21 نوفمبر 2024
21 سبتمبر 2022

 

يحاول الحوثيون استغفال اليمنيين ومغالطتهم وايهامهم بأن ما حدث في 21 من سبتمبر 2014 هو منجز وطني عظيم يهم كل يمني تحت ذريعة القضاء على مراكز النفوذ السياسي والديني والقبلي والعسكري، والقضاء على بؤر الفساد التي أغرقت الدولة منذ عقود، هذه حساباته الخاطئة والقصيرة كما نعرف.

الحوثي لديه مشروع أكبر مما كان ينادي به وهو على تخوم صنعاء، مشروع طبقي قائم على إعادة الامتيازات والطبقات التي قضت عليها ثورة الـ 26 الخالدة، حاول بكل ثقله ودعمه الإيراني، وحلفائه في الداخل، اعادة اليمنيين إلى تلك الحقبة المظلمة السوداء، التي قدم اليمنيون تضحيات كبيرة من أجل عهد جديد قائم على الحرية والكرامة والانتصار لحضارة وتاريخ اليمن العتيد.

لا يستطيع الحوثي تزوير التاريخ والأحداث التي خزنتها ذاكرة اليمنيين الجمعية حول ما حدث في 21 من سبتمبر 2014، فقد أصبح الصغار والكبار يدركون ما ارتكبه الحوثي ومليشيات القادمة من خلف اسوار التاريخ، لذا فهو يحاول البحث عن انتصار لتحسين صورته ويديه الملطخة بدماء اليمنيين الأبرياء، ولم يكن هذ منذ التاريخ القريب بل منذ قرون، وانما جاء هو لاستكمال المسيرة التدميرية لعهد الأئمة البغيض.

سيظل 21 من سبتمبر ذكرى لنا كشعب خذله الداخل قبل الخارج تجعلنا نعيد التفكير كثيرا فيما حدث، وندرك خطورة هذا المشروع السرطاني، الذي يحاول اختراق الجسد اليمني القوي، رغم هذه النكسات والانكسارات، فلا يمكن أن يمرر الحوثي وحلفاءه في الداخل والأقليم هذه الأحداث على حساب الدولة اليمنية، وكرامة اليمنيين.

هذا اليوم الذي يتغنى به الحوثيين انما هو نقطة سوداء في تاريخ اليمن المعاصر، هذه النقطة ستزول في لحظتها المناسبة وستمحوها الإرادة اليمنية المؤمنة بحق الشعب اليمني في الحرية والكرامة والعزة، لا بالخضوع والاذلال والركوع لمليشيات لا صلة لها باليمن وتاريخه وحضارته المتجذرة في أعماق التاريخ.

لم يحقق الحوثيون منجز في 21 سبتمبر، بل اثبتوا مشروعهم المضاد للدولة ومؤسساتها وقوانينها ودستورها الضامن للناس العدل والمساواة والحرية، يوم شهد عليه اليمنيين جميعا على حالة اسقاط الدولة وهيبتها، ونهب مقدراتها وانتهاكات الحق العام والخاص، وارتكاب الفضائع والانتقام من الخصوم بالطريقة التي تعيدنا إلى قرون، حيث حقبة اسلافهم من ذات المشروع الدموي.

مثلما هو يوم إهانة لليمنيين سيكون يوم نهاية السقوط لهذا المشروع، مثلما جاء هذا اليوم المشؤوم لتغيير ملامح اليمن الذي حلم به الجميع سيأتي اليوم الذي نعيد ملامح اليمن الجميل الآمن المستقر الخالي من المشاريع الطائفية والسلالية، وليس ببعيد تحقيق هذا الهدف الذي ينشده اليمنيون بكل توجهاتهم وانتماءاتهم لاستئصال هذا الورم الخبيث.

نعم دخل الحوثيون صنعاء ونهبوا واعادوا سيرة أجدادهم، وذكّروا كل يمني بما مر به أجدادنا قديما على يد هذه الشرذمة التي تأصلت على ثقافة النهب والفيد وارتكاب الجرائم، وكان من المهم التذكير بهذه السيرة القاتمة التي تحمل بصمات الاجرام ونزعة التعطش للقتل، واستعباد الناس ونهب ممتلكاتهم وأراضيهم كما يفعل الحوثيون ومليشياتهم في العصر الذي ما زلنا فيه أحياء ونعيشه.   

