لا شك أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أثرت على حركة الملاحة بشكل عام، ومن ضمنها مصر. فقد أرخت بظلالها على الاقتصاد المصري، نتيجة التراجع الحاد في الإيرادات بعد الهجمات التي شنها الحوثيون باليمن على سفن الشحن والتي أدت إلى تحويل الملاحة التجارية بعيدا عن قناة السويس.
إذ باتت الآن مصادر العملة الأجنبية المتأتية من قناة السويس تحت ضغط شديد.
انخفضت 40%
وقال رئيس هيئة قناة السويس، الأسبوع الماضي، إن عائدات القناة انخفضت 40% في أول 11 يوما من يناير. علماً أنه في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو الماضي، حققت القناة إيرادات قياسية لمصر بلغت 8.76 مليار دولار، وفي الربع الثالث أضافت 2.40 مليار دولار أخرى.
وفي السياق، اعتبر جيمس سوانستون من شركة كابيتال إيكونوميكس "أنه مع أخذ كل هذا في الاعتبار، تقترب مصر فيما يبدو من مفترق طرق".
انتكاسة كبيرة
بينما رأى آلن سانديب من شركة نعيم للسمسرة أنه "إذا استمر انخفاض إيرادات السويس فقد يمثل هذا ضربة شديدة، وانتكاسة كبيرة لأنها مصدر مباشر لإيرادات النقد الأجنبي للحكومة".
فيما رجح الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك للشحن، استمرار تعطل الشحن الناجم عن الهجمات على السفن بضعة أشهر على الأق، حسب ما نقلت رويترز.
في المقابل، لا تزال مصادر العائدات الأخرى، مثل تحويلات العاملين في الخارج التي تذهب في الأساس إلى أفراد، تساهم في تحسين وضع البلاد من النقد الأجنبي على الرغم من تراجعها. لاسيما أن المصريين في الخارج يترددون في إرسال مدخراتهم المالية إلى بلادهم عندما يكون سعر العملة منخفضا بفارق كبير عن قيمتها في السوق السوداء وذلك مع ارتفاع التضخم.
يذكر أن سعر صرف الجنيه في السوق السوداء تراجع إلى نحو 57 جنيها للدولار من 39 قبل اندلاع أزمة غزة في السابع من أكتوبر.
فيما ظل السعر الرسمي ثابتا عند 30.85 جنيه للدولار منذ مارس. أما معدل التضخم فبلغ 33.7% في ديسمبر.
كما تراجعت صادرات الغاز الطبيعي ملياري دولار على أساس سنوي في الفترة من يوليو إلى سبتمبر وفقا لبيانات البنك المركزي، وذلك نتيجة انخفاض الإنتاج المحلي وانخفاض الأسعار العالمية.
وبلغت قيمة صادرات مصر من الغاز الطبيعي في السنة المالية 2022-2023 زهاء 7.20 مليار دولار.
ومنذ تفجر الحرب في غزة، نفذ الحوثيون عشرات الهجمات على السفن في البحر الأحمر مهددين سلامة الملاحة في هذا الممر المائي المهم عالمياً.
في حين أصدرت شركة ميرسك وغيرها من شركات الشحن الكبيرة، تعليمات لمئات السفن التجارية بالابتعاد عن البحر الأحمر، وحولت سفنها إلى الطريق الأطول حول إفريقيا.