قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف، الاثنين، إن بلاده "تستعد لجولة مشاورات جديدة مع الولايات المتحدة بشأن العلاقات الثنائية".

وأضاف ريابكوف في مقابلة مع وكالة "ريا نوفوتسي"، أنه "لا توجد مواعيد نهائية محددة بعد"، وذلك رغم تأكيده على أنه "لا جدوى من الحديث مع أوكرانيا والغرب" بعد قرار واشنطن تزويد كييف بدبابات، وقوله إن "العلاقات مع الولايات المتحدة وصلت طريقاً مسدوداً".

وأشار إلى أن المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن تبادل الأسرى "لا تحتاج إلى العلنية"، مشدداً على أن البلدين سيواصلان المحادثات في هذا الشأن.

وذكر ريابكوف، أن الولايات المتحدة هي "المستفيد الرئيسي" من الصراع الدائر في أوكرانيا، قائلاً إن "واشنطن تستفيد إلى حد كبير، لا سيما من إمدادات الأسلحة التي تزود بها الدول الأوروبية كييف".

حقل تجارب

وأضاف نائب وزير الخارجية الروسي أن الولايات المتحدة تعتبر أوكرانيا "حقل تجارب" لصناعتها العسكرية، مشيراً إلى أن واشنطن تتطلع إلى "فرض عقود جديدة على الأوروبيين بمليارات الدولارات لشراء منتجات عسكرية أميركية" لإرسالها إلى أوكرانيا.

واتهم ريابكوف الولايات المتحدة بمواصلة "تحريض" أوكرانيا ضد روسيا، مشدداً على أن موسكو ستدافع عن مصالحها الأمنية "المشروعة"، وتابع: "روسيا لا تحتاج إلى أي شيء من الغرب، لكن الناتو (حلف شمال الأطلسي) ينشر قصص الرعب المعادية للروس في الدول المجاورة.

وبلغ التوتر بين موسكو وواشنطن مستويات غير مسبوقة على مدى العام الماضي، وأعلنت الولايات المتحدة هذا الأسبوع أنها سترسل إلى أوكرانيا 31 دبابة متطورة من طراز "إم1 أبرامز" بقيمة 400 مليون دولار في غضون أشهر.

اتفاقية "نيو ستارت

وأكد الدبلوماسي الروسي التزام موسكو باتفاقية "نيو ستارت"، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن "روسيا تدرس خيار عدم وجود اتفاقية أمنية مع الولايات المتحدة"، مضيفاً: "لا نستبعد عدم وجود معاهدة للحد من الأسلحة مع واشنطن بعد عام 2026".

ومعاهدة "نيو ستارت" اتفاقية ثنائية تربط بين البلدين باعتبارهما القوتين النوويتين الرئيسيتين في العالم، لوضع حد ترسانات نووية بـ 1550 رأساً نووياً لكل منهما كحد أقصى، وهو ما يمثل خفضاً بنسبة 30% تقريباً مقارنة بالسقف السابق المحدد في عام 2002. ومددها البلدان، في فبراير 2021، لمدة 5 سنوات.

محطة زابوروجيا

وذكر نائب وزير الخارجية الروسي أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يمكنها التدخل في كيفية تنظيم حماية محطة زابوروجيا للطاقة النووية من قبل الحرس الوطني الروسي".

وقال إن "المفاوضات بشأن إنشاء منطقة حماية حول محطة زابوروجيا لا تسير على ما يرام، ويبدو أن كييف ببساطة تماطل بالوقت في هذا الشأن".

وتكرر تعرّض المحطة، وهي كبرى محطات الطاقة النووية في أوروبا للقصف، مما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية. ويتبادل الطرفان الاتهامات في القصف. وتحاول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إقامة منطقة آمنة حولها.

إنهاء الصراع

وقال الكرملين، الجمعة، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يملك مفتاح إنهاء الصراع في أوكرانيا عن طريق توجيه كييف، لكن واشنطن لا ترغب حتى الآن في استخدامه.

وأعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في إفادة يومية إن "مفتاح نظام كييف بيد واشنطن إلى حد كبير". وأضاف: "نرى الآن أن القائد الحالي للبيت الأبيض لا يريد استخدام هذا المفتاح. فهو على العكس من ذلك يختار مسار ضخ المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا".

وتتهم موسكو واشنطن بإعطاء أوامر لأوكرانيا وإطالة أمد الصراع من خلال تزويد كييف بالأسلحة. وتقول الولايات المتحدة إن روسيا شنت حرباً وحشية باختيارها ويمكن أن تنهيها بسحب قواتها.