5 فبراير 2025
25 ديسمبر 2024
يمن فريدم-خاص-مختار شداد


لأول مرة في اليمن، يخرج للنور مشروعًا تديره خمس صديقات من فئة الