قالت وزارة الدفاع التايوانية،اليوم الأربعاء، إن القوات الجوية والبحرية الصينية تجري تدريبات على عمليات استطلاع جنوب شرقي الجزيرة، وأن 4 سفن صينية تجري دوريات قتالية في المنطقة، مشيرة إلى أنها تراقب الوضع، وأنها نشرت مقاتلة وسفناً حربية، وفعلت نظامها الصاروخي رداً على التحركات الصينية.

وذكرت الوزارة أنها رصدت 38 مقاتلة صينية و9 سفن حربية حول الجزيرة في السادسة من صباح الأربعاء، وأنها تراقب الوضع.

وكانت الوزارة قد أفادت قبل ساعات بأن الصين أرسلت نحو 32 طائرة مقاتلة إلى "المناطق الحساسة" المحيطة بتايوان الأربعاء، في أكبر توغل جوي منذ قيامها بتدريبات عسكرية واسعة النطاق في مضيق تايوان أبريل الماضي، شملت محاكاة لتطويق الجزيرة، وفق "بلومبرغ".

وعبرت المقاتلات الصينية الخط الأوسط الذي يفصل بين تايوان والبر الرئيسي للصين في مضيق تايوان، إلى منطقة تعريف الدفاع الجوي التايوانية في وقت مبكر الأربعاء، على ما أعلنت وزارة الدفاع التايوانية على تويتر.

ويأتي "التوغل الصيني"، عقب أيام من زيارة مشرعين من الولايات المتحدة وكندا إلى الجزيرة، ويتزامن مع زيارة رئيس باراجواي المنتخب سانتياجو بينا للجزيرة، حيث سيلتقي وفده مع الرئيسة تساي إنج وين ونائبها لاي تشينج تي الأربعاء.

وباراجواي هي الدولة الوحيدة في أميركا الجنوبية التي تعترف بتايوان كدولة مستقلة.

وتعتبر الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعهدت بجلبها تحت سيطرتها ولو بالقوة إذا اقتضى الأمر.

"إنهاك الجيش التايواني"

وصعد الجيش الصيني من طلعاته الجوية التي تجتاز الخط الأوسط الذي رسمته الولايات المتحدة في 1954 في مضيق تايوان، وتهدف من تلك الطلعات إلى تقليص المنطقة العازلة بين الجانبين، وإنهاك القوات التايوانية، وفق "بلومبرغ".

ونفذت مقاتلات صينية تدريبات مشتركة مع السفن الحربية في مناورات جوية وبحرية مشتركة، وفق ما ذكرت وزارة الدفاع التايوانية في بيان منفصل مساء الثلاثاء.

وقال الجيش التايواني إنه راقب تحركات السفن والمقاتلات الصينية عن كثب، بما في ذلك استخدام نظام صاروخي على الساحل التايواني لـ"مراقبة الوضع والتعامل معه".

لقاءات رسمية

والتقت الرئيسة التايوانية تساي إنج وين الأسبوع الماضي، مع وفد من المشرعين الأميركيين والكنديين، فيما عقدت وزيرة العدل التايوانية تساي تشينج هسيانج محادثات مع نظيرها الألماني ماركو بوشمان في برلين.

وهذه هي أول مرة يلتقي فيها وزيرا الخارجية من الجانبين، كجزء من استراتيجية الرئيسة تساي لـ"رفع الوجود التايواني عالمياً".

وتعارض الصين بشدة عقد الدول الأجنبية روابط ولقاءات رسمية مع زعماء تايوان، قائلة إن ذلك يرقى إلى "التدخل في شؤونها الداخلية".

وأرسل جيش التحرير الصيني 54 مقاتلة فوق المناطق الحساسة حول تايوان في أبريل، بعدما التقت تساي إنج وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي في الولايات المتحدة، وأتت تلك الطلعات عقب مناورات ضخمة شملت محاكاة لحصار تايوان أغسطس العام الماضي، حين زارت رئيسة مجلس النواب الأميركي حينها الديمقراطية نانسي بيلوسي تايبيه، كما أجرت تدريبات على إطلاق صواريخ فوق الجزيرة.

الناتو: الصين تتحدى مصالحنا

وتعهد الرئيس الأميركي جو بايدن مراراً بالدفاع عن تايوان إذا تعرضت إلى غزو، وقال زعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) الثلاثاء، في بيان في قمتهم المنعقدة في فيلنيوس بليتوانيا، إن "طموحات الصين المعلنة، وسياساتها القسرية تتحدى مصالحنا، وأمننا، وقيمنا".

واعتبروا أن بكين "توظف أدوات سياسية واقتصادية وعسكرية واسعة، لزيادة وجودها العالمي واستعراض القوة، فيما تبقى غامضة بشأن استراتيجيتها، ونواياها والحشد العسكري".

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج الثلاثاء، إن الصين "تتحدى بشكل متزايد النظام العالمي القائم على القوانين"، مضيفاً أنها أيضاً "تهدد تايوان".

زيارة البيت الأبيض

وقالت "بلومبرغ" إن التوغل الصيني الأخير، يأتي بعدما قال لاي تشينج تي نائب الرئيسة التايوانية إنه يجب أن يصبح رئيس/رئيسة تايوان قادراً يوماً ما على أن يزور البيت الأبيض، تماماً كما يفعل زعماء كوريا الجنوبية واليابان.

ولاي هو مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبلة.

وتلقي بكين باللائمة على الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في زيادة التوتر في مضيق تايوان، وتفضل التواصل مع حزب الكومينتانج المعارض.

وعقد زعيم حزب الكومينتاج ما ينج جيو روابط أكثر قرباً مع الصين حين زعيماً لتايوان بين 2008 و2016.