21 نوفمبر 2024
16 سبتمبر 2024
يمن فريدم-خاص-مختار شداد


" أصعب قرار أتخذه عندما أفكر بالسفر إلى القرية" يقول حمدي الهلالي عن مغريات العودة إلى قريته، بعد أشهر من الغياب عنها في المدينة، لكن الطريق التي سيسلكها محفوفة بالمخاطر والمخاوف " لقاء الأهل، أو فرح صديق، وحتى أيام العيد...كل شيء، لا يضاهي الخوف من عقبة موليه".

في عزلة بلاد الوافي، بمديرية جبل حبشي غرب مدينة تعز، طرق فرعية بالغة الوعورة تربط بين مختلف القرى والمدينة، "عقبة مولية" واحدة من أكثر الأماكن رعبًا للسائرين فيها "حرفيًا قبل صعود هذه العقبة، كل الركاب يشهدوا ويكبروا الله، تشعر بخوف كبير، بسبب أن هذا المكان حدث فيه حوادث كثيرة.

"عقبة مولية"، شريان حيوي يربط عدة قرى مديرية جبل حبشي بالمدينة، يقطن فيها أكثر من خمسة ألف نسمة، طريق وحيد، يضطر الأهالي سلوكه للتنقل بين القرى والمدينة، على الرغم من عشرات الحوادث التي تسببها وعورة الطريق في عقبة مولية، ومطلع شهر مايو أطلقت مبادرة مجتمعية لرصف العقبة التي سببت الرعب والخوف للمواطنين زمنًا طويلًا.

طريق الموت

يتحدث المواطنون عن عقبة الموت "مولية" حوادث عديدة ارتبطت بالأذهان، وخوفًا سكن الأهالي لكثرة الحوادث التي كانوا شاهدين عليها من حين لآخر " في إحدى المرات كنت راكبًا مع واحد من أقاربي في سيارته، وعمل لنا فجعة العمر، لكن ستر الله ولم ينقلب" يصف لنا فاروق الزيادي موقف عاشه في تلك العقبة.

يضيف "فاروق الزيادي" لموقع "يمن فريدم" بأنه كان عائدًا من المدينة إلى القرية وبرفقته أخته ذو الست أعوام " لم نتبع غير سيارة واحده، ورفض أن نركب معه لأن السيارة ممتلئة، وبالصدفة جاءت سيارة من قرية قريبة ركبنا معه" تصل السيارة إلى مكان قريب من عقبة موليه، يتفاجأ فاروق ومن معه بالسيارة التي رفض السائق صعودهم فيها تنقلب أمام أعينهم " وشاهدت تناثر الناس أمامي، الفجيعة كانت مع أمي التي ضنت بأني فيها، وركضة مسرعة وهي تصيح بصوتها" يصف فاروق تلك الفاجعة.

"فاروق" أول من طرح فكرة المبادرة لرصف العقبة التي اعتبرها طريق الموت، لم تنجح فكرة المبادرة من أول مرة، فقد سبق أن حاول فاروق من قبل، لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، وفي شهر مايو من العام الجاري "في أحد الأعراس تناقشنا حول الطريق وشديت عليهم، وبدأنا نتحرك ونجمع تبرعات".

نالت المبادرة اهتمامًا كبيرًا، وتفاعل معها أبناء المنطقة لإنهاء رعب التنقل بين القرى والمدينة، وبعد أول اجتماع للأعضاء الذين تم اختيارهم في المبادرة، انقلبت سيارة في ذات المكان، ويأمل المواطنين أن يكون الحادث الأخير.

"أمين الوافي" سائق سيارة في المنطقة، يقول بأن العقبة أثرت بشكل على المواطنين، فالكثير من السائقين يرفضون صعود العقبة "يأتي السائق إلى أسفل العقبة وينزل جميع الركاب ويمشوا إلى رأس العقبة"

يضيف في تصريحه لموقع "يمن فريدم" قوله: "الذين معاهم أمراض يتأخرون ما يحصلوا سيارات من حق قرية قشيبه يضطروا إنهم يأخذوا صالون خاص، ويشترط عليهم أنه لن يصعد العقبة، يوافق الشخص مجبرًا ويواصل المشي على الأقدام مع العوائل حوالي ثلاثة كيلوا "

تكافل وترابط

خلال سنوات الحرب والحصار الخانق لمدينة تعز، اتخذ المسافرون إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من جبل حبشي منفذًا للتنقل، طرق فرعية ووعرة معلقة في الجبال، وساعات طويلة من التعب والخوف، وطول سنوات الحصار عمل المواطنين على رصف الطريق وتمهيدها للمسافرين، مبادرات وجهود ذاتية، وبعض المشاريع لمنظمات المجتمع المدني.

وفي عقبة "مولية" لم يختلف الأمر، إذا سارع الأهالي إلى المبادرة بقدر الإمكان لرصف الطريق، وتجاوب رجال الأعمال وحتى المواطنين من المناطق المجاورة والسلطة المحلية في المساندة والدعم لإنهاء معاناة المواطنين.

"أمين الوافي" يؤكد أن الجميع من الأهالي سارعوا في دعم المبادرة والوقوف إلى جانب اللجنة المسؤولة " الصغير والكبير والنساء والأطفال والشيوخ والشباب كلهم سارعوا في المساعدة كلًا في مجاله، تركنا أعمالنا الخاصة وانشغلنا في العمل الطوعي بالمشروع".

كادت المرحلة الأولى من المشروع أن تنتهي، ومع كل حجرة يرصفونها يمنعون فيها حادثًا ويستبشر الناس أملًا في إنهاء ويلات تجرعوها لأعوام يقول المواطن بشار الحاتمي" فعلنا دراسة أولية، المرحلة الأولى على وشك الانتهاء، والمرحلة الثانية با نبدأ البحث لها عن داعمين...في العام الجاري تقريبا خمسة حوادث، والذي قبله ثلاثة، ولا يمر عام بدون حوادث في العقبة".

قصص مرعبة عاشها أهالي عزلة بلاد الوفي، وطريق وعر حرم المنطقة الكثير من الموارد والفرص، ومعاناة كبيرة يتكبدونها كل يوم، يسارع الجميع لإنهاء كل ذلك، ويرصفون طريقًا أسكن الخوف في قلوبهم، وحوادث لا عد لها في تلك المنطقة التي تسمي بعقبة مولية.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI