23 نوفمبر 2024
25 يونيو 2024
يمن فريدم-اندبندنت عربية-كفاية أولير


دافع رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ عن التطور التكنولوجي في بلاده، منتقداً الخطط الدولية لتقييد التعاون العالمي.

جاءت تصريحات الرئيس تشيانغ على هامش افتتاح اجتماع "دافوس الصيفي" للمنتدى الاقتصادي العالمي في داليان بالصين، وسط تصاعد التوترات مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في شأن واردات السيارات الكهربائية الصينية.

وقال تشيانغ إن "بعض الدول تستخدم التحول الأخضر كذريعة للحمائية التجارية، وهي ممارسة يعارضها لمصلحة بيئة مفتوحة"، داعياً إلى التخلي عن المواجهة بين الكتل التجارية في العالم وإلى الوقوف ضد فصل سلسلة التوريد.

وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني أن السوق الصينية الكبيرة مفتوحة للجميع، موجهاً دعوة مفتوحة للشركات الأجنبية، قائلاً "الشركات الأجنبية تتنافس وتتواصل وتتعاون في بكين مع الشركات المحلية على قدم المساواة، وقد أصبحت قوة رئيسة تمكن من نمو الصناعات الناشئة، وتدعم التنمية السليمة والمستدامة للاقتصاد الصيني".

جاءت دعوة تشيانغ للشركات الأجنبية في ظل التقارير الإعلامية الغربية التي تتحدث عن تزايد القيود الصينية على عمل الشركات الأجنبية في الصين.

ويستمر الاجتماع السنوي لـ"دافوس" الصيفي ثلاثة أيام، ويجمع الحدث أكثر من 1700 من القادة رفيعي المستوى من قطاع الأعمال والحكومات والمجتمع المدني والمنظمات الدولية، إضافة إلى رواد الأعمال والمبتكرين والأكاديميين البارزين.

ويتناول منتدى هذا العام موضوع "الحدود التالية للنمو"، ويحظى حدث هذا العام باهتمام واسع النطاق، إذ ينعقد قبل وقت قصير من انعقاد الجلسة المكتملة الثالثة للجنة المركزية للحزب الشيوعي في الصين في خضم صراع ساخن مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول تجارة السيارات الكهربائية وقضايا اقتصادية أخرى.

هدف النمو الاقتصادي سيتحقق

وعن مستقبل نمو الاقتصاد الصيني أعرب تشيانغ عن ثقته في أن الهدف السنوي سيتحقق هذا العام قائلاً "لقد حافظ الاقتصاد الصيني على زخم الانتعاش، إذ بدأ بداية جيدة في الربع الأول من هذا العام مع نمو 5.3 في المئة على أساس سنوي، واستمر ذلك بنمو مطرد في الربع الثاني من العام الحالي"، مضيفاً "نحن واثقون من تحقيق هدف النمو بنحو خمسة في المئة لهذا العام".

وبينما تحدث تشيانغ عن أسباب ركود النمو الاقتصادي العالمي والحاجة إلى تنمية اقتصادية في العالم، ذكر العامل المربك المتمثل في التوترات الجيوسياسية، إذ

قال إذا فكرت كل دولة في تعظيم مصالحها الخاصة "فستكون حلقة مفرغة" في إشارة إلى استراتيجية إدارة بايدن في ما يتعلق بالقيود التكنولوجية والتجارية.

وأضاف أن هذا من شأنه أن يجر العالم إلى دوامة مدمرة، قائلاً "ستنتهي المنافسة الشرسة للحصول على شريحة أكبر من النمو الاقتصادي الضئيل، وهذا شيء لا نريد رؤيته"، مضيفاً "الخيار الصحيح يتلخص في التعامل مع قضايا التنمية برؤية أطول وعقل أوسع، والانضمام إلى الآخرين من أجل جعل التنمية أكبر، وبهذه الطريقة يمكننا الحفاظ على نمو الاقتصاد العالمي وفتح آفاق جديدة لتنميتنا".

الصعود السريع للصناعات الجديدة في الصين

وقال تشيانغ إن "الصعود السريع للصناعات الجديدة في الصين يعود إلى المزايا النسبية الفريدة في بكين"، مشيراً إلى السوق الكبيرة في البلاد والشبكة الصناعية والقوى العاملة وسيناريوهات التطبيق المتنوعة والمستهلكين المتقبلين، مضيفاً "هذه هي الطريقة التي تحصل بها الصناعات الناشئة في الصين على قدرتها التنافسية".

في وقت سابق من هذا الشهر أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطط لفرض تعريفات جمركية على واردات السيارات الكهربائية الصينية، وقالت الولايات المتحدة إنها سترفع الرسوم الجمركية على المركبات إلى 100%، بينما اتفقت الصين مع الاتحاد الأوروبي على مناقشة التعريفات المحتملة.

وعن ذلك قال تشيانغ "من نواح عدة يحدد عمق التعاون الدولي ذروة التنمية البشرية، لذا من الضروري أن يعانق بعضنا بعضاً بأذرع مفتوحة"، مشيراً إلى ضرورة رفض المواجهة.

وفي المؤتمر السنوي للمنتدى في دافوس بسويسرا في يناير (كانون الثاني) الماضي، قال تشيانغ في خطاب له إن الابتكار التكنولوجي لا ينبغي أن يستخدم كوسيلة لتقييد البلدان الأخرى.

وكانت بكين قد طلبت مراراً وتكراراً من واشنطن إزالة القيود المفروضة على الشركات الصينية التي تمنعها من شراء التكنولوجيا المتقدمة من الشركات الأمريكية.

الخطوات التالية للتكنولوجيا

وقال تشيانغ رداً على سؤال من رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي كلاوس شواب، عن الخطوات التالية للتكنولوجيا إن "جميع البلدان تولي أهمية كبيرة للتكنولوجيات الجديدة، والصين ليست استثناء"، مضيفاً "أعتقد أننا يجب أن نأخذ في الاعتبار ثلاثة عوامل، هي خصائص التكنولوجيات الجديدة والصناعات الجديدة والظروف الوطنية للصين والمزايا الفريدة للأماكن المختلفة".

وتابع "لقد دعمنا بقوة أعمال البحث والتطوير الأساسية، ويجب علينا إنشاء سيناريوهات تطبيق كافية".

الصناعات والابتكار

وعن مستقبل الصناعة في عالم الابتكار، اعترف تشيانغ بحاجة الصين إلى مواصلة تحسين الصناعات من خلال الابتكار قائلاً "مصدر الصناعات هو التكنولوجيا ولن نتمكن من توفير تدفق ثابت من الزخم لتطوير صناعات جديدة، إلا عندما تستمر التكنولوجيات الجديدة في الظهور"، مضيفاً "في الأعوام الأخيرة عززت الصين عملها في مجال البحوث الأساسية"، وتابع "نحن نقدر بشدة تطوير القدرات العلمية الاستراتيجية لتعزيز ابتكار الشركات، وتحسين الصناعات من خلال الابتكار".

الطاقة المتجددة

قال رئيس مجلس الدولة الصيني إن التركيبات الجديدة للطاقة المتجددة في الصين تمثل أكثر من 50% من القدرة المركبة العالمية.

وأضاف أن السيارات الكهربائية والبطاريات المتقدمة، وكذلك منتجات التلفزيون التي تصنعها الشركات الصينية لم تلبِ الطلب المحلي فحسب، بل أثرت أيضاً العرض في السوق الدولية.

ويرى تشيانغ أن تطوير الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية والألواح الشمسية في الصين لا يحمي الحاجات المحلية فحسب، بل يثري الإمدادات الدولية ويساعد في تخفيف التضخم العالمي.

وأضاف "نعمل هذا العام على تطوير برنامج واسع النطاق للمعدات والتحديث وتجارة السلع الاستهلاكية"، لافتاً إلى أن "هذا مثال نموذجي للغاية على مزيج من السياسات، ولن يؤدي ذلك إلى توسيع الاستثمار فحسب بل سيؤدي أيضاً إلى تعزيز التحديث الصناعي".

