21 أكتوبر 2025
18 أغسطس 2025
يمن فريدم-اندبندنت عربية
ترمب وزيلينسكي وقادة من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي خلال الاجتماع بالبيت الأبيض، 18 أغسطس الحالي (رويترز)


أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اليوم الإثنين أن الولايات المتحدة "ستساعد" أوروبا في توفير الأمن لأوكرانيا، في إطار أي اتفاق لإنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، الذي جرى الترتيب له على عجل، لمناقشة مسار السلام.

وفي حديثه للصحافيين في المكتب البيضاوي، وبينما كان زيلينسكي جالساً إلى جواره، عبر ترمب أيضاً عن أمله في أن تؤدي قمة اليوم الإثنين في نهاية المطاف إلى اجتماع ثلاثي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفاً أنه يعتقد أن بوتين يريد إنهاء الحرب، وأنه سيتحدث إليه عقب الاجتماع مع الرئيس الأوكراني والقادة الأوروبيين.

الحاجة إلى وقف الحرب

ووصل زيلينسكي ومجموعة من الزعماء الأوروبيين إلى واشنطن وسط ضغوط متزايدة من ترمب للتوصل إلى حل لإنهاء الحرب بشروط أكثر ملاءمة لموسكو، بعد اجتماع ترمب وبوتين في ألاسكا يوم الجمعة الماضي لما يقرب من ثلاث ساعات.

وقال زيلينسكي للصحافيين "نحن بحاجة إلى وقف هذه الحرب وإيقاف روسيا، ونحتاج إلى الدعم من شركاء أميركيين وأوروبيين".

واستقبل ترمب زيلينسكي خارج البيت الأبيض، وتصافحا معبراً عن إعجابه ببدلته السوداء، التي تعد تغييراً عن ملابسه العسكرية المعتادة. وعندما سأل أحد المراسلين ترمب عن الرسالة التي يود أن يوجهها إلى شعب أوكرانيا، قال مرتين "نحن نحبهم".

العامل الأوروبي

ووجه زيلينسكي الشكر له ووضع ترمب يده على ظهر زيلينسكي تعبيراً عن المودة، قبل أن يدخل الرجلان إلى المكتب البيضاوي، إذ انتهى آخر اجتماع لهما في فبراير (شباط) الماضي بكارثة، بعد أن وبخ ترمب زيلينسكي أمام الكاميرات.

ولكن هذه المرة، انضم زعماء بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وفنلندا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى زيلينسكي لإظهار التضامن مع أوكرانيا، والدفع نحو ضمانات أمنية قوية في أية تسوية ما بعد الحرب.

ويضغط ترمب على أوكرانيا لقبول اتفاق لإنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ 80 سنة، التي أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين، وتخشى أوكرانيا وحلفاؤها من أن يسعى ترمب إلى فرض اتفاق بشروط روسية بعد أن استقبل الرئيس بوتين بحفاوة في ألاسكا يوم الجمعة.

وقال البيت الأبيض إن الزعماء الأوروبيين سيلتقون مع ترمب في الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت شرق الولايات المتحدة (19:00 بتوقيت غرينتش).

ويبدو أن هذا اللقاء الرفيع المستوى في البيت الأبيض، وفي وقت قصير كهذا، أمر غير مسبوق في الآونة الأخيرة.

استمرار الحرب

وقتل 10 أشخاص في الأقل في هجمات روسية على مدن أوكرانية، خلال الليل، فيما وصفه زيلينسكي بأنه جهود "ساذجة" لتقويض المحادثات مع ترمب.

ورفض ترمب الاتهامات بأن قمة ألاسكا كانت بمثابة فوز لبوتين، الذي يواجه عزلة دبلوماسية منذ الهجوم على أوكرانيا في عام 2022.

وكتب ترمب على منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، "أعرف تماماً ما أفعله، ولا أحتاج إلى نصيحة أشخاص يعملون على حل كل هذه الصراعات منذ سنوات، ولم يتمكنوا قط من فعل أي شيء لوقفها"، وشدد فريق ترمب أمس الأحد على ضرورة أن يقدم طرفا الصراع تنازلات.

لكن ترمب ألقى بالعبء على عاتق زيلينسكي لإنهاء الحرب، ويشير هذا إلى أنه سيضغط على زيلينسكي بشدة خلال اجتماع اليوم، إلى جانب تعليقاته في شأن حلف شمال الأطلسي وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014. وقال ترمب، على منصته "تروث سوشيال، "إن زيلينسكي "يمكنه إنهاء الحرب مع روسيا على الفور تقريباً، إذا أراد ذلك، أو يمكنه الاستمرار في القتال".

مقترحات بوتين

ورفض زيلينسكي بالفعل الخطوط العريضة لمقترحات بوتين من اجتماع ألاسكا، بما في ذلك تخلي أوكرانيا عن بقية منطقة دونيتسك شرق البلاد التي تسيطر حالياً على ربعها، وتتحصن القوات الأوكرانية بقوة في منطقة دونيتسك التي تشكل مدنها وتلالها منطقة دفاعية مهمة في إحباط الهجمات الروسية.

وأي تنازل عن أراض أوكرانية يجب الموافقة عليه من خلال استفتاء.

ويسعى زيلينسكي أيضاً إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل إجراء محادثات سلام أعمق، وكان ترمب أيد ذلك في السابق، لكنه غير مساره بعد القمة مع بوتين، وأشار إلى دعمه للنهج الذي تفضله روسيا المتمثل في التفاوض على اتفاق شامل في ظل استمرار القتال.

الضمانات الأمنية

واستمدت أوكرانيا وحلفاؤها شجاعة من بعض التطورات، بما في ذلك استعداد ترمب الواضح لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد التسوية.

وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية اليوم الإثنين إن القادة الأوروبيين سيسعون إلى الحصول على مزيد من التفاصيل عن هذا الأمر، خلال محادثاتهم في واشنطن.

ويقول محللون إن الحرب أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من مليون شخص من الجانبين، من بينهم آلاف المدنيين معظمهم أوكرانيون وتعرضت مساحات واسعة من البلاد لدمار كبير.

وتتقدم روسيا ببطء في ساحة المعركة لتعزز تفوقها العسكري، ويقول بوتين إنه مستعد لمواصلة القتال لحين تحقيق أهداف الحرب.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن سبعة أشخاص في الأقل، بينهم طفلة وشقيقها البالغ من العمر 16 سنة، قتلوا في هجوم بطائرات مسيرة على مجمع سكني في مدينة خاركيف بشمال البلاد، وأضافوا أن ثلاثة آخرين لقوا حتفهم أيضاً في ضربات استهدفت مدينة زابوريجيا في الجنوب الشرقي.

وتقول روسيا إنها لا تستهدف المدنيين عمداً، ولم تشر وزارة الدفاع في تقريرها اليومي إلى أية غارة على خاركيف.

وقالت أولينا ياكوشيفا، وهي من سكان المنطقة، إن الضربة استهدفت مبنى سكنياً يقطنه عدد من العائلات، وأضافت "لا توجد مكاتب هنا أو أي شيء آخر، كنا نعيش بسلام في منازلنا".

وقال الجيش الأوكراني اليوم الإثنين إنه استهدف بطائرات مسيرة محطة ضخ نفط في منطقة تامبوف الروسية، مما أدى إلى توقف الإمدادات عبر خط أنابيب دروجبا.
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI