دانت 48 منظمات حقوقية محلية ودولية "بشدة" عمليات الحظر والرقابة المستمرة على الإنترنت في اليمن.
ودعت المنظمات في بيان مشترك، اليوم الخميس، إلى اتخاذ إجراءات فورية لوضع حد لهذه الانتهاكات المقلقة للحريات الرقمية، والحق في الوصول إلى المعلومات، والحق في التظاهر والاحتجاج.
وقالت المنظمات بيانها "نذكّر السطات في اليمن بأن الحق في حرية التعبير والحق في التجمع السلمي مكفولان بموجب المادتين (19) و(21) من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية المصادق عليه من قبل الجمهورية اليمنية".
جاء هذا البيان على خلفية قيام سلطات الحوثيين، غير المعترف بها، حظر منصات الاتصال الرقمي مثل الزوم وجوجل ميت وتطبيق سيجنال ليلة الخامس والعشرين من شهر سبتمبر 2023 عشية إحياء ذكرى ثورة 26 سبتمبر في اليمن، وفق ما ذكر مرصد الحريات الإعلامية.
واعتبر بيان المنظمات عملية الحظر التي تمت في شهر سبتمبر، التي قامت بها شركة يمن نت التابعة للمؤسسة العامة للاتصالات اليمنية والتي يسيطر عليها الحوثيين، واحدة من ضمن سجل طويل ومستمر من الحجب والرقابة على الإنترنت في اليمن.
وتابع البيان "إن الهجمات على البنية التحتية للإنترنت، والسيطرة على مؤسسات الاتصالات، وقطع وممارسة الرقابة على الإنترنت، من قبل مختلف أطراف الصراع في اليمن منذ العام 2015، يشكّل ما يمكن وصفه بـ "الحرب الإلكترونية" وهي جزء من استراتيجية أطراف الصراع للسيطرة على قطاع الاتصالات والمعلومات؛ الأمر الذي يؤثر سلبًا على جودة خدمة الانترنت بشكل كلي".
وحسب البيان، شهد اليمن خلال الربع الأول لعام 2023، (12) حالة انقطاع للإنترنت، وأثرت هذه الحوادث على عدة محافظات من بينها (شبوة، تعز، عدن، حضرموت، مأرب، أبين) وتراوحت مدة الانقطاعات ما بين بضع ساعات إلى أكثر من أسبوع، وتنوعت أسباب هذه الانقطاعات ما بين مشاكل فنية وفيضانات إلى أسباب غير محددة، وفي يونيو 2023، تم الإبلاغ عن ثلاث حالات انقطاع للإنترنت في تعز وحضرموت، واستمرت من يوم إلى ثلاثة أيام، وتُعزى مشاكل الإنترنت هذه إلى كل من الأنشطة التخريبية والأسباب السياسية.
ويقول البيان، إن الانقطاع الكلي أو الجزئي للإنترنت يؤثر تأثيراً سلبياً على الحياة اليومية في اليمن. كما تؤثر القيود المفروضة على الوصول إلى الإنترنت على حق اليمنيين في التواصل والوصول إلى المعلومات وتبادلها وغيرها من حقوق الإنسان الأساسية مثل الصحة والتعليم في وقت تشهد فيه اليمن واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وتشير المعلومات إلى أنه منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية في 2015، تم حجب عشرات المواقع الإخبارية التي لا توالي قوات الحوثي ولا تزال تلك المواقع محجوبة حتى الوقت الحالي. ومن بين المواقع الاخبارية المحجوبة (المصدر أونلاين، وكالة خبر، مأرب برس، الوحدوي نت، الاشتراكي نت) وغيرها الكثير من المواقع الإخبارية الكبيرة مثل (العربية نت، الجزيرة نت، العربي الجديد.
ويُمثل الحجب انتهاكاً خطيراً للحق الأساسي في حرية الصحافة وكذلك حق المواطنين في الحصول على المعلومات وحقهم في المعرفة، على حد ما جاء في البيان.
ودعت المنظمات سلطة الأمر الواقع الحوثية إلى وقف إجراءات قطع الإنترنت ورفع الحظر عن المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة في اليمن فوراً؛ وفقاً لالتزامات اليمن بموجب العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.