خرجت بريطانيا من قائمة أعلى 10 دول صناعية في العالم للمرة الأولى وسط "إعادة رسم معالم" الاقتصاد العالمي. وفي أحدث التصنيفات تراجعت بريطانيا إلى المركز الـ12، بعد أن كانت في المركز الثامن العام الماضي، وفقاً لتحليل قامت به هيئة "ميك يو كي".
وقال تقرير الهيئة الصناعية، إن بريطانيا تراجعت خلف المكسيك وروسيا، اللتين صعدتا إلى المركزين السابع والثامن على التوالي في تصنيف اقتصادات التصنيع. ووفقاً للهيئة، استفادت المكسيك من زيادة الاستثمارات المقبلة من الصين، بينما زادت روسيا إنتاجها الدفاعي ليصل إلى ستة في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما حلت الصين في المركز الأول، والولايات المتحدة في المركز الثاني في القائمة.
"استراتيجية صناعية طويلة الأمد"
ويمثل قطاع التصنيع 217 مليار جنيه استرليني (279.3 مليار دولار) من إنتاج بريطانيا ويوفر نحو 2.6 مليون وظيفة، لكن "ميك يو كي" حذرت من أن البلاد في حاجة إلى "استراتيجية صناعية طويلة الأمد" لدعم القطاع.
وقالت مديرة السياسة في الهيئة البريطانية فيريتي ديفيدغ، لصحيفة "التايمز"، "لا يمكن إنكار أن تراجع بريطانيا عن قائمة أعلى 10 دول صناعية في العالم للمرة الأولى هو أمر محبط للغاية. ومع ذلك، فإن هذا ليس انعكاساً لأي تراجع في الصناعة البريطانية بل نتيجة لعوامل واتجاهات محددة تعيد رسم معالم الاقتصاد العالمي".
ولا تزال منطقة شمال غربي إنجلترا هي أكبر منطقة صناعية في بريطانيا، إذ يعمل هناك في القطاع 330 ألف شخص يحققون إنتاجاً قدره 29.5 مليار جنيه استرليني (37.9 مليار دولار).
غياب خطة تصنيع وطنية
وكان قطاع التصنيع انتقد الحكومة السابقة بسبب عدم اتساق سياساتها، وهو ما طالما نددت به "ميك يو كي" التي دعت إلى تغيير في النهج. وفي مايو (أيار) الماضي، وصف الرئيس التنفيذي للهيئة، ستيفن فيبسون، نقص الاستراتيجية الصناعية بأنه "الضعف الأساسي" للبلاد، بينما وضع رؤية القطاع لإعادة بناء القطاع ليشكل 15 في المئة من الاقتصاد الوطني.
وقال فيبسون، "كل اقتصاد رئيس آخر، من ألمانيا إلى الصين إلى الولايات المتحدة، لديه خطة تصنيع وطنية طويلة الأمد تبرز أهمية القاعدة الصناعية لنجاح اقتصاده الأوسع... لكن بريطانيا هي البلد الوحيد الذي لا يمتلك واحدة، ولا يمكننا الاستمرار في التبديل من مبادرة إلى أخرى من دون وضعها في سياق خطة طويلة الأمد وشاملة تحظى بتوافق وتراقب بصورة مستقلة".
وفي مقال كتبه للصحيفة قبل الانتخابات العامة، قال الرئيس السابق لاتحاد الصناعة البريطانية CBI بول دريشسلر، وهي مجموعة ضغط تجارية، إن بريطانيا "تعرقلت بسبب التحولات السياسية المفاجئة، ودورات التمويل المتقطعة، ونقص كامل في الاتساق".