أبدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" مخاوفها بشأن الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مقر صحيفة 26 سبتمبر في صنعاء وأدى إلى سقوط صحفيين مواليين للحوثيين.
وقالت المنظمة في بيان، اليوم الاثنين، إنها وثّقت في تقرير جديد الهجمات التي استهدفت صحفيين ومؤسسات إعلامية في اليمن من مختلف الأطراف المتحاربة، مشيرة إلى أن الغارة الإسرائيلية التي طالت مركزًا إعلاميًا في العاصمة صنعاء في 10 سبتمبر/أيلول تمثل أحدث مثال على المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها الإعلاميون في البلاد.
وأوضحت المنظمة أن المبنى المستهدف كان يضم المقر الإعلامي للحوثيين ومكاتب صحيفتين محليتين، بينها صحيفة 26 سبتمبر التي كان موظفوها مجتمعين لتحضير العدد الأسبوعي عند وقوع الهجوم.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارة استهدفت "إدارة العلاقات العامة للحوثيين" رداً على الهجمات التي نفذتها الجماعة باتجاه إسرائيل. غير أن المنظمة الحقوقية شددت على أن المرافق الإعلامية تعد أعيانًا مدنية لا يجوز استهدافها إلا إذا كانت تسهم بشكل مباشر في العمليات العسكرية، مؤكدة أن مجرد تبني خط تحريري مؤيد لطرف أو معادٍ لآخر لا يجعلها هدفًا مشروعًا.
وأشارت "هيومن رايتس ووتش" إلى أن الحي المستهدف يقع بجوار المدينة القديمة في صنعاء، المصنفة موقع تراث عالمي لدى اليونسكو، وهو من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان. وأظهرت تسجيلات مصوّرة تحققت منها المنظمة مشاهد دمار واسع وعمليات إنقاذ لمدنيين بينهم أطفال.
وأكد التقرير أن استهداف الصحفيين والإعلاميين في اليمن يعكس خطورة البيئة الإعلامية التي يواجهونها سواء من السلطات المحلية أو من القوى الخارجية، مشيرًا إلى أن إسرائيل سبق أن تعرضت لانتقادات دولية بسبب استهداف متكرر للصحفيين في الأراضي الفلسطينية ولبنان.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل والسلطات اليمنية كافة لوقف استهداف الإعلاميين، وضمان حماية حرية التعبير وتدفق المعلومات، باعتبار ذلك التزامًا راسخًا بموجب القانون الدولي.