4 يوليو 2024
4 إبريل 2024
يمن فريدم-خاص-إلهام الفقيه


يطل عيد الفطر العام العاشر في ظل حرب مستمره منذ عشرة أعوام؛ ووضع اقتصادي مر يدفع المواطن اليمني الثمن، وتختزل ابتسامته وفرح مناسباته في دائرة سنوات عجاف.

منذ سبتمبر 2014، تتكرر الأعياد والمناسبات، أرقام وأيام بلا هوية ولا بهجة وسرور.

يأتي العيد العاشر وايقونة " انستنا يا عيد" فقدت معانيها وباحت رائحة الموت والبارود.

"لا عيد لي منذ ثمانية أعوام"

تسببت الحرب المستمرة في شتات الأسر وتفرق الأهالي نتيجة الوضع الاقتصادي والمعيشية الصعب، بالإضافة إلى ارتفاع تكاليف السفر والتنقل.

المواطن "عاهد سلطان القادري" من أبناء محافظة تعز، والذي يعمل في محافظة مأرب يقول لـ "يمن فريدم "سبعة أعوام مضت منذ أن زرت اسرتي في مدينة تعز، نتيجة تكاليف السفر المرتفعة والغلاء المعيشي الصعب المتدهور منذ سنوات.

ويواصل في حديثه أن تكاليف السفر من مأرب قرابه 150 الف ريال ومده السفر تصل إلى ثلاث أو أربع أيام، بعكس ما كانت عليه قبل قبل الحرب وقبل إغلاق الطرق؛ ولم تتجاوز تكاليف السفر 20 ألف ريال.

ومن جهته يقول محمد النعماني الذي يعمل سائق صالون لنقل الركاب، إن نسبة العائدين إلى قراهم خلال أيام العيد انحسرت بشكل كبير جدا خلال سنوات الحرب الماضية حيث يعزف الكثير من المواطنون العودة إلى القرى أو مسقط رأسهم نتيجة الانقسام الاجتماعي الذي أحدثته الحرب.

" عيد بلا ملامح "

يقول واقع حال المواطنون أن مظاهر العيد في ظل باتت اسم مستعار؛ فالظروف الصعبة التي تمر بها البلاد غيبت ملامح العيد.

المواطن فواد عبدالمجيد من سكان العاصمة صنعاء يشكوى واقع الحال وملامح الصورة التي يستقبل اليمنيين العيد العاشر في ظل الحرب المستمرة بقوله" العيد لم يعد كما كان عليه قبل أعوام الحرب؛ مشيرا إلى أن العلاقات الاجتماعية تأثرت وتغيرت نتيجة سوء الأوضاع المعيشية عند غالبية الناس.

بحد قوله إن الحرب أدت إلى تهرب بعض الناس من زيارة الأقارب والأصدقاء؛ ويكتفون بإرسال ال تهاني والتبريكات عبر الواتساب والمكالمات الهاتفية على عكس ما كان عليه في السابق من خلال الزيارات المباشرة المحفوفة بالعناق وتبادل التهنئات العيدية ".

وأرجع فؤاد، ذلك نتيجة التدهور الاقتصادي وارتفاع الأسعار وانقطاع رواتب الموظفين وهو ما انعكس سواء على فرحة العيد.

"العيد عيد العافية"

"العيد عيد العافية" عبارة تتكرر على لسان الكثير من المواطنين، لغرض التكيف مع الأوضاع التي خلفتها الحرب بين أطراف النزاع.

الشاب فيصل الخلي موظف بلا راتب في تربية محافظة إب، يشير إلى أن الجملة المتوارثة "العيد عيد العافية" سلاح يدافع به عن نفسه عند تزاحم مطالب أطفاله الخمسة مع اقتراب كل عيد منذ تسع سنوات.

وأكد الخلي أنه كان قبل الحرب يحصل أبناءه على 3-4 بدلات وملابس عيد لكل واحد، لكن نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية وانقطاع المرتبات لم يستطيع توفير متطلبات العيد لأسرته، وإن حصل على بدله لكل طفل يتم استخدامها في عيد الفطر وعيد الأضحى وقد يحتفظ بهم للعام القادم.

وأشار إلى أنه منذ سنوات لم يعد يهتم بالعيدية أو مكملات العيد المعتادة.

"أسواق بلا زبائن"

منذ سنوات الحرب العجاف أضحى المواطن اليمني لم يعير للأعياد أي اهتمام، نتيحة الأوضاع المعيشية الصعبة.

"أم ريان" وهي من سكان محافظة الضالع تقول "إن لم تتردد على أسواق الملابس منذ خمس سنوات نتيجة الوضع الاقتصادي المر ومع كل عيد تبحث عن ملابس لأطفالها من أسواق الحرج أو تخفيضات الملابس الجاهزة" لغرض فرحه ال"طفال لا أكثر.

الحرب فتحت أبواب الماسي وأغلقت الكثير من منافذ الحياة المعتادة، وأصبحت الأسر تبحث عن أساسيات لا كماليات المعيشة.

ويؤكد على ذلك وهيب عبدالوهاب صاحب محل حلويات في محافظة عدن، يقول "إنه يتراجع الإقبال على شراء جعالة العيد عام بعد آخر وكل عام يأتي اسوء مما مضى".
وأضاف "أن نسبة الإقبال لا تتجاوز 20 % عما كان عليها السوق قبل الحرب" مرجعا ذلك إلى الوضع المعيشي والاقتصادي للمواطنين نتيجة الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلد".

"ارتفاع الأسعار"

"صلاح عبدالكافي" بائع في محل ملابس وسط مدينة تعز ، تحدث عن أسباب الارتفاعات في أسعار الملابس وحاجيات العيد هذا العام، وقال في تصريح لـ "يمن فريدم" إن تدني مستوى العملة المحلية أمام نظيراتها الأجنبية، وفارق سعر الصرف ساهم في مضاعفة أسعار الملابس، خاصةً وأن أغلب البضائع تستورد من الخارج، وبالعملات الأجنبية.

واضاف إلى أن التدمير الذي طال الموانئ اليمنية والمطارات نتيجة الحرب حد من كمية البضائع المستوردة؛ الأمر الذي تسبب بقلة المعروض وزيادة الطلب.

وتتراوح أسعار الملابس للأطفال ما بين 30-50 ألف ريال يمني، وهو ما لا تقدر على توفيره الأسر الفقيرة أو محدودة الدخل.

"المواطن يدفع ثمن الحرب المستمرة"

للحرب تبعاتها السيئة يدفع ثمنها المجتمع اليمني، وسكان مدينة تعز نموذج لما خلفتها الحرب منذ عشر سنوات.

وهنا تحدث مدير مكتب شؤون الحصار بمدينة تعز، ماهر العبسي" إن سكان مدينة تعز يعيشون آثار اجتماعية واقتصادية صعبة بسب الحرب المستمر للعام العاشر، وأشار إلى الكثير من الآثار، منها تفكك وتمزيق النسيج المجتمعي نتيجة عدم قدرتهم على زيارة أقاربهم في مناطق خارج المدينة نتيجة ظروفهم الإقتصادية، وعدم لم شمل الكثير من الأسر.

واضاف العبسي، أن الحرب لها آثار اقتصادية كبيرة على الأسر في محافظة تعز أدت إلى صعوبة المعيشة وتزداد سوءا كل يوم، وتسببت بعدم قدرة السكان على الاحتفاء واستقبال العيد بشكله الطبيعي والمعتاد على ما كان عليه من قبل.

ونوه إلى أن السكان في مدينة تعز يعيشون أوضاع بائسة نتيجة الحرب ولا يمكن لهذا الآثار تجاهلها، فالمواطنون يستقبلون العيد بالدموع والحزن نتيجة صعوبة الالتقاء بأسرهم وذويهم وسوء ظروفهم الاقتصادية، على حد قوله.

"البحث عن مكان للفرح"

يبحث المواطن اليمني عن منفذ للخروج من ديمومة الحرب المستمرة، ويكابد من أجل العيش خارج خارج هذه الدائرة بالمآسي.

وتعليقا على ذلك يقول محمد مصطفى مختص اجتماعي في محافظة إب " الحرب المستمرة في البلاد تسببت في هجرة عشرات آلاف من المواطنين في محافظة إب بشكل منفرد أو مع أسرهم الصغيرة ومن ذهب لم يعود".

وأشار إلى أن الكثير من الأهالي يعزفون العودة إلى مناطقهم أو قراهم في الأعياد كما كانت العادة قبل الحرب، نتجية الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، لذا تلاحظ القرى خلال الأعياد عارية من اي ملامح عيدية، بحسب حديثه.

من جهته أشار الدكتور عبدالوهاب العوج، أن الحرب تسببت بوضع المواطنين تحت خط الفقر الذي يشكل 80% من سكان اليمن.

وأضاف أن اليمنيين يستقبلون العيد بالمزيد من الألم والحسرة نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب وانقطاع المرتبات في الشمال وانهيار الاقتصاد الوطني في الجنوب.

"العيد في عيون الاطفال"

العيد في عيون الأطفال هو كل ما تبقى من ملامح العيد والفرح، وبروح الابتهاج يستقبل الأطفال في مدينة تعز، من خلال استعدادات لقدوم العيد وتحضير الملابس والأسلحة البلاستيكية والألعاب النارية وتبادل الأحاديث عن ملابسهم الجديدة وعن الزيارات المتنزهات التي سيزورونها خلال أيام العيد.

حيث يكتفي الاطفال بما تتمكن الأسرة من شراءه من مقتنيات وملابس عيدية، ويحاول أن يسعدوا أنفسهم بالممكن والمتاح.

ويدفع المواطنين أفراحهم ثمنا للحرب المستمرة منذ عشرة أعوام، على أمل أن تنجلي وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي.

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI