23 يوليو 2025
12 أغسطس 2022

يدرك حزب الإصلاح الذي يمثل التيار الإسلامي في البلاد متى يمكنه تحقيق مكاسب سياسية استنادا على واقع الأحداث دائما، فمنذ العام 2011 حقق الحزب العديد من المكاسب على الصعيد السياسي والجماهير ، لكنه لم يحسبها او يقيسها بشكل جيد هذه المرة، أي بعد أحداث الصراع في محافظة شبوة والصراعات السابقة في الجنوب  فالقادم سيكون ربما أكثر خسارة على الصعيد الإنساني في البلاد وعلى صعيد الحزب نفسه الذي سيدخل ربما في مواجهة صريحة مع الجميع.

في العام 2011 عندما كان الحزب شريكا رئيسيا داخل مكون اللقاء المشترك المعارض لسلطة الرئيس السابق صالح آنذاك، كان الحزب يصدر بياناته التي تستخدم اللغة التصعيدية بالتظاهر والمعارضة لنظام صالح، وكان الشارع يلتف مع تلك المواقف كونها مواقف تعبر عن شكل العمل السياسي المعارض والمنحاز للمطالب الشعبية في التغيير السياسي وإصلاح الوضع المعيشي للناس. 

وخلافا لكل ذلك يجد المهتمون بملف الصراع في اليمن  اليوم أن استخدام لغة التصعيد الأخيرة في بيان الحزب تعليقا على أحداث محافظة  شبوة والتهديد المبطن لتشكل دورة جديدة من القتال في البلاد  لن يكون مجرد تصعيد ومعارضة سياسية كالسابق ،وإنما سيفتح اتون صراع وحروب داخلية جديدة سيكون الناس والابرياء هم الخاسر الأكبر فيها .

لن يختلف المشهد على الصعيد الإنساني ربما قادما  عما كان عليه في بداية تحرك جماعة الحوثي لمجابهة الدولة وتهديد الدول المجاورة في العام 2014 وخلق حروب شوارع أدت لمقتل العديد من المدنيين ، أو كما كانت الخسائر البشرية ايضا عندما بدأت قوات المجلس الانتقالي  بمجابهة السلطة المعترف بها دوليا في دورات الصراع السابقة في عدن. 

ولأن المعادلة السياسية اليوم مختلفة تماما عن العام 2011 فالتصعيد والتهديد في مرحلة الحرب ليس كما في مرحلة السلم.

التصعيد السياسي في وضع الحرب يعني استخدام أدوات العنف المختلفة في حال لم يتم تنفيذ المطالب الفئوية .

يقدم حزب الإصلاح نفسه في البيان الأخير كقوة تملك أدوات القتال في حال انسحابها من السلطة كما كان يفعل المجلس الانتقالي الجنوبي بعد تأسسه وفرض خياراته على السلطة المعترفة وهي أول مرة يعلن فيها الحزب ذلك ولو بصورة مبطنة عبر بيانه الأخير. 

يجد متابعون أن هذه المرحلة ستكون الأصعب أمام المجلس الرئاسي بقيادة رشاد العليمي ، فالواقع يتحدث عن بداية صراع جديد بين الفصائل المسلحة وتقسيم جديد لخارطة القوى في البلاد، وكل هذا يعني دورة جديدة من الحرب والتقاسم والانتهاكات والخسائر البشرية.

 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI