أفادت وزارة الدفاع في تايوان الأحد، بأن 45 مقاتلة صينية عبرت الخط الأوسط في مضيق تايوان خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما طالبت واشنطن بكين بوقف الضغوط العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية على تايبيه والدخول في "حوار هادف" .
وتضمنت الطائرات الصينية مقاتلات من طرازي Su-30 وJ-11، وفقاً لما نشرته الوزارة.
والخط الأوسط ليس حداً رسمياً، ولكنه يفصل بين البلدين في مضيق تايوان الذي يبلغ عرضه 100 كيلومتر، ويشكل منذ عقود حاجزاً غير رسمي بين الجيشين.
وبدأ الجيش الصيني السبت، مناورات عسكرية حول تايوان قائلاً إنها تمثل "تحذيراً جاداً" للقوى الانفصالية، في رد غاضب لكن كان متوقعاً على نطاق واسع على زيارة وليام لاي نائب رئيسة تايوان للولايات المتحدة.
وويليام لاي مرشح في انتخابات الرئاسة المقبلة في تايوان والمقررة في مطلع 2024.
وقال لاي، في تصريحات أثناء زيارته إلى الولايات المتحدة، تم بثها، مساء السبت، بعد المناورات الصينية، إن انتخابات الجزيرة العام المقبل تشكل "اختياراً بين الديمقراطية والاستبداد"، مشيراً إلى أن "الأمر لا يعود إلى الصين لتقرر من سيفوز".
وفي واشنطن، ذكر متحدث باسم الخارجية الأميركية، في بيان، إن الولايات المتحدة تحض بكين على وقف الضغوط العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية على تايوان، والدخول بدلاً من ذلك في حوار هادف مع تايوان.
وأضاف البيان: "الولايات المتحدة ستواصل مراقبة التدريبات العسكرية الصينية عن كثب".
تدريبات عسكرية مكثفة
وذكرت وزارة الدفاع التايوانية السبت، أنها رصدت 42 طائرة و8 سفن صينية تشارك في التدريبات حول الجزيرة، مشيرة إلى أنها نشرت سفناً وطائرات رداً على ذلك.
وقالت قيادة مسرح العمليات الشرقي في الجيش الصيني، المسؤولة عن المنطقة حول تايوان، في بيان مقتضب، إنها "تجري دوريات استعداد بحرية وجوية مشتركة حول الجزيرة".
وأضافت:" تجري تدريبات مشتركة للقوات البحرية والجوية تركز على جوانب، مثل التنسيق بين السفن والطائرات وفرض السيطرة في اختبار للقدرات القتالية الفعلية للقوات".
وشددت على أن هذا "التدريب تحذير جاد لقوى استقلال تايوان الانفصالية التي تتواطأ مع قوى خارجية بهدف الاستفزاز"، في إشارة إلى زيارة نائب الرئيسة ويليام لاي.
وجاءت التدريبات بعد ساعات فقط من اتفاق الرئيس الأميركي جو بايدن وزعيمي كوريا الجنوبية واليابان في كامب ديفيد الجمعة، على تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي، كما أكدوا "أهمية السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان باعتبارهما عنصرا لا غنى عنه من أجل الأمن والرخاء في المجتمع الدولي".
صانع مشكلات
ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" السبت، عن مسؤول في مكتب عمل تايوان باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، قوله إن "أفعال وليام لاي نائب رئيسة تايوان تثبت أنه صانع مشكلات مطلق"، محذراً من أنه "سيدفع تايوان إلى حافة حرب خطيرة وسيجلب مشكلات عميقة لمواطني تايوان".
ووجه المسؤول الصيني رسالة إلى واشنطن مفادها: "لدينا رسالة واضحة إلى الجانب الأميركي، أنه يتعين عليهم الالتزام بإخلاص بمبدأ الصين الواحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة والتعامل بحذر مع القضايا المتعلقة بتايوان".
وفي مقابلة، مع قناة تلفزيونية تايوانية، أجريت أثناء وجوده في نيويورك الأسبوع الماضي، وتم بثها في وقت متأخر السبت، قال لاي: "الأمر لا يتعلق بمن تحبهم الصين. هذا يتعارض مع روح الديمقراطية في تايوان، ويمثل إخلالاً هائلاً بالنظام الديمقراطي في البلاد".
وتابع أن الصين يجب "ألا تثير ضجة من لا شيء" بسبب سفر قادة من تايوان إلى الخارج. وأضاف: "موقفي هو أن تايوان ليست جزءاً من جمهورية الصين الشعبية. نحن على استعداد للتواصل مع المجتمع الدولي والتحدث مع بكين في ظل ضمان الأمن".
وتجري الصين مناورات منتظمة حول تايوان على مدى السنوات الثلاث الماضية، من أجل الضغط على تايبيه لقبول مطالبة بكين بالسيادة على الجزيرة.
وأجرت الصين مناورات حربية حول تايوان في أبريل، بعد أن عادت الرئيسة تساي إينج وين إلى الجزيرة من زيارة إلى الولايات المتحدة حيث التقت رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي.
كما أجرت مناورات حربية حول تايوان، في أغسطس 2022، للاحتجاج على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك نانسي بيلوسي إلى تايبيه.