رغم تفاقم الأزمة الاقتصادية وتردي الأحوال المعيشية في اليمن، إلا أن المشاريع الصغيرة والمنزلية ما زالت تمثل مصدرا مهما لدخل العديد من الأسر والشباب في ظل توسع دائرة الفقر وارتفاع معدلات البطالة.
قبل سنوات أصيب عبدالرقيب في قصف مدفعي بمدينة تعز خلال الحرب في اليمن ما أدى لبتر ساقه، لكنه لم يستسلم للإعاقة. فقد اتجه عبدالرقيب لحرفة النقش على الجص، كممارسة لهوايته ومصدر لدخل أسرته. أنواع مختلفة من التحف اليمنية تشكلها يد عبدالرقيب، تعكس تفاصيل من التراث اليمني وتخلدها على هيئة مجسمات.
وقال صانع التحف عبدالرقيب علي لكوردستان24 "الفكرة ولدت في مخيلتي ونشأت لدي الرغبة بوضع بصمة للمستقبل، ليس لغرض المردود المادي فقط، ولكن من أجل أولئك الناس المهتمين بالآثار والاحتفاظ بها وحمايتها".
عبدالرقيب وعشرات آخرون من ملاك المشاريع الصغيرة والناشئة، جمعهم مهرجان ريادي، أقيم في مدينة تعز جنوب غرب اليمن، لتوفير بيئة تضم هذه المشاريع في معرض واحد يشمل مصنوعات تقليدية، وملبوسات تراثية، وسلعا أخرى، إضافة للزوايا الحاضرة هنا، والتي تشعل الحنين لدى الزوار عبر إعادتهم إلى ذاكرة الحياة اليمنية القديمة، وجانب من تفاصيلها.
وقال منظم المهرجان أحمد جعيش لكوردستان24 "مهرجان تعز الريادي بدأت فكرته في ألفين واثنين وعشرين، ثم أصبح معرضا بسيطا في العام الذي يليه، وهو اليوم مهرجان يضم أكثر من خمسة وثمانين مشروعا متنوعا، كل مشروع منهم له خصوصيته. كما أن هذا المهرجان يساعد على ترويج المشاريع وتسويقها".
رغم الحرب وتداعياتها الاقتصادية على اليمنيين إلا أن المشاريع الصغيرة مثلت نافذة لكثير من الأسر التي فقدت عائلها، أو الشباب العاطلين عن العمل.
منصة ملهمة لعرض إبداعات الشباب اليمني قدرتهم على تحويل التحديات إلى فرص، من خلال المنتجات المحلية والصناعات الحرفية والتقليدية. يؤكد هذا المهرجان أن الشباب هم الركيزة الأساسية لمستقبل أكثر إشراقًا.