حذّرت الجمهورية اليمنية، من استمرار الحوثيين في تعنتهم وممارساتهم لاطالة أمد الصراع وتفاقم الأزمة الإنسانية، مؤكدة أن الجماعة تسعى للعودة إلى مربع العنف ودوامة الحرب.
جاد ذلك في بيان اليمن، الذي ألقاه المندوب الدائم لليمن لدى الأمم المتحدة، السفير عبدالله السعدي، خلال الجلسة المفتوحة حول الأوضاع في الشرق الأوسط، حيث حمّل السعدي الحوثيين المسؤولية الكاملة عن الزج باليمن في صراعات إقليمية مدمرة، والتحركات التصعيدية التي تهدد الملاحة الدولية والأمن الغذائي، وتفاقم معاناة اليمنيين.
وأكد السعدي أن الشعب اليمني، ومع دخول الصراع عامه الحادي عشر، لا يزال يواجه أزمة إنسانية واقتصادية خانقة بسبب حرب الحوثيين.
وجدد التأكيد على التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية بمسار السلام العادل والشامل، والانخراط الإيجابي مع الجهود الإقليمية والدولية ومبادرات الأمم المتحدة.
الممارسات الحوثية: انتهاكات ممنهجة وتوظيف إنساني للابتزاز
وأشار السفير السعدي إلى أن الحوثيين، الذين يدّعون السعي للسلام، يواصلون ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين في مناطق سيطرتهم، من اختطاف موظفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ونهب المساعدات الإنسانية، إلى تجنيد الأطفال وزراعة الألغام، في انتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني.
وسلّط السفير السعدي الضوء على حادثة مقتل الشيخ صالح حنتوس وحفيده، على يد الحوثيين في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، وهاجموا منزله بقوة مسلحة، مشيراً إلى أن هذه الجرائم تعكس عقلية إجرامية متطرفة تسعى لفرض مشروعها الطائفي بالقوة.
وأكد البيان أن الهجمات الحوثية، وآخرها استهداف السفينة التجارية "ماجيك سيز" في البحر الأحمر، تكشف الخطر الداهم الذي يمثله الحوثيون على خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية وأمن الطاقة، داعياً إلى تعزيز الجهود الدولية لاستعادة سيطرة الدولة اليمنية على كامل أراضيها وسواحلها.
كما حذّر من كارثة بيئية واقتصادية وشيكة نتيجة غرق الناقلة المحملة بـ17 ألف طن من نترات الأمونيوم، والتي تهدد البيئة البحرية والأمن الغذائي في المنطقة.
وكشف السفير السعدي عن سيطرة الحوثيين على الناقلة "نوتيكا" التي اشترتها الأمم المتحدة بديلاً للناقلة المتهالكة "صافر"، محذراً من استخدامها لتهريب وتخزين النفط الإيراني، ما يمثّل خرقاً صريحاً للاتفاقات الأممية وتهديداً مباشراً لأمن عمليات الأمم المتحدة.
وطالب السعدي مجلس الأمن والأمم المتحدة بالتحقيق العاجل واستعادة الإشراف الكامل على السفينة ومنع استخدامها لأغراض غير مشروعة.
في الشأن الاقتصادي، أكد السعدي أن الوضع الاقتصادي والخدمي يمثل التحدي الأبرز للحكومة اليمنية، التي تواصل تنفيذ إصلاحات اقتصادية وهيكلية في ظل استمرار وقف صادرات النفط.