22 سبتمبر 2025
21 سبتمبر 2025
يمن فريدم-رويترز


اعترفت بريطانيا وكندا وأستراليا بدولة فلسطينية يوم الأحد في خطوة تستهدف التعبير عن الإحباط من تداعيات حرب غزة وتعزيز حل الدولتين، لكنها أثارت غضب إسرائيل.

وانضمت الدول الثلاث في قرارها إلى نحو 140 دولة أخرى تدعم أيضا تطلع الفلسطينيين إلى إقامة وطن مستقل عن الأراضي التي تحتلها إسرائيل. والدول الثلاث من حلفاء إسرائيل التقليديين.

ويحمل قرار بريطانيا ثقلا رمزيا بالنظر للدور الرئيسي الذي اضطلعت به لندن في قيام إسرائيل في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على منصة إكس “تعلن المملكة المتحدة يوم‭ ‬الأحد رسميا اعترافها بدولة فلسطينية من أجل إحياء أمل السلام للفلسطينيين والإسرائيليين وتحقيق حل الدولتين”.

وأضاف ستارمر “زادت حدة الأزمة الإنسانية التي هي من صنع الإنسان في غزة. فقصف الحكومة الإسرائيلية المستمر والمتزايد على غزة بلا هوادة والهجوم في الأسابيع القليلة الماضية والتجويع والدمار بات غير محتمل على الإطلاق”.

ومن المتوقع أن تحذو دول أخرى، منها فرنسا، حذو بريطانيا هذا الأسبوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بهذه الخطوة.

وقال في بيان "لديّ رسالة واضحة للقادة الذين يعترفون بدولة فلسطينية بعد مجزرة السابع من أكتوبر المروعة: أنتم تقدمون مكافأة كبرى للإرهاب"، في إشارة إلى هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على إسرائيل في 2023 والذي أشعل فتيل الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا.

وأضاف “لديّ رسالة أخرى لكم: هذا لن يحدث. لن تقام دولة فلسطينية غربي نهر الأردن”.

وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم أودى بحياة 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

وتقول سلطات الصحة في قطاع غزة إن الحملة الإسرائيلية التي تلت ذلك أدت إلى مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وإلى انتشار المجاعة وهدم معظم المباني وتشريد أغلب السكان مرات عدة في كثير من الحالات.

الفلسطينيون يرحبون بالاعتراف

وقال الفلسطيني شرف الطرده الذي يسكن مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة “واجب إنساني ووازع إنساني عند كل إنسان شريف وحر في هذا العالم أنه ينصف الشعب الفلسطيني في المحنة اللي هو بيمر فيها الآن، أنا بعتقد أنه يأتي دور بريطانيا في هذا المضمار”.

ورحبت حماس بهذه الخطوة، لكنها قالت إنها "يجب أن تترافق مع إجراءات عملية تقود إلى وقف فوري لحرب الإبادة الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والتصدي لمشاريع الضم والتهويد في الضفة والقدس".

ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتحرك للاعتراف بدولة فلسطينية، قائلا إنه "سيفتح المجال أمام تنفيذ حل الدولتين لتعيش دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل بأمن وسلام وحسن جوار".

وكتب ستارمر رسالة إلى عباس يؤكد فيها قرار بريطانيا، مشيرا إلى أن لندن دعمت إنشاء وطن لليهود في 1917 مع التعهد بحماية حقوق غير اليهود.

وذكر ستارمر في رسالته "أؤكد التزام بريطانيا بإقامة دولة فلسطينية للشعب الفلسطيني ودعمنا الدائم لحل الدولتين الذي يعيش بموجبه الفلسطينيون والإسرائيليون جنبا إلى جنب في سلام وأمن".

وتتعرض الحكومات الغربية لضغوط من كثيرين في أحزابها وشعوبها لغضبهم من التزايد المستمر في عدد القتلى في غزة وصور الأطفال الذين يتضورون جوعا.

وتباينت ردود فعل سكان لندن تجاه اعتراف بريطانيا المحتمل بدولة فلسطينية.

وقال مايكل أنجوس، وهو مدير مؤسسة خيرية عمره 56 عاما، "هناك حاجة لفعل الكثير ويجب أن يحل السلام في تلك المنطقة. هذه هي الخطوة الأولى نحو الاعتراف الفعلي بحق هؤلاء الناس في أن يكون لهم وطن".

وقال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني لدى إعلان قرار بلاده إن القرار يعزز جهود الساعين للتعايش السلمي وإنهاء حكم حركة حماس.

وأضاف "الاعتراف بدولة فلسطين، بقيادة السلطة الفلسطينية، يعزز جهود الساعين للتعايش السلمي وإنهاء حكم حركة حماس. هذا لا يمنح الإرهاب أي شرعية ولا يُعد مكافأة له".

ولم تعلق الولايات المتحدة، أوثق حلفاء إسرائيل، حتى الآن على قرار ثلاثة من حلفائها الاعتراف بدولة فلسطينية لكن الرئيس دونالد ترامب أوضح في السابق أنه يعارض مثل هذه الخطوة.

وعقب الاعتراف بدولة فلسطينية يوم الأحد في ثلاث عواصم في الوقت نفسه، قال وزير الأمن الوطني الإسرائيلي إيتمار بن جفير إنه سيقترح في اجتماع مجلس الوزراء المقبل بسط السيادة على الضفة الغربية، مما سيكون ضما فعليا للأراضي التي استولت عليها إسرائيل في حرب 1967.

وأضاف أنه يجب تفكيك السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب والتي تمارس حكما ذاتيا محدودا في الضفة الغربية.

بريطانيا اضطلعت بدور تاريخي مهم

سيطرت القوات البريطانية على القدس من الإمبراطورية العثمانية عام 1917، وفي عام 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا تفويضا دوليا لإدارة فلسطين خلال اتفاقات فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي أعادت رسم خريطة الشرق الأوسط.

وقالت البريطانية ماندي داماري، والدة الرهينة البريطانية الإسرائيلية المفرج عنها إميلي داماري، لرويترز اليوم إن ستارمر واقع تحت “وهم (حل) الدولتين” نظرا لأن حماس ما زالت تحكم قطاع غزة.

وأضافت "إنه يكافئ حماس على هجوم السابع من أكتوبر الوحشي على إسرائيل في حين أن الرهائن لم يعودوا، ولم تنته الحرب، ولا تزال حماس تحكم غزة".

وشاهد حسام زملط، رئيس البعثة الفلسطينية في بريطانيا، على شاشة هاتفه المحمول إعلان ستارمر اعتراف بريطانيا بدولة فلسطينية.

وفي مقر البعثة في لندن، علت الابتسامات وجوه الحاضرين الذين تعانقوا.

وقال زملط لرويترز "ندرك أن الاعتراف لن يعيد إلينا الأرواح التي فقدناها… (لكن في ظل) غياب هذا الاعتراف… تُركت الأمور تتفاقم حتى وصلت إلى حد ارتكاب إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم".

وأضاف "اليوم هو اللحظة التي يقف فيها رئيس وزراء بريطانيا وحكومتها نيابة عن شعبهما قائلين: ‘يجب أن نصحح التاريخ، يجب أن نصحح الأخطاء".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI