الحرب دمرت اليمن ومكتسباته التي بناها خلال العقود الماضية ومزقت النسيج الاجتماعي وحولت البلد لساحة احتراب لقوى اقليمية ودولية بدماء اليمنيين.
اشتعلت هذه الحرب بسبب انقلاب الحوثيين على خارطة الطريق التي أنتجت الحوار الوطني الذي شارك الحوثيون فيه وبنسبة تزيد على حصص أحزاب معروفة.
استغلت قوى إقليمية قلة خبرة الحوثيين السياسية واندفاعهم فمهدت لهم الطريق إلى صنعاء لينقلبوا على الجميع، حتى القوى الاقليمية التي مولتهم في تلك الفترة.
والآن تلوح في الأفق فرصة ذهبية لإيقاف الحرب برمتها والذهاب نحو سلام مستدام يفضي لخارطة طريق سياسية يستعيد من خلالها الشعب اليمني المبادرة ويستكمل مشواره نحو بناء دولة النظام والقانون والمواطنة المتساوية.
ولكن نفس الأطراف التي أججت الحرب تريد أن تصيغ خطة سلام وهمي وتضع الجمر تحت الرماد لتوجسها خيفةً من نشوء مراكز قوى تخرج على السيطرة.
السلام في اليمن.. البداية الحقيقية
وضعت إيران المنطقة على كف عفريت بعد أن استطاعت انشاء مليشيات في العراق ولبنان وسوريا واليمن، مليشيا تتصادم مع فكرة الدولة وتبقي البلد في حالة استقطاب مذهبي مقيت، فينشغل الناس بتفاهات الخلافات وعلى حساب التنمية والتعليم والخدمات.
انظروا لحال العراق ولبنان مثلا، إذ لا يمكن تحقيق سلام حقيقي بدون تفكيك الفكرة المليشياتية التي اخترعتها طهران.
الحوثيون في اليمن يظنون بأن امتلاكهم السلاح جعلهم الأحق بالسلطة وفرض ذلك بالقوة على شعب أكثريته لا تتفق معهم لا سياسيا ولا عقائديا.
وهذا يكفي لبقاء الحرب الف عام
هناك حاجة ماسة في اليمن لنشوء ثقافة تعايش بين الجميع ودولة تحمي الجميع لأن البديل دوامة صراع لا تنتهي ودماء تجر دماء إلى مالا نهاية.
من يمتلك القوة اليوم يفقدها غدا، ومن كان ضحية اليوم يصبح لاحقا جلاداً.
هل تريدون أن نبقى في هكذا دوامة والعالم يشاهدنا باشمئزاز.
وجمعيات العالم تتصدق علينا بالغذاء والدواء والكساء.
هناك حلقة داخلية مفقودة في اليمن.. حيث لا توجد أي مبادرة محلية يحترمها الجميع وتذهب بالبلد نحو مصالحة حقيقية وطي لملف الحرب وعدالة انتقالية.
للأسف الجميع يصغون فقط للمكالمات الخارجية ولم يحن الوقت لالتقاط اي مكالمة محلية معتبرة.
"من صفحة الكاتب في فيس بوك"