8 يوليو 2024
15 مايو 2023
يمن فريدم-أحمد الأغبري
من عملية تبادل الأسرى بين الحكومة والحوثيين منتصف أبريل الماض- 2023

 

تقول معطيات التصعيد الإعلامي الراهن في اليمن إن البلد ماض باتجاه استئناف الحرب، بعدما عادت نبرة التصعيد بين الحوثيين والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا كما كانت عليه في العام الماضي، تزامنا مع الجمود الحاصل في ترتيبات الجولة الثانية من المشاورات الرسمية بين الحوثيين والسعودية المزمعة خلال هذا الشهر.

 

بناءً على الاتفاق بين الحكومة والحوثيين خلال الجولة السابعة من مفاوضات ملف الأسرى فقد كان 15 مايو / أيار هو موعد بدء الجولة الثامنة من المفاوضات، إلا أن ذلك لم يتم لأسباب أهمها تعثر تنفيذ تبادل زيارات السجون بين صنعاء ومأرب، وفق ما أكد عليه اتفاق الجولة السابعة ونص عليه اتفاق ستوكهولم 2018م … فعلى الرغم من اعلان الجانبين جهوزيتهما لتنفيذ تبادل الزيارات قبل الموعد المزمع لعقد الجولة الثامنة إلا أن ذلك لم يتم.

 

وسبق وهددت الحكومة بتعليق المفاوضات في حال لم يتم تنفيذ تبادل زيارات السجون.

 

من أهم أسباب تعثر تنفيذ تبادل الزيارات هو تراجع منسوب الثقة بين الجانبين بعدما كان توقيع اتفاقية استئناف العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران بوساطة صينية في العاشر من مارس/ آذار الماضي قد دفع بالثقة إلى منطقة مقبولة نسبيا تراجعت معها قليلا لغة التصعيد، كما كان سببًا في إنجاح مفاوضات الجولة السابعة وإطلاق سراح نحو 900 أسير.

 

كما كان لذلك تأثير واضح في الدفع بالمشاورات الخلفية بين الحوثيين والسعودية في مسقط وصولاً إلى عقد الجولة الأولى من المشاورات العلنية الرسمية بين الجانبين في صنعاء خلال رمضان؛ وهي الجولة التي اتفقا خلالها على عقد جولة تالية عقب عيد الفطر.

 

وكشفت مصادر أن ثمة تباينات عادت لتوسيع الهوة بين الحوثيين والسعودية، وبخاصة فيما يتعلق ببعض تفاصيل صرف المرتبات، وبخاصة ذات العلاقة بالآلية المتعلقة بالصرف… بالإضافة إلى ما يتعلق بإعادة الاعمار أو ما يطلق عليه الحوثيون التعويضات، وقبل ذلك إصرار الحوثيين على التعامل مع السعودية باعتبارها طرفا، في الوقت الذي عاد السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، للحديث عبر تصريحات متواترة، مؤخرا، عن كون المملكة وسيطا في اليمن، وهو ما اعتبره البعض رسائل استفزاز للحوثيين، الذين بدورهم استمروا في التصعيد ضد السعودية، في الأيام الأخيرة، متهمين الولايات المتحدة بالعمل على دفع المملكة للتشدد في مشاوراتها معهم بهدف عرقلة التوصل إلى سلام وإبقاء اليمن في حالة اللاحرب واللاسلم، مهددين باستئناف الهجمات العابرة للحدود.

 

لكن بعض المصادر تقول إن ما يحصل هو من قبيل ضغط السعودية على الحوثيين لتقديم مزيد من التنازلات وخفض حدة الشروط التي يعتبرها البعض مبالغا فيها، وفي ذات الوقت يمثل التصعيد الحوثي محاولة منهم للضغط على المملكة للعودة للمشاورات والانصياع لشروطهم.

 

لكن مصادر يمنية أخرى تؤكد استحالة العودة للمشاورات وفق ما كان عليه الوضع في رمضان، إذ طرح الحوثيون شروطًا من الصعب القبول بها من السعودية، إذ لا يمكن أن توقع السعودية الاتفاق نيابة عن الحكومة اليمنية، كون الحوثيين لا يعترفون بالحكومة علاوة أن توقيع اتفاق مع الجماعة يمثل اعترافا بها… فيما يرى آخرون أن الحرب هي التي تقول كلمتها في الأخير، لا سيما وأن الحوثيين يمتلكون ما بات يهدد المملكة؛ وهي الضربات العابرة للحدود.

 

عودا على بدء لم يصدر حتى الآن عن أي من الطرفين تصريح يوضح أسباب تعثر تنفيذ تبادل زيارات السجون … لكن ما يمكن قراءته من حال التصعيد المتواتر بين الجانبين في الأيام الأخيرة مع الجمود الذي يعتري ترتيبات عقد جولة جديدة من المشاورات بين الحوثيين والسعودية يدرك أن الوضع صار أكثر سوءًا… في ظل استمرار اتساع فجوة غياب الثقة، وبالتالي كان من الصعب تنفيذ تبادل زيارات السجون؛ علاوة أن تنفيذ تبادل زيارة السجون يتطلب موافقة على طلبات الطرف الآخر لزيارة السجون التي يريد، ومعاينة أوضاع المعتقلين، كالمعتقل السياسي لدى الحوثيين محمد قحطان، الذي كانت الحكومة قد طالبت أن يكون ضمن مَن ترغب بزيارتهم ضمن زياراتها للسجون في صنعاء.

 

تمثل السجون، خلال فترة الحرب، ملفات سوداء، وبالتالي فزيارتها تجربة تحتاج إلى جرأة سياسية، وقبل ذلك تحتاج إلى منسوب ثقة مرتفع تجاه الطرف الآخر، وبالتالي كان من الطبيعي أن يتعثر تنفيذ تبادل زيارات السجون؛ وهذا لا يعني أن الجولة الثامنة من مفاوضات ملف الاسرى لن تلتأم، ولا يعني أيضا أنه لن يتم تنفيذ تبادل زيارات للسجون… لكن الأمر مرهون بمعطيات الواقع في الأيام المقبلة.

 

وفي آخر بيان له، أعلن الفريق الحكومي المفاوض في بيان صادر في الثالث من مايو، جاهزيته لتنفيذ برنامج الزيارات المتبادلة إلى جميع المحتجزين، وفي المقدمة محمد قحطان، وذلك استنادا إلى اتفاق ستوكهولم، ونتائج الاجتماع السابع للجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق تبادل المحتجزين المنعقد في سويسرا خلال الفترة من 10 إلى 20 مارس الماضي.

 

وكذلك الحال أعلن الحوثيون جاهزيتهم لتنفيذ الزيارات المتبادلة للأسرى، مشيرين إلى انتظارهم تشكيل اللجان التي ستقوم بالزيارات المتبادلة.

 

كان ذلك في الخامس من مايو، واتهم رئيس لجنة شؤون الأسرى التابعة للحوثيين عبد القادر المرتضى، في تصريح لقناة المسيرة الناطقة باسم الحوثيين، الامريكيين "بإعاقة أي تقدم في مفاوضات ملف الاسرى".

 

في ذات السياق حذرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، مما اعتبرته استغلال الحوثيين حالة اللاسلم واللاحرب القائمة منذ افشالهم الهدنة الأممية "للتحضير لجولة جديدة من الحرب". جاء ذلك في تصريح لوزير الاعلام والثقافة والسياحة، معمر الارياني، نقلته السبت وكالة سبأ بنسختها الحكومية.

 

(صحيفة القدس العربي)

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI