فى إطار جهود تحقيق السلام مع تركيا، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبد الله أوجلان، جماعته إلى إلقاء سلاحها وحل نفسها في بيان قرأه حزب مؤيد للأكراد في تركيا.
وقال أوجلان في البيان، التي تلاه وفد من نواب "حزب الشعوب للعدالة والديموقراطية" (ديم) المؤيد للأكراد، الذي زاره في سجنه في وقت سابق من اليوم الخميس 27 فبراير/ شباط 2025: "اعقدوا مؤتمركم واتخذوا قرارا.. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه". وأضاف أوجلان: "أدعو إلى إلقاء السلاح، وأتحمل المسؤولية التاريخية لهذه الدعوة".
وتأتي هذه الدعوة بعد أربعة أشهر من عرض أنقرة السلام على أوجلان.
ومؤخرا ابتعد حزب العمال الكردستاني عن أهدافه الانفصالية وسعى بدلا من ذلك إلى الحصول على مزيد من الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا ومزيد من الحقوق للأكراد.
وقد يكون للنداء الذي أطلقه أوجلان تداعيات على إقليم كردستان المصدر للنفط بشمال العراق، حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني، وعلى سوريا المجاورة التي تخرج من أزمتها بعد حرب أهلية استمرت 13 عاما والإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
رد سريع من حزب أردوغان
وفي أول رد من حزب الرئيس رجب طيب أردوغان على رسالة أوجلان، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم افكان علاء اليوم الخميس إن تركيا "ستتحرر من القيود" إذا ألقى حزب العمال الكردستاني السلاح وحل نفسه بعد أن وجه زعيمه المسجون عبد الله أوجلان دعوة للحزب إلى حل نفسه. وأضاف علاء أن الحكومة تتوقع أن يمتثل حزب العمال الكردستاني لدعوة أوجلان.
وزار وفد من حزب "ديم"، مكون من سبعة أفراد، عبد الله أوجلان في سجنه وقالت قناة (سي.إن.إن ترك) التركية إنها على علم بأن أوجلان من المتوقع أن يصدر بيانا من صفحة واحدة يقول فيه إن التخلي عن السلاح ضرورة، ويدعو من خلاله إلى النضال السياسي بطريقة ديمقراطية.
وبعد الزيارة عاد الوفد من السجن المحتجز فيه أوجلان على جزيرة إمرالي في جنوب إسطنبول. وهذه ثالث زيارة لأوجلان (75 عاما) منذ ديسمبر/ كانون الأول.
وجاءت الزيارة في إطار محاولة الحكومة لدفع أوجلان إلى دعوة حزب العمال الكردستاني إلى إلقاء السلاح مما قد ينهي حملة التمرد التي تشنها الجماعة ضد الدولة التركية منذ عام 1984.
وسيكون لهذه الخطوة تأثير كبير على تركيا بعد صراع استمر أربعة عقود وتسبب في أضرار اقتصادية جسيمة وتأجيج التوتر الاجتماعي.
وسيتحول الانتباه بعد ذلك إلى رد فعل قادة حزب العمال الكردستاني في جبال شمال العراق.
ووفقا لبيانات تركية ، تسبب حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه ) في مقتل حوالي 40 ألف شخص (مدنيون وعسكريون) خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينيات القرن الماضي.
فشل محاولات سابقة، فهل تنجح الآن؟
ويعيش أوجلان في عزلة شبه كاملة في زنزانته الإنفراديه في سجنه في جزيرة إمرالي حيث يقضي عقوبته منذ توقيفه عام 1999، ولا يتمكن من التواصل مع العالم الخارجي إلا نادرا.
ومنذ سجنه، كانت هناك محاولات لوقف النزاع المستمر منذ عام 1984، وانهارت الجولة الأخيرة من المحادثات وسط أعمال عنف عام 2015.
وتوقفت الاتصالات إثر ذلك حتى تشرين الأول/أكتوبر عندما عرض زعيم حزب الحركة القومية المتشدد دولت بهجلي على عبد الله أوجلان بادرة سلام مفاجئة، طالبا منه نبذ العنف، وهي خطوة أيدها الرئيس رجب طيب إردوغان.