9 يونيو 2025
1 مايو 2023
يمن فريدم-خاص-محي الدين الشوتري
الأناضول

 

يقضي علي المعمري (45 عاما) 12 ساعة يوميا مباشرا في أحد المطاعم بمديرية الوازعية غرب تعز كمصدر عيش وحيد يقتات منه، بعد أن غادر قرية (المعامرة)  بحثا عن عمل بعد توقف مساعدة مالية دورية كانت تقدمها منظمة داعمة لسكان المنطقة.

 

يتحدث المعمري لـ "يمن فريدم ":" مقدار ما أجده طوال كدي من السادسة صباحا وحتى الثانية عشر ليلا في المطعم هذا خمسة آلاف ريال وهي لا تكفي لمصروف يوم، ولم أستطع خلال عمل شهر من توفير قيمة ثمن نصف كيس دقيق لأسرتي وأنا أعمل طيلة هذه الساعات".

 

الهم واحد

 

ليس موظفي القطاع العام هم الذين يواجهون المعاناة فزهاء مليون ومائتي ألف موظف غالبيتهم في مناطق سيطرة الحوثيين يعيشون منذ خمس سنوات دون مرتبات، في حين يتقاضى ثلث هؤلاء الفئة الواقعة تحت سيطرة الحكومة، المعترف بها دوليا، بمرتبات بمتوسط لا يتجاوز 50 دولارا في ظل موجة غير مسبوقة من الغلاء وارتفاع الأسعار.

 

قبل سنوات معدودة فقد المعلم (علي بورزان) احدى عينيه جراء وقوع قطرات من مادة (الاسيد) عليه محاولا توفير بعض المال من أجل تغطية نفقات أسرته، فمرتبه الذي كان يعدل قبل اندلاع الحرب ما يزيد عن300 دولار بات سبعون دولارا، وهو ما دفعه للتوجه لعدد من الأعمال الشاقة لتسيير متطلبات الحياة الصعبة.

 

على الرغم من إجراء عملية في عينه وفقدان إحداها ووجود مشكلة في القلب لم يبارح (علي) بعد العمل، فلهيب الأسعار وتراجع قيمة مرتبه بسبب انهيار العملة دفعه لتجميع مادة (النيس) في عمل شاق يستغرق عدة أيام من أجل الحصول على بعض المال لتوفير المتطلبات اليومية لمنزله.

 

حقوق ضائعة

 

لا يوجد تقديرات رسمية عن عدد العمالة في اليمن عقب اندلاع الحرب، فالجهاز المركزي للإحصاء كان قدّر عدد العمالة غير المنظمة قبل اندلاع الحرب بأربعة مليون ومائتي ألف من إجمالي عدد السكان البالغ عددهم30 مليون نسمة، منهم75% يعملون في القطاع غير الحكومي مع وجود88% في القطاع غير المنتظم يعملون دون عقود عمل مع وجود4% في هذا القطاع لديهم عقود مع أصحاب العمل.

 

وكان مسح شامل أصدرته اليمن أجرته (منظمة العمل الدولية) والجهاز المركزي للإحصاء في اليمن استهدف القوى العاملة بيّن أن نسبة العاملات من أصل جميع اليمنيات في سن العمل تبلغ 4.5 % فقط في حين بلغ معدل بطالة المرأة 26%ذ يفوق ضعفي معدل بطالة الرجل12%، وبحسب ذلك المسح تكسب المرأة وسطيا 40400 ريال يمني شهريا مقارنة مع53300 ريال للرجل وشمل المسح الذي تم اجراؤه قبل اندلاع الحرب 13376 أسرة.

 

أرقام تعكس الواقع 

وبحسب المسح بلغ معدل البطالة 5.13 % في حين معدل بطالة المرأة بلغ 26.1 % ومعدل بطالة الرجل 13.2 % ومعدل بطالة الشباب 24.5 % في حين جاءت نتيجة المسح لمعدل مشاركة القوى العاملة 36.3 % ومعدل مشاركة المرأة 6.0

% ومعدل مشاركة الرجل 65.4 %، في حين معدل مشاركة الشباب بلغت 25. 8 %.

 

طفولة مثقلة

 

شهدت سنوات الحرب الاخيرة تنامي غير مسبوق لعمالة الأطفال جراء الحرب وما نتج عنها من تردي الحالة المعيشية لكثير من الأسر وموجة النزوح وفقدان مئات الالاف من السكان في القطاعين الحكومي والخاص لمصادر دخلهم ، وتبين تقديرات قبل الحرب عدد الأطفال العاملين في اليمن يفوق ال400 ألف طفل  ينتمون للفئة من10-14 عاما  نسبة الذكور منهم 55% فيما نسبة الاناث 44% في وقت تقول منظمة العمل الدولية أن مليون و400 ألف طفل يعملون في اليمن محرومون من أبسط حقوقهم  وهو ما يستدعي تحركا دوليا للمساعدة على الحد من هذه الظاهرة في وقت تقدر المنظمة الدولية أن34% من الاطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5و17 عاما يعملون في اليمن وأن العدد في ارتفاع متواصل.

 

يقول رئيس منظمة سياج للطفولة، أحمد القرشي، إن عمالة الأطفال جزء من ثقافة الشعب اليمني كغالبية الشعوب الفقيرة، ولكنها تزايدت في اليمن بنسب غير مسبوقة في ظل الحرب من اتساعها في 2014 وحتى اليوم.

 

وأضاف القرشي: " لا توجد احصاءات لهذه الظواهر والمشكلات لأنه يستحيل احصاءها حتى في الظروف الطبيعية ويستدرك هناك تقديرات خاضعة لمعايير ومنهجيات يعرفها الخبراء والمختصون، موضحا أنه في منظمة سياج بأن المشكلة تضاعفت لما بين ثلاثة إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب".

 

أضطر الطفل وهيب القعطبي (13 عاما) إلى ترك مقاعد الدراسة بعد مقتل والده في صفوف القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا، وحرمانه من راتبه ليلتحق في العمل لدى صاحب محل لبيع الخضروات والفواكه مقابل الحصول على بعض المال لمساعدة أسرته.

 

سياسات حكومية غائبة

 

ومع هذا الوضع المتردي يبقى عمال اليمن في تحدي كبير لمواجهة الظروف المعيشية والاقتصادي في ظل انعدام الفرص وعدم تحسن الأوضاع في البلاد، وغياب السياسات الحكومية المعنية بتوفير فرص العمل للشريح الأكبر في المجتمع اليمني، وهم العمال.

 

وبالتزامن مع يوم العمال العالمي الذي يصادف الـ 1 مايو من كل عام لا يزال عمال اليمن يبحثون عن فرص عمل مستقرة محمية بتوجهات حكومية تضمن لهم الاستقرار المعيشي والحقوق الكاملة في ظل هذه الظروف المتردية التي اثقلت كاهلهم منذ قرابة ثمان سنوات هي الأسوأ في تاريخ البلاد.

 

ويأمل العمال في اليمن أنفراجة للوضع القائم الذي فاقم من التحديات التي تواجهمم خلال رحلة البحث عن فرصة عمل لسد رمق أسرهم، ولتحقيق استقرار اجتماعي على المدى البعيد.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI