21 نوفمبر 2024
19 مارس 2023

 

الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تعانيها أمريكا وإفلاس عدد من المصارف ما خلق اهتزاز كبير في سوق المال وقلق كبير لدى المواطن والمستثمر وما يرافقها من متغيرات في أسعار السلع وهي ذات الأزمة في أوروبا التي تشتعل فيها المظاهرات خلال أكثر من عام.

 

هنا يكون الحل لكل هذا بإشعال حرب كبيرة اقليمية حتى تعمل المصانع العسكرية وغيرها من مصانع السلع المعمرة والغذاء والدواء مثلما حدث أيام الحرب العالمية الثانية التي جعلت المصانع الأمريكية تشتغل بهمة عالية بل وتتوسع في بناء مصانع جديدة وخلق فرص عمل كبيرة.

 

ثم عندما انتهت الحرب تحولت أمريكا إلى مشروع مارشال لإعادة الإعمار في أوروبا، وهنا تضاعف الإنتاج في المصانع الأمريكية وظهرت آلاف الشركات في مختلف المجالات وسيطرة على الاقتصاد الأوروبي تحت بند الاستثمار وإعادة البناء والشراكة مما جعل الاقتصاد الأوروبي مرتبطا بل ومندمجا مع الاقتصاد الأمريكي وعملته الرئيسية "الدولار" وهذا الأخير أصبح عملة رئيسية في العالم كله سواء عندما تم ربطه بالذهب أو عند فك ارتباطه مع الذهب أيام الرئيس جونسون.

 

وللعلم مع بدايات الثورة الصناعية توسعت أوروبا في المد الاستعماري خارج حدودها في القارة الأفريقية وأمريكا اللاتينية ثم المنطقة العربية بهدف الحصول على مواد أولية وأسواق جديدة تستوعب المنتجات الكثيرة من المصانع الحديثة والحصول على قوى عاملة رخصة أو بالسخرة كما في حال العبيد، هكذا إذا تدير الرأسمالية العالم وفق مصالحها أولا وأخيرا حتى ضد الشعوب الأخرى بل واشعال حروب فيها وتدميرها.

 

اليوم هناك حرب كبيرة في الافق اما ستكون في إيران بالتعاون مع دول متعددة وما ستحدثه من اهتزاز كبير وعميق في منطقة الشرق الأوسط بل وحتى داخل أوروبا، وأما تكون في الصين وفق الضغوط الأمريكية التي قد تجبر الصين بأول خطوة نحو ضم تايوان بالقوة وهنا ستظهر أمريكا وبريطانيا وأستراليا ومعهم عدد من دول شمال أوروبا ودول آسيوية علاقاتها ليست جيدة مع الصين مثل اليابان والهند.

 

أمريكا تشعل الحروب والأزمات لتكسب أموال ضخمة وتتحرك عسكريا بدون غطاء من الأمم المتحدة، وهم في ذلك يطبقون القاعدة الأساسية المعروفة منذ بدايات التشكل الرأسمالي " عندما تسيل الدماء في الشوارع تزداد الأرباح " ومعها الصناعة العسكرية، للعلم هذه القاعدة كثير من النظم خارج أوروبا تطبقها بإشعال حروب صغيرة داخل مجتمعها أو على حدودها مع جيرانها لتهرب من المساءلة عن غياب التنمية أو فشلها وسوء الإدارة نحو رفع شعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة

 

في هذا السياق يمكن القول إنه مع كل أشكال الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا تحرص أوروبا خصوصا ألمانيا وفرنسا ألا تتجاوز خطوط فاصلة تؤدي إلى حرب أكبر وأشمل، فأوروبا ستدفع ثمنا باهظا يتجاوز ما دفعته في الحرب العالمية الثانية نظرا لنوعية الأسلحة المدمرة التي تمتلكها أكثر من دولة، ولم تكن قد ظهرت في أربعينات القرن الماضي إلا في أواخر الحرب العالمية وتم تجربتها على اليابان.

 

"من حساب الكاتب في فيس بوك"

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI