيرة التيسير النقدي في الولايات المتحدة.
وسجل مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات منافسة 101.82 في أحدث تعاملات بعد أن لامس أدنى مستوى له منذ الثاني من يناير/ كانون الثاني الماضي عند 101.76 أمس.