الصين والشيخوخة

وعن تحديات الشيخوخة التي تواجهها بلاده قال رئيس مجلس الدولة الصيني "يجب أن نضع الشيخوخة في منظورها الصحيح، ومع تحسن الرعاية الصحية تصبح هذه شيخوخة إيجابية، وهو ما أسميه شيخوخة صحية"، مضيفاً "كبار السن مورد قيم للمجتمع".

ومع ذلك، أشار تشيانغ إلى أن التغيرات الهيكلية في عدد السكان لا تزال تتطلب الاستجابة، وهو الرد الذي يقول إن الحكومة تتولى القيام به في عديد من المجالات.

وأضاف "نحن في حاجة إلى اتخاذ منظور طويل المدى للرد على هذه القضايا، نحن نعمل على تحسين نظام رعاية المسنين ودعم تنمية الاقتصاد الفضي".

وقال "أعتقد أن الاستجابة الفعالة لا يمكن أن تساعدنا على الاستجابة بصورة أفضل للشيخوخة فحسب، بل يمكنها أيضاً تعزيز محركات النمو الجديدة".

عانى الاقتصاد الصيني من "المرض" في ظل الوباء

وعن معالجة التعافي الاقتصادي في الصين بعد الوباء، وصف رئيس مجلس الدولة الصيني اقتصاد بلاده بمريض يتعافى، قائلاً إنها "في حاجة إلى حل مشكلاتها من خلال تدابير مستهدفة والتعافي التدريجي"، مضيفاً "خلال الوباء عانى الاقتصاد من مرض كبير"، مؤكداً "لقد تعافت الصين للتو ولا يمكننا حقن دواء قوي الآن، أعتقد أن الأمر الأكثر أهمية هو كيفية التعامل بصورة صحيحة مع العلاقات بين المدى القصير والطويل، وبين الأعراض والأسباب الجذرية".

وتابع قائلاً "في الطب الصيني التقليدي، يسمى هذا بالحفاظ على صحة الجذور".

وقال تشيانغ "في الأعوام القليلة الماضية، اتخذنا كثيراً من التدابير وفعلنا كثيراً بهدف الحفاظ على صحة الجذور، على سبيل المثال، إذ نولي أهمية كبيرة للابتكار العلمي"، مضيفاً "على وجه الخصوص، قمنا بزيادة الخفوضات الضريبية لنفقات البحث والتطوير للشركات، والهدف هو تعزيز الابتكار باعتباره المحرك الرئيس للنمو".

فجوة الذكاء الاصطناعي

وفي سياق التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يرى رئيس مجلس الدولة الصيني أن حل "فجوة الذكاء الاصطناعي يكون من خلال التعاون"، معرباً عن تفاؤله في شأن التكنولوجيات الناشئة ولكنه حذر من قدرتها على خلق الانقسامات أو تفاقمها، قائلاً إن "التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، على رغم مساهمتها في النمو الاقتصادي، قد تسبب أيضاً مشكلات مثل البطالة الهيكلية، وعدم المساواة الاقتصادية، والانقسامات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي".

وشدد تشيانغ على أن التعاون والتنسيق هما الحلان اللذان وصفهما لي لهذه الأخطار. قائلاً "من المهم بالنسبة لنا تنسيق حوكمة تطوير التقنيات الجديدة، وإجراء تحسينات على القوانين وأطر الحوكمة لمعالجة القواعد المتضاربة والأخطار الاجتماعية التي تجلبها التكنولوجيات الرائدة، والسعي لتحقيق تنمية أكثر شمولاً يستفيد منها الجميع".

وأضاف "من المهم أيضاً توفير التعليم والتدريب للفئات الضعيفة وتحسين مهارات القوى العاملة، حتى يتمكن مزيد من البلدان والأشخاص من الاستفادة من الابتكار".

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI