نجحت نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، في الحصول على دعم مندوبي الحزب الديمقراطي للترشح في انتخابات الرئاسة خلال 48 ساعة فقط، حيث سارع الديمقراطيون إلى الاصطفاف خلفها بعد إعلان الرئيس جو بايدن، انسحابه من السباق إلى البيت الأبيض.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، إن هاريس كانت "في وضع جيد، باعتبارها المرشحة الثانية لبايدن"، حيث حصلت على تأييد الرئيس في غضون 30 دقيقة من إعلانه الانسحاب، وسرعان ما استفادت من هذه الميزة، وبدأت في إجراء مكالمات هاتفية مع قيادات الحزب والمشرعين.
وأضافت أن هاريس قضت يوم الأحد في إجراء "أكثر من 100 مكالمة هاتفية على مدار 10 ساعات، لتخبر أعضاء الكونغرس والحكام وزعماء العمال وقياديين بمجال الحقوق المدنية وغيرهم، بأنها ممتنة لتأييد بايدن وأنها ستعمل بجد لكسب الترشيح".
وكانت هاريس قد قالت، الإثنين، إنها "فخورة" بحصولها على الدعم الواسع اللازم للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، بأن غالبية المندوبين الديمقراطيين، البالغ عددهم نحو 4000 شخص، المكلّفين باختيار مرشح الحزب رسميا، أعلنوا بالفعل نيّتهم دعم هاريس.
ونقلت "وول ستريت جورنال"، عن السناتور الديمقراطي من ولاية كونيتيكت، كريس مورفي، قوله: "إنها (هاريس) تحظى بتأييد الكثير من الناس. ومن الواضح أن هناك شعورا بأن من الأفضل للحزب أن يختار شخصا ما في وقت مبكر وليس متأخرا".
وكان صعود هاريس السريع مشابها للحظات صعود بايدن قبل 4 سنوات، عندما سارع الديمقراطيون إلى دعمه قبل الانتخابات التمهيدية وسط مخاوف من خسارتهم أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب مرة أخرى، وفق الصحيفة، التي تصف ما حدث مع هاريس بأنه "تحول أكثر دراماتيكية".
وقال النائب الديمقراطي من ولاية كنتاكي، مورغان ماكغارفي، للصحيفة، إنه "يعلم أن الحزب سيتحد خلف هاريس بعد أشهر من رغبة الناخبين في مناقشة ما إذا كان بايدن سيتنحى وماذا سيحدث بعد ذلك".
واعتبرت "وول ستريت جورنال" أن هاريس استفادت من قربها من بايدن في كثير من النواحي، في سباقها مع الزمن للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
وقالت إن المرشحين الديمقراطيين المحتملين لانتخابات عام 2028، لم يجدوا أي فائدة تذكر في تحدي شخص أيده بايدن وحشد الدعم بسرعة.
وسارعت وفود الحزب الديمقراطي في الولايات الأمريكية، إلى دعم هاريس، حيث عقد العديد منهم اتصالات خلال يومي الأحد والإثنين، للمضي قدما في دعمها، لتحصل نائبة الرئيس بعد ذلك على العدد الكاف من المندوبين المتعهدين لتأمين الترشح بحلول مساء الإثنين.
وقالت النائبة الديمقراطية من ولاية كونيتيكت، روزا ديلاورو: "كانوا يتصلون هاتفيا بكل مندوب.. المندوبون كانوا يؤيدون بايدن-هاريس. إنهم يعرفونها.. لذا أجروا المكالمات الهاتفية وتحدث الناس عبر الهاتف للالتزام".
فيما قالت النائبة الديمقراطية من ولاية تكساس، جاسمين كروكيت، إنها فوجئت بسرعة توحد الحزب خلف هاريس، مضيفة للصحيفة: "هناك بعض الأشخاص الذين أعرفهم لم يكونوا في صفها وفجأة أصبحوا يحبونها. لذا نعم، لقد فوجئت، لكن هذا كان الشيء الصحيح".
وأظهرت هاريس علامات على تحفيز القاعدة الشعبية الديمقراطية، ومن بينهم الناخبين والناشطين السود، وفق "وول ستريت جورنال"، التي أشارت إلى "انضمام أكثر من 40 ألف امرأة إلى مكالمة فيديو، مساء الأحد، مع قيادات نسائية سوداء، لجمع أكثر من 1.5 مليون دولار لحملة هاريس".
كما حضر مكالمة منفصلة، مساء الإثنين، مع رجال سود، ما يقرب من 54 ألف شخص، وتم جمع ما يقرب من 1.4 مليون دولار لحملة هاريس، حسب الصحيفة.
وقالت "وول ستريت جورنال" إن الحملة شهدت زخما كبيرا، حيث أفادت بأن 58 ألف متطوع سجلوا أسماءهم بحلول نهاية الإثنين.
في غضون ذلك، كانت الأموال تتدفق على الحملة، إذ بحلول صباح الإثنين، جمعت حملة هاريس نحو 50 مليون دولار من التبرعات الشعبية، التي وصلت إلى 100 مليون دولار بحلول ليل الإثنين، وفق الصحيفة.
فيما قالت أكبر لجنة عمل سياسي تابعة للحزب الديمقراطي "Future Forward"، إنها تلقت 150 مليون دولار تعهدات من المانحين بمجرد الإعلان عن تأييد هاريس.