9 يونيو 2025
6 مايو 2023
يمن فريدم-الحرة-ترجمات
قطار ناقلات نفط في الهند. 30 مارس 2023-AFP

 

تستعين شركات النفط الروسية بـ"أسطول أشباح" من سفن النقل، نما بشكل غامض بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وبعد فرض عقوبات على موسكو ونفطها. وتشير فايننشال تايمز في تقرير إلى غاتيك شيب مانجمنت التي تحولت من شركة شحن هندية غير معروفة إلى واحدة من أكبر مالكي السفن في العالم.

 

وأورد تقرير فايننشال تايمز، الخميس، أن غاتيك شيب مانجمنت كانت تمتلك ناقلتين فقط خلال العام 2021، وبحلول أبريل بات لديها أسطولا مكونا من 58 سفينة بقيمة إجمالية تقدر بـ1.6 مليار دولار.

 

ورغم ضخامة الاستثمار، فإن أصول وملكية الشركة لا تزال غامضة وسجلاتها شحيحة.

 

وسُجّلت المجموعة على أنها شركة تصدير في الهند بـ 31 مارس من 2023، حسب الصحيفة.

 

علاقة مع روسنفت

 

أحد الأدلة المهمة بالنسبة لفايننشال تايمز هو أن غايتيك شيب مانجمنت عنوانها مثل عنوان شركة بوينا فيستا شيبينغ المسجلة في مومباي، في نيبتون ماغنيت مول، وبوينا شركة أخرى غير معروفة أبلغت عن أصول منذ سنتين تزيد قليلا عن 100 ألف دولار فقط.

 

وما يثير الريبة وفق التقرير، هو المالك الحقيقي لبوينا فيستا شيبينغ، والذي موّل سريعا شركة غاتيك شيب مانجمنت بالهند.

 

إلا أن محللين وتجارا يشيرون إلى صلة بين غاتيك وأكبر عميل لها، وهو عملاق النفط الروسي روسنفت.

 

وتضيف فايننشال تايمز أن بيانات تتبع الناقلات تظهر أن أسطول غاتيك الذي يُستخدم إلى حد كبير في نقل النفط من روسيا إلى الموانئ في الهند بشكل أساسي.

 

ويُظهر تحليل فايننشال تايمز لبيانات من Kpler، وهي شركة تحليلات، أن المجموعة الهندية شحنت ما لا يقل عن 83 مليون برميل من الخام والمنتجات النفطية الروسية. وأكثر من نصف هذه الشحنات تعود لشركة روسنف. ويُعتقد أن الأرقام الإجمالية أكبر من ذلك.

 

حتمية دخول روسيا إلى مجال الشحن

 

تنقل فايننشال تايمز عن محللين أنه "كان من المحتم بعد عقوبات الغرب أن تدخل شركات النفط الروسية في مجال الشحن".

 

واعتقد هؤلاء أن غاتيك هي "المثال على حدوث ذلك. فهي شركة في بلد يعتبر صديقا لروسيا، وانبثقت من العدم، واشترت عددا هائلا من الناقلات خلال أقل من عام، وتخدم التدفقات الروسية بشكل حصري تقريبا".

 

وتضررت روسنفت، شركة النفط التي يسيطر عليها الكرملين وأكبر منتج للنفط في روسيا، من العقوبات الغربية على تدفقات النفط من روسيا.

 

تخلت شركتي ترافيجورا وفيتول، أكبر عملاء روسنفت، عن اتفاقياتهما معها العام الماضي، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي سلسلة من القيود على الخام الروسي، كان آخرها تحديد سقف لأسعار النفط.

 

إلا أن نيودلهي اختارت زيادة وارداتها من النفط الروسي، بدلا من فرض عقوبات أو مراعاة سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع.

 

وضمن هذا السياق ظهر أسطول غاتيك التي استحوذت على 56 سفينة على الأقل منذ مارس 2022، بما في ذلك 13 سفينة خلال ديسمبر وحده عندما بدأ حظر الاتحاد الأوروبي على النفط الروسي، حسب فايننشال تايمز.

 

وحسب التقرير فإنه من بين ما يقرب من 14 ألف ناقلة، فإن غالبية شركات الشحن، البالغ عددها 1361، تمتلك أقل من 10 ناقلات للنفط، في حين تمتلك 20 شركة فقط، بما في ذلك غاتيك، 50 سفينة أو أكثر.

 

وتضيف فايننشال تايمز أن في أواخر مارس، كان ما لا يقل عن 35 ناقلة من سفن غاتيك لديها تأمين غربي، بشرط الالتزام بسقف مجموعة السبع على مبيعات النفط الروسي الذي تم فرضه اعتبارا من ديسمبر الماضي. وبحلول أوائل أبريل، لم يعد لدى أي من سفن غاتيك تأمين من أي من المزودين المشتركين الكبار المعترف بهم.

 

استفادة الهند

 

لم تنتقد نيودلهي روسيا علنا بعد الغزو التي شنته موسكو على أوكرانيا، واستفادت في المقابل من ملايين البراميل من النفط الروسي، التي تباع غالبا بخصم أكبر من المشترين الآخرين، حسب الصحيفة.

 

خلال الربع الأول من عام 2023، بلغت تكلفة النفط الذي اشترته الهند 48.03 دولارا للبرميل قبل الشحن، أقل بـ 10 دولارات من المتوسط الذي تدفعه الدول الأخرى.

 

وقال مسؤولون هنود شاركوا في شراء النفط لمصافيهم لفاينانشيال تايمز إنهم تعاملوا مباشرة مع روسنفت، وليس عبر وسطاء.

 

وذكرت فايننشال تايمز أن روسنفت حاولت بناء ناقلات نفط خلال العام 2014 لكن المشروع لم يحرز تقدما يذكر، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن" روسنفت لم يخطر لروسنفت أبدا أن الغرب سيعرقل تدفقات النفط العالمية من خلال منع وصول روسيا إلى الشحن"، حسب ما قال شخص مقرب روسنفت لفايننشال تايمز.

 

مع ارتفاع الأسعار المدفوعة لشحن النفط الروسي، نما "أسطول أشباح" عالمي من السفن المملوكة بشكل غامض والمستعدة للمخاطرة بالعقوبات لخدمة هذه السوق الجديدة المربحة، وفق الصحيفة.

 

صادرات النفط الروسي والعقوبات

 

أوردت فرانس برس في منتصف أبريل أن صادرات النفط الروسي بلغت في مارس أعلى مستوى لها منذ أبريل 2020 رغم العقوبات المفروضة على موسكو، لكن عائداتها تراجعت عما كانت عليه قبل عام، وفق ما ذكرت وكالة الطاقة الدولية.

 

وقالت الوكالة في تقريرها الشهري بشأن سوق النفط إنه رغم العقوبات القاسية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ومجموعة السبع ارتفع إجمالي شحنات النفط من روسيا في مارس بمقدار 600 ألف برميل يوميا وبلغ 8,1 ملايين برميل يوميا، وهو أعلى مستوى منذ أبريل 2020.

 

وقالت الوكالة إن القسم الأكبر من الزيادة يعود إلى المنتجات النفطية المكررة التي ارتفعت بمقدار 450 الف برميل يومياً لتبلغ 3,1 ملايين برميل، وفق فرانس برس.

 

وتابعت الوكالة في تقريرها الشهري إن "صادرات النفط الروسية بلغت في مارس أعلى مستوى لها منذ أبريل 2020 بفضل زيادة تدفق المنتجات التي عادت إلى مستويات شوهدت آخر مرة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا".

 

وقالت وكالة الطاقة الدولية إن شحنات المنتجات النفطية المتجهة إلى الاتحاد الأوروبي تضاعفت تقريبا بين فبراير ومارس لتبلغ 300 ألف برميل يوميا، لكنها منخفضة بنحو 1,5 مليون مقارنة بمستويات ما قبل الحرب.

 

وبلغت شحنات الديزل إلى تركيا، التي رفضت المشاركة في فرض العقوبات الغربية على موسكو، أعلى مستويات لها منذ 2018.

 

ورغم من العقوبات الدولية التي تستهدف نفطها أعادت روسيا توجيه صادراتها من المحروقات إلى دول أخرى مثل الهند، حسب فرانس برس.

 

وذكرت منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) نقلا عن بيانات لشركة التحليل المتخصصة بالمواد الأولية "كبلر" أن "روسيا كانت أكبر مورد للنفط الخام للهند في فبراير للشهر الثامن على التوالي وبلغت حصتها نحو 38 في المئة".

 

وفرض الاتحاد الأوروبي حظرا على شحنات النفط الروسي المنقولة بحرا في ديسمبر، إلى جانب تحديد سقف لسعر البرميل عند 60 دولارا للصادرات حول العالم اتفق عليه بين مجموعة السبع وأستراليا.

 

وفرض الاتحاد الأوروبي أيضا حظرا على المنتجات النفطية الروسية في فبراير واتفق مع مجموعة السبع على سقف أسعار يبلغ 100 دولار لبرميل المحروقات الأكثر تكلفة مثل الديزل و45 دولارا للمنتجات ذات الجودة المنخفضة مثل مادة الفيول أويل.

 

وتهدف هذه الإجراءات إلى تجريد روسيا أحد أكبر منتجي الطاقة في العالم، من مصدر رئيسي للإيرادات الداعمة لمجهودها الحربي، وفق فرانس برس.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI