أعلن حلف شمال الأطلسي (ناتو) الثلاثاء، أنه سينشر قوات إضافية في كوسوفو عقب مواجهات في شمال البلاد أصيب بنتيجتها 30 جندياً من قوة حفظ السلام التي يقودها الحلف، بعد اشتباكات شهدتها بلدية زفيتشان شمال كوسوفو، فيما حضت روسيا الغرب على وقف "دعايته الكاذبة" بشأن المواجهات.
وقال الحلف في بيان إنه "رداً على الاضطرابات التي وقعت في الآونة الأخيرة وإصابة 30 فرداً من قوة حلف الأطلسي في كوسوفو، تم إصدار توجيهات بنشر قوات إضافية هناك".
وقال قائد القوات المشتركة لحلف الناتو الأدميرال ستيوارت بي مونش في بيان: "يعد نشر قوات إضافية من الناتو في كوسوفو إجراء حكيماً لضمان أن قوات كوسوفو لديها القدرات التي تحتاج إليها للحفاظ على الأمن وفقاً لتفويض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، مشدداً على "ضرورة توقف العنف".
دعوة لوقف التصعيد
ودعا وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الثلاثاء، قادة كوسوفو وصربيا إلى "وقف التصعيد" فوراً.
وقال بوريل بعد اتصال هاتفي مع رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي، وآخر مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، إن الاتحاد الأوروبي "يناقش الإجراءات التي يمكن اتخاذها في حال واصل الأطراف مقاومة الخطوات المقترحة تجاه وقف التصعيد".
وأضاف عبر "تويتر": "نتوقع من الأطراف التصرف بمسؤولية وإيجاد حل سياسي من خلال الحوار".
ودعا بوريل سلطات كوسوفو إلى تعليق عمليات الشرطة حول المباني البلدية في شمال البلاد، كما دعا المتظاهرين الصرب إلى الانسحاب.
وأعلن بوريل أن الاتحاد الأوروبي "يدعم بحزم" قوة كوسوفو "في تنفيذ تفويضها، من أجل السلام والاستقرار في كوسوفو".
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي "يدين بأشد العبارات أعمال العنف التي طالت في الأيام الأخيرة مدنيين ووسائل إعلام وقوات تطبيق القانون وقوة كفور، في شمال كوسوفو".
وأكد أن أعمال العنف هذه "غير مقبولة على الإطلاق وتؤدي إلى وضع خطير للغاية".
أجواء متوترة
وما زالت الأجواء متوترة في شمال كوسوفو، حيث تجمّع محتجّون صرب مجدداً الثلاثاء، أمام بلدية زفيتشان، بعد يوم من مواجهات عنيفة أدت إلى إصابة أكثر من 30 عنصراً من قوّة حفظ السلام وأكثر من 50 متظاهراً.
ولا يعترف العديد من الصرب الذين يشكلون الأغلبية في أربع مدن في شمال البلاد، بسلطة بريشتينا وهم موالون لبلجراد.
وقاطع الصرب الانتخابات البلدية التي جرت في أبريل، ما أدى إلى انتخاب رؤساء بلديات ألبان بنسبة إقبال تقل عن 3.5%.
ونصبت حكومة ألبين كورتي رؤساء البلديات في مناصبهم الأسبوع الماضي، متجاهلة دعوات التهدئة التي أطلقها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وفرقت شرطة كوسوفو الاثنين، المتظاهرين الصرب باستخدام الغاز المسيل للدموع. وبعد ذلك، حاولت قوّة حفظ السلام الفصل بين الطرفين قبل أن تبدأ في تفريق الحشد.
ورد المتظاهرون بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على الجنود.
"دعاية كاذبة"
في المقابل، حضّت روسيا الغرب على وقف "دعايته الكاذبة" بشأن المواجهات في كوسوفو، والتي أسفرت عن إصابة نحو 30 جندياً في قوة حفظ السلام. ودعت إلى "إجراءات حاسمة لخفض التصعيد".
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان: "ندعو الغرب إلى إنهاء دعايته الكاذبة والتوقف عن إلقاء اللوم في الأحداث في كوسوفو على الصرب المدفوعين باليأس الذين يسعون سلمياً للدفاع عن حقوقهم وحرياتهم المشروعة".
وأضافت: "يجب اتخاذ إجراءات حاسمة لخفض التصعيد وليس أنصاف إجراءات اقترحتها الولايات المتحدة".
ورأت روسيا أن إنشاء "مجتمع من بلديات صربية هو الشرط الأساسي للحوار الذي يمكنه وحده أن يعطي فرصة لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة".
وقالت موسكو: "لم يفت الأوان بعد على تغيير قصة هذه الانتخابات البلدية المزيفة في 23 أبريل، إن كان الغربيون حقاً يهتمون بالسلام والاستقرار".
وقاطع الصرب الذين غادر ممثلوهم السياسيون الإدارات المحلية في شمال كوسوفو، في نوفمبر الماضي، في سياق مواجهة بين بلجراد وبريشتينا، قاطعوا الانتخابات البلدية التي نظمتها حكومة كوسوفو في أبريل، لإنهاء الفراغ المؤسسي.
وفاز رؤساء البلديات الألبان في انتخابات محلية نظمتها سلطات كوسوفو في 23 أبريل في 4 بلديات معظم سكّانها من الصرب الذين قاطعوا الانتخابات إلى حدّ كبير، إذ لم يشارك في الاقتراع سوى 1500 ناخب من أصل 45 ألفاً مسجلين.
"قلق دولي"
ويشهد إقليم كوسوفو، وهو الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في عام 2008، مواجهات متكررة خصوصاً في شماله، حيث تشجع بلجراد الصرب على تحدي سلطات البلاد التي تسعى لفرض سيادتها على المنطقة بكاملها.
ويعيش نحو 120 ألف صربي في كوسوفو التي يبلغ عدد سكانها 1.8 مليون نسمة غالبيتهم الساحقة من الألبان.
والجمعة، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا سلطات كوسوفو إلى "التراجع فوراً واحتواء التصعيد".
وأعربت الدول المذكورة في بيان مشترك عن "قلقها إزاء قرار صربيا رفع مستوى تأهب قواتها المسلحة عند الحدود مع كوسوفو".