التاريخ وحده يستطيع تكرار الأحداث بطرق متشابه أو مختلفة، وهذا ما سيفعله اليمنيون في معركتهم المصيرية مع الجائحة الحوثية التي أوغلت بخبثها بالجسد اليمني، وما يحدث يكشف حقيقة هذه المليشيا وما ارتكبته من جرائم بشعة وتنكيل بأجيال من اليمنيين وتجويعهم وتركعيهم واذلالهم، إلا النهاية كُتبت في ثورة الـ 26 من سبتمبر، هذا الحدث العظيم الذي لا يمكن محوه من ذاكرة كل يمني عرف قدره، واهمية ما قام به الثوار الاحرار لتخليص اليمنيين من هذه الآفة التي عادت بلباس جديد.

ظهور زعيم العصابة الحوثية عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير الذي حاول من خلاله اظهار الاحتفاء بيوم 21 من سبتمبر، يوم اجتياح ميلشياته لعاصمة اليمنيين، لكنه لم يدرك حالة الوعي السائدة بين اليمنيين عن اليوم المشؤوم، ظهر قائد هذه المليشيا بخطاب مهزوم لتضليل أنصاره والشعب اليمني بأهمية هذا اليوم، وهو في الحقيقة محشور بالزاوية بفعل حالة الغضب والخطاب المناهض الذي أخذ بالتزايد تجاه مليشيات وما تقوم به منذ سبع سنوات.

اعترف الحوثي بفشل وانتكاساته في إدارة جزء من اليمن الكبير، وأظهر حالة العجز في إدارة مليشيات لا تعي ما معنى الدولة والمؤسسات، فثقافتها المعروفة هي الفيد والنهب ومصادرة أملاك الناس والغطرسة بقوة السلاح والعمل الهمجي الذي يبين حالة الضعف الذي اعترى هذه الجماعة.

وبالعودة إلى يوم السواد الذي اتشحت به مليشيات الحوثي وهي تحاول الاحتفاء بمنجز وهم وسراب، لا يمكن أن يقبله الصغير قبل الكبير، فالحوثي يدرك جيدا خيبته وهزيمته الكبيرة أمام إرادة اليمنيين حتى في حالة ضعفهم، فإرادتهم لم تنكسر بعد أمام هذا المشروع الدموي الذي صدرته إيران عبر أدواتها داخل اليمن.

ما الذي حققه الحوثي منذ ان احتاج صنعاء وأسقط مؤسسات الدولة؟ هذا السؤال البسيط والبديهي الذي سيسأله المواطن العادي، لم يحقق شيء سوى سطوته في ظلم الناس وتجويعهم ونهب ممتلكاتهم وتجهيلهم وخلق جيل مشوه قائم على النزعة الطائفية والموت، وهنا الحديث يركز عن الذين استطاع الحوثي ان يستقطبهم تحت رايته السوداء، لم يجنٍ الحوثي سوى الخراب والدمار لليمنيين، سوى العودة إلى الوراء لعقود مضت وتجاوزها اليمنيون.

ليس للحوثي أي منجز من دخول صنعاء سوى المشروع الإيراني الذي أغرق المنطقة بمستنقع من الفوضى والاحتراب والدمار. كما يحدث في سوريا لبنان العراق واليمن إلى جانب محيطه الخليجي.

رغم كل ذلك إلا أنه ما يزال هناك نقطة ضوء تقود اليمنيين إلى الأمام، وهي ثورة 26 سبتمبر 1962، هذا التحول التاريخي العظيم الذي أصبح يتشربه كل يمني منذ نومه اظافره جيل بعد جيل، جميعنا ندرك هذا الحدث الكبير الذي أخرجنا من ظلمات الإمامة إلى نور الجمهورية والحرية والكرامة.

ولكي نمحو عار يوم 21 سبتمبر سنحتفل بيوم 26 سبتمبر لنعيد الروح الوطنية لحضارة اليمن الكبير المترامي.

 

الأخبار المشابهة
الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI