9 مارس 2025
27 فبراير 2025


"رمضان مبارك، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال. نسأل الله أن يكون هذا الشهر الكريم فرصةً لحل الأزمات المتفاقمة في اليمن".

إذ أن اليمن يعيش أزمةً مركبة تتشابك فيها الصراعات الداخلية مع التدخلات الخارجية، مما يضعه في حالة عدم استقرار مزمنة.

ورغم المحاولات السياسية والعسكرية لحل الأزمة، يظل الحل الجذري غائبًا. في هذا السياق، يبرز خيار انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي كاستراتيجية قادرة على إنهاء الفوضى ووضع البلاد على مسار الاستقرار والتنمية.

اليمن بين التآكل الداخلي والتدخلات الخارجية

في خضم الأزمة اليمنية المستمرة، دقَّ الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، عبد الله نعمان، ناقوس الخطر بشأن مستقبل اليمن، محذرًا من تفكك الشرعية وتزايد التدخلات الخارجية.

ففي منتدى اليمن الدولي، وخلال مقابلة مع قناة "اليمن اليوم"، شدد نعمان على أهمية ترتيب البيت الداخلي، محذرًا من الانقسامات داخل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، والتي تؤدي إلى شلل سياسي يعيق استعادة الدولة ويمنح الحوثيين مزيدًا من الفرص لتعزيز سيطرتهم.

مخاطر التآكل الداخلي

نعمان حذر من سيناريو كارثي يتمثل في أن تتحول الشرعية إلى مجرد "شرعية مؤقتة"، يتم استبدالها باستمرار، مما يُضعف الموقف الوطني ويفتح الباب لمزيد من التدخلات الخارجية.

واقترح عدة إجراءات حاسمة:

- إخضاع كافة التشكيلات العسكرية لوزارة الدفاع، لضمان التنظيم والتدريب والتسليح الموحد.

- إدماج التشكيلات الأمنية ضمن وزارة الداخلية، بحيث تعمل جميع القوى الأمنية تحت غرفة عمليات مشتركة.

أما رنا غانم، الأمين المساعد للتنظيم الناصري، فقد لخّصت المشهد بعبارة دقيقة:

"القوى السياسية تحاول دفع العربة العالقة في الوحل، لكنها تحتاج إلى إرادة وقوة دفع حقيقية لعبور الأزمة".

رسائل تحذيرية: هل وصلت إلى المعنيين؟

أكد نعمان أن استقرار اليمن ليس قضية يمنية بحتة، بل هو ركيزة أساسية للأمن الإقليمي. فمع تصاعد القدرات العسكرية للحوثيين واتساع دائرة تهديداتهم، يصبح استقرار اليمن ضرورة حتمية لحماية أمن دول الجوار.

لكن السؤال الأهم: هل استُوعبت هذه الرسائل دون تحريف؟

اليمن في مجلس التعاون الخليجي: حلٌ أم تأجيل للأزمة؟


وسط هذا المشهد، برزت دعوة الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، إلى إدماج اليمن في المنظومة الخليجية.

ففي كلمته أمام المؤتمر الدولي للمركز السعودي للتحكيم التجاري، شدد على أهمية إنشاء اتحاد خليجي يضم اليمن، معتبرًا أن اليمن يمثل بعدًا استراتيجيًا وتاريخيًا لدول الخليج.

لكن، في رأيي، يجب أن يتم استيعاب اليمن الآن، وليس لاحقًا، خاصةً وأن دول الخليج، بقيادة السعودية، قد تدخلت لدعم الشرعية اليمنية وتعهدت بإعادتها إلى صنعاء واستعادة الدولة ومؤسساتها.

ماذا سيحدث لو أصبح اليمن عضوًا في مجلس التعاون الخليجي؟

1-انتهاء التنافس الإقليمي

لن يكون اليمن ساحةً للصراعات بين القوى الدولية والإقليمية، بل سيصبح جزءًا من تحالف خليجي قوي ومتماسك.

2-الحدّ من التدخلات الخارجية

سيمثل انضمام اليمن ضربةً كبرى لنفوذ إيران، مما سيدفع الحوثيين إلى إعادة حساباتهم والتفاوض بجدية على مبادرات السلام.

3-تحول الحوثيين إلى كيان سياسي مدني

مع وجود اليمن في المنظومة الخليجية، سيكون الحوثيون مجبرين على الانخراط في العملية السياسية بدلاً من البقاء كميليشيا مسلحة.

4- استقرار اليمن وتعزيز التنمية

دخول اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي سيفتح الباب أمام استثمارات ضخمة ومشاريع تنموية كبرى، مما سيُحدث تحولًا اقتصاديًا جذريًا في البلاد.

استكمال عضوية اليمن في مجلس التعاون: مفتاح الحلّ

لقد آن الأوان لاتخاذ قرار استراتيجي جريء بضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، فذلك ليس مجرد خيار سياسي، بل ضرورة أمنية واقتصادية لضمان استقرار المنطقة بأكملها.

فهل من مستجيب؟

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI