تنشر روسيا طائرات بدون طيار صينية وإيرانية في حربها الشاملة ضد أوكرانيا. كما أنها تنشر جنودًا وصواريخ باليستية من كوريا الشمالية. قريبًا، قد ترسل روسيا مقاتلين يمنيين إلى المعركة، وفقًا لتقارير صحيفة فاينانشال تايمز.

وقالت الصحيفة إن ميليشيا الحوثي الإسلامية في اليمن تجند الرجال لنشرهم في الجيش الروسي وأنها أرسلت بالفعل مئات المقاتلين إلى روسيا من خلال "عملية تهريب غامضة".

وقالت فاينانشال تايمز نقلاً عن بعض الرجال المتورطين إن أفرادًا يمنيين وعدوا بوظائف بأجر ثابت وجنسية في روسيا. وعندما وصلوا إلى البلاد، أُجبر الرجال على الانضمام إلى الجيش الروسي وأُرسلوا إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا.

وأفادت فاينانشال تايمز أن الرجال يتم تجنيدهم من خلال شركة أسسها سياسي حوثي بارز. وقالت أيضًا إنها اطلعت على عقد تجنيد يشير إلى تجنيد رجال يمنيين في الجيش الروسي منذ يوليو 2024. على سبيل المثال، هاجمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران ناقلات غربية في خليج عدن مرارًا وتكرارًا، منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس قبل أكثر من عام بقليل.

هل تلوح الحرب العالمية الثالثة في الأفق؟

قالت وزارة الخارجية الألمانية إنه سيكون "مقلقًا للغاية" إذا ثبتت صحة هذا التقرير. كما أعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن قلقه، قائلاً إن خطر "الحرب العالمية" "خطير وحقيقي".

ما هو خطر تصعيد هذه الحرب أكثر من ذلك؟

قال فاليري زالوزني، رئيس أركان الجيش الأوكراني السابق الذي يشغل الآن منصب سفير البلاد لدى المملكة المتحدة، إن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل حيث كانت العديد من الدول المختلفة متورطة بالفعل في حرب أوكرانيا.

تكبدت القوات الروسية 700 ألف ضحية حتى الآن، وفقًا لتقديرات حديثة. ولعل هذا أحد الأسباب التي دفعت زعيم بيونج يانج كيم جونج أون إلى إرسال نحو 12 ألف جندي كوري شمالي للقتال في روسيا، وخاصة في منطقة كورسك.

كما وصلت أنباء عن وجود مقاتلين يمنيين في أوكرانيا إلى اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في إيطاليا، حيث قالت أنالينا بيربوك من ألمانيا: "إذا تأكد هذا، فسوف يؤكد مرة أخرى أنه لا توجد حدود لسلوك الرئيس الروسي في الحرب".

وقال رودريش كيسويتر، الخبير في السياسة الخارجية في المجموعة البرلمانية المعارضة للاتحاد الديمقراطي المسيحي الألماني، إنه لم يفاجأ بالتقارير التي تتحدث عن مشاركة مقاتلين يمنيين الآن في أوكرانيا.

وقال كيسويتر لـ DW: "كانت روسيا تعاني من مشاكل هائلة في الموارد لبعض الوقت، سواء من حيث المواد أو الأفراد. والآن يتعين عليها دفع مبالغ عالية للغاية للجنود الروس لتعبئتهم، وهي تعرض عليهم تخفيف الديون".

وقال كيسويتر إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن يعمل بالفعل مع حركة حماس الإسلامية الفلسطينية وميليشيا الحوثي، وكلاهما مدعوم من إيران.

"ولذلك، فليس من المستغرب أن يتم تجنيد المقاتلين اليمنيين"، هذا ما قاله النائب الألماني لـ DW. "هناك مؤشرات على أن هؤلاء ليسوا إرهابيين حوثيين، بل يمنيين يتم إغراؤهم للذهاب إلى روسيا بوعود كاذبة ثم يتم تجنيدهم (في الجيش) بالقوة".

حرب أوكرانيا تصبح موضوع الانتخابات الألمانية

حذر الساسة الألمان مرارًا وتكرارًا من تصعيد إضافي للحرب في أوكرانيا، سواء عسكريًا، من حيث الأفراد أو ماليًا. تعد ألمانيا حاليًا واحدة من أقوى الداعمين لأوكرانيا، إلى جانب الولايات المتحدة. ومع ذلك، فمن غير المؤكد الدور الذي ستلعبه الولايات المتحدة بمجرد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب السلطة في البيت الأبيض.

يحرص المستشار الألماني أولاف شولتز من الحزب الديمقراطي الاجتماعي على تصوير نفسه باعتباره "مستشار السلام" مع انطلاق الحملة الانتخابية قبل الانتخابات المبكرة المتوقعة في فبراير. لقد رفض شولتز تزويد أوكرانيا بنظام صواريخ توروس الألماني - والذي يمكن استخدامه لضرب أهداف داخل روسيا - على الرغم من طلبات كييف المتكررة وموافقة حلفاء غربيين آخرين على استخدام أسلحتهم الأبعد مدى ضد أهداف في روسيا.

قال شولتز مؤخرًا: "على الرغم من أننا أكبر وأكثر المؤيدين موثوقية لدفاع البلاد، إلا أننا لا نفعل أشياء معينة - على سبيل المثال، تسليم صواريخ كروز (إلى أوكرانيا)، على سبيل المثال قبول إمكانية استخدام الأسلحة الخطيرة التي قمنا بتزويدها لمهاجمة أهداف في عمق روسيا".

من المرجح أن تهيمن حرب أوكرانيا المتصاعدة باستمرار على الحملة الانتخابية الألمانية. وجد أحدث استطلاع رأي تمثيلي أجرته ARD-Deutschlandtrend بواسطة شركة استطلاعات الرأي infratest-dimap أن 61% من المستجيبين كانوا ضد توريد نظام صواريخ توروس الألماني إلى أوكرانيا.

(ترجمة غير رسمية)