بعد نحو 5 عقود من التمرّد، بادر حزب العمال الكردستاني، الجمعة، إلى تسليم وجبة أولى رمزية من سلاحه، ضمن إجراءات أمنية مشدَّدة، في مدينة السليمانية، بإقليم كردستان العراق الشمالي.
وقال صحافيون يشاركون منذ ساعات الصباح الأولى في تغطية الحدث التاريخي، إن أول فصيل مسلَّح من حزب العمال نُقل من موقعه في جبل قنديل (في المثلث العراقي - التركي - الإيراني) إلى منطقة تُعرف بكهف جاسنة على الطريق بين المدينة ومنتجع دوكان السياحي، شرقاً.
وقالت مصادر كردية لـ"الشرق الأوسط"، إن جهة أمنية خاصة تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني المتنفِّذ في السليمانية هي التي أشرفت على نقل مقاتلي "العمال" من مقرهم في قنديل إلى منطقة الكهف.
وقال الصحافي الكردي، رحمن غريب، لـ"الشرق الأوسط"، إن "الفصيل قام بإلقاء السلاح في منطقة الكهف، بحضور عدد محدود من الصحافيين يمثلون إعلام الحزب ومؤسسات تركية رسمية، بينما كان مراسلون يتجمعون في فندق بعيد لتغطية بث مسجّل عبر شاشة كبيرة".
وقالت مصادر ميدانية إن 30 مقاتلاً من فصيل في "العمال" سلّموا، في تمام الساعة 12 ظهراً (بالتوقيت المحلي)، أسلحة من نوع "كلاشينكوف" وقناصات ورشاشات آلية، أمام حشد من أجهزة أمنية عراقية وتركية.
وقال مسؤول كردي وصحافي حضرا مراسم التسليم إن المقاتلين ألقوا أسلحتهم في حاوية نفايات، وأضرموا فيها النيران، بعد أن نزلوا من منصة أُعِدَّت خصيصاً للحدث في منطقة الكهف.
وقال الفصيل الذي يطلق على نفسه اسم "مجموعة السلام والمجتمع الديمقراطي"، إنه أتلف أسلحته بإرادته "الحرة" خلال المراسم التي أُقيمت في كهف جاسنة، وذلك استجابةً لنداء زعيم الحزب، عبد الله أوجلان.
وكانت تقارير محلية أشارت إلى أن شهود عيان أفادوا بدخول مركبات تحمل وفوداً أمنية وسياسية تركية، في طريقها، فجر اليوم، إلى موقع تسليم السلاح.
وأعلنت تركيا، الخميس، أنها لن تقبل بمشاركة أي أطراف خارجية في الإشراف على عملية نزع أسلحة "العمال الكردستاني".
ويتوقع مسؤولون أكراد تحدثت معهم "الشرق الأوسط"، أن يبادر الرئيس التركي إلى تشكيل ثلاث لجان عليا: الأولى ستدرس كيفية إصدار العفو العام عن المسلحين وعودة المسلحين الموجودين على الحدود التركية - العراقية، والتركية - الإيرانية إلى بلادهم.