عمّت منذ صباح اليوم الأول لعيد الفطر مظاهر الفرح في أنحاء اليمن الذي يشهد منذ عام 2015 حرباً خلفت أسوأ وأخطر أزمة إنسانية عرفها العالم.
وخرج مواطنو مدينة تعز (وسط)، المحاصرة منذ عام 2015، في الصباح الباكر مرتدين ملابس جديدة، وتوجهوا لأداء صلاة العيد ثم تبادلوا التهاني وتصافحوا وعادوا إلى منازلهم.
وتلا ذلك تدشين سكان تعز التي تعرف بأنها العاصمة الثقافية لليمن، تنظيم أنشطة وطقوس وعادات ترتبط بتاريخ المدينة وثقافة سكانها. وترددت أصداء تكبيرات عيد الفطر، والألعاب النارية التي أطلقها شبان وأطفال في الأحياء والقرى، وشكل ذلك مشهداً تكرر في كل مدن اليمن.
كذلك تناغمت مشاعر اليمنيين في عيد الفطر الحالي مع صمود أهل غزة ومقاومتهم العدوان الإسرائيلي. وقال علي محمد لـ"العربي الجديد": "نحتفل اليوم بعيد الفطر وأيضاً بعيد انتصار إخوتنا في غزة الذين رفعوا رأس الأمة عالياً، وجعلوا عيدنا ذا طعم ومذاق رغم الضائقة الكبيرة التي يعيشون فيها".
وبدا جلياً إصرار اليمنيين على التمتع بفرحة الأعياد التي يعتبرونها محطات مهمة للتقارب والتعايش والتسامح وصلة الأرحام، بغض النظر عن واقع الحروب والأزمات والصعوبات الاقتصادية في بلدهم. وقال فؤاد دماج لـ"العربي الجديد": "العيد محطة مهمة لليمنيين من أجل الفرح والترفيه والتنزه برفقة الأهل والأصدقاء، والخروج من أجواء الروتين اليومي، وتبادل التهاني والمباركات".
وبالنسبة إلى الشاب محمد صادق تتمثل مظاهر الفرحة في لمّة الناس وخروجهم إلى الشوارع والضجيج الذي يحدثونه، إلى جانب التقاط الصور ورسم الابتسامات على وجوههم. أما عدنان غالب فقال لـ"العربي الجديد": "يأتي عيد الفطر هذا العام بعد مرور 9 سنوات على اندلاع الحرب ومحاصرة مدينة تعز التي يتمسك أهلها بعيش الفرحة والتمتع بأجواء العيد رغم العقبات".
وعبّر غالب عن أمله في أن ينتهي الحصار المفروض على مدينة تعز حتى تعود الحياة إلى طبيعتها وتستعيد عافيتها في مواكبة الأعياد والمناسبات السعيدة والاحتفالات، وقال: "يوجه أبناء تعز رسالة من خلال الإصرار على مواكبة المظاهر الاحتفالية بعيد الفطر تفيد بأن الحياة مستمرة، وأنه لا يمكن إزالة الابتسامات من وجوههم مهما طالت الحرب والحصار الحوثي".