29 أكتوبر 2025
28 أكتوبر 2025
يمن فريدم-محمد ناصر
رويترز


ذكرت مصادر يمنية أن الضربات التي وجهتها تل أبيب للحوثيين دفعت زعيم الجماعة إلى تبني مشروع لإعادة هيكلة داخلية، والسعي لإزاحة الأطراف المتصارعة على الأموال والنفوذ، وإبعاد مراكز القوى من غير السلالة الحوثية.

وحسب المصادر، فإن تعيين يوسف المداني رئيساً لهيئة أركان الجماعة خلفاً لسلفه محمد الغماري، شكّل إعلاناً بعودة نفوذ الرجل إلى العاصمة المختطفة صنعاء للمرة الأولى منذ الانقلاب على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر؟ أيلول 2014، وعدت المصادر هذه الخطوة إيذاناً بتخلي عبد الملك الحوثي عن شعار "الدولة" والعودة إلى بنية الجماعة العقائدية المغلقة.

ووفق رواية هذه المصادر، فإن الحوثيين لم يكونوا قد استكملوا إعادة ترميم معسكراتهم السرية التي ضربتها الولايات المتحدة، والتي لم يكن يعلم بها سوى قيادة الحوثيين والجيش الأمريكي، حين داهمتهم الضربات الإسرائيلية "الصاعقة" التي دمرت معسكراتهم الخاصة وقتلت رئيس جيشهم الحقيقي الغماري، كما تمت محاصرة مواردهم عبر ضرب الموانئ التي يديرونها وإيقافها عن العمل؛ ما كشف عن بنيتهم الداخلية وحجم الصراعات بينهم.

الضربات الإسرائيلية - حسب تأكيد المصادر - فجّرت صراعات بين أجهزة الحوثيين المخابراتية والسياسية، حيث بدأ كل جهاز يعتقل الموالين للجهاز الآخر، في حين بدأ رئيس الأركان الجديد يوسف المداني عهده بتهديد القيادي الحوثي البارز عبد الله الرزامي، وكل من وصفهم بـ"الطامعين في مناصب إخوانهم".

في المقابل، أطلق زعيم الحوثيين يد علي حسين الحوثي، نجل شقيقه الذي يتولى إدارة جهاز استخبارات الشرطة، في ظل تفاقم الخلافات بين وزير الداخلية عبد الكريم الحوثي (عم زعيم الجماعة) ورئيس جهاز الأمن والمخابرات عبد الحكيم الخيواني، إضافة إلى الصراع بين مهدي المشاط رئيس مجلس الحكم الانقلابي في مناطق سيطرتهم، ومحمد علي الحوثي، عضو المجلس، وأحمد حامد، مدير مكتب رئيس المجلس الذي يُوصف بأنه الحاكم الفعلي في صنعاء.

حالة فزع كبرى

وذكرت المصادر اليمنية أن هذه الصراعات بين الحوثيين أسهمت في الاختراقات التي حدثت وأدت إلى مقتل أحمد الرهوي، رئيس حكومتهم غير المعترف بها، وتسعة من أعضائها.

ووفق ما تراه مصادر في الحكومة اليمنية الشرعية، فإن الحوثيين يعيشون حالة فزع كبرى، بينما يعتقد يوسف المداني أن الحل قد يأتي عبر وساطة عُمانية تضمن التزام الجماعة بعدم استهداف الولايات المتحدة أو إسرائيل، مقابل شن حرب محدودة باتجاه مناطق الحكومة الشرعية لتجنب تفاقم الصراع الداخلي، ومنح قيادات الجماعة فرصة لإعادة ترتيب صفوفها.

مع ذلك، جزمت المصادر بأن قيادة الحوثيين غير واثقة من قدرتها على خوض حرب جديدة؛ لذا فهي تناقش خيار تفجير صراعات داخل مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، تنفذها جماعات مسلحة يجري تجميعها تحت لافتات مناطقية متضاربة.

وطبقاً لهذا التصور، يرى الحوثيون أن إشعال مثل هذه الصراعات في مناطق الحكومة يمكن أن يتيح لهم الاستمرار في حملة الاعتقالات الداخلية، وإزاحة القيادات التي لا يرغبون في بقائها أو التي لا تنتمي إلى سلالتهم، مع التخلي أكثر عن فكرة "الدولة" التي أثبتت التجربة فشلهم في إقامتها.

وأكدت المصادر أن الحوثيين عجزوا حتى الآن عن تسمية حكومة جديدة رغم مرور قرابة شهرين على الغارات الإسرائيلية التي قتلت رئيس "حكومتهم" وتسعة من وزرائه.

تصعيد ميداني

يأتي ذلك في حين أعلنت السلطات المحلية الحكومية في محافظة الحديدة أن الحوثيين دفعوا خلال الأيام الماضية بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مناطق التماس في مديريتي زبيد والتحيتا، وإلى خطوط المواجهة مع القوات الشرعية في منطقتي الفازة والجبيلة شمال الخوخة، وقالت إن هذه العناصر أُجبرت على الالتحاق بمعسكرات تدريبية خلال الفترة الماضية.

ووفق المصادر الحكومية، فإن تلك المجاميع وصلت إلى منطقة الفازة بقيادة عبد الله العزي المكنّى بـ"أبو القاسم"، الذي سبق أن عيّنه الحوثيون قائداً لمحور الساحل الغربي.

وأشارت المصادر إلى أن هذه التحركات تأتي متزامنة مع توجه الجماعة الحوثية للتصعيد في جبهات عدة، حيث تشير التقارير إلى تحركات عسكرية قرب خطوط التماس في محافظات تعز والجوف وصعدة.

(الشرق الأوسط)

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI