تبدو الأسهم الآسيوية مهيأة لتحقيق أفضل مكاسب أسبوعية لها منذ نوفمبر الماضي، بدعم من التفاؤل وبذل جهود أقوى لتعزيز الاقتصاد الصيني، والمراهنات على اقتراب دورة التشديد النقدي في الولايات المتحدة من نهايتها.
سجّل الين الياباني ارتفاعاً لليوم السابع، بينما ارتفعت الأسهم في كوريا الجنوبية وأستراليا وهونغ كونغ، مما ساعد على تحسّن المكاسب الأسبوعية لمؤشر "إم إس سي آي" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ لتتجاوز 4%.
قال ديفيد تشاو، محلل الأسواق العالمية لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "إنفسكو أسيت مانجمنت" (Invesco Asset Management) في مقابلة على تلفزيون بلومبرغ: "سيكون هناك المزيد من الحوافز المالية، والمزيد من الدعم المالي من الحكومة. وأعتقد أنَّ ذلك يمكن أن يزيد الثقة والتفاؤل فيما يتعلق بالصين". وأضاف: "تبدو النظرة شديدة التشاؤم بشأن الأسهم الصينية، ومبالغاً فيها في هذه المرحلة".
تباين أداء الأسهم في اليابان اليوم الجمعة، في وقت اتجه الين نحو مواصلة سلسلة المكاسب المستمرة منذ 7 أيام، التي تعكس أفضل أداء له منذ عام 2018.
اليابان والسياسة النقدية
كتب كارل شاموتا، كبير خبراء استراتيجيات السوق في "كورباي كروس بوردر" (Corpay Cross-Border): "يعتقد العديد من المستثمرين بأنَّ قوة الين تعكس زيادة الثقة في أنَّ بنك اليابان سيجري تعديلاً متشدداً في سياسة التحكم بمنحنى العائد في وقت لاحق من الشهر الجاري".
وكان هيديو هاياكاوا، المدير التنفيذي السابق في بنك اليابان قال في مقابلة أمس الخميس، إنَّ البنك سيعدل على الأرجح برنامجه للتحكم في منحنى العائد في اجتماع السياسة النقدية الذي يعقده في وقت لاحق من الشهر الجاري، لأنَّ التضخم أعلى من المتوقَّع. وأضاف: "إذا لم يفعلوا ذلك؛ فلن يكون ذلك منطقياً".
الصين حازمة بشأن سعر صرف اليوان
تراجع الدولار للجلسة السادسة على التوالي، وهو ما يدفع مؤشر أداء العملة الأميركية نحو مسار تسجيل أسوأ أسبوع منذ نوفمبر. أما عوائد سندات الخزانة؛ فلم يطرأ عليها أي تغيير كبير في آسيا.
في المقابل، ارتفع اليوان الخارجي. وقال نائب محافظ بنك الشعب الصيني ليو غوه تشيانغ في إفادة صحفية اليوم الجمعة، إنَّ الصين لديها احتياطيات كبيرة من العملات الأجنبية، وستمنع "بحزم" التقلبات الشديدة في سعر صرف اليوان. وأضاف أنَّ تحركات العملة للأجل القصير لا يمكن التنبؤ بها بدقة، لكنَّها لم تنحرف عن أساسياتها.
تباطؤ التضخم
تلقت "وول ستريت" وأسواق المال العالمية الأخرى جرعة إضافية من التشجيع للتوجه أكثر نحو الأصول ذات المخاطر، وذلك بعد أحدث تقرير عن التضخم في الولايات المتحدة، الذي يعزز وجهة النظر القائلة إنَّ ضغوط الأسعار بدأت تتراجع في أكبر اقتصاد في العالم.
ارتفع مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي في الولايات المتحدة بنسبة 0.1% في يونيو مقارنة بمستواه في الشهر ذاته من العام الماضي، وهي أقل نسبة ارتفاع منذ عام 2020. وجاءت هذه الأرقام في اليوم التالي لإعلان البيانات التي أظهرت زيادة أسعار المستهلكين بأبطأ وتيرة منذ عام 2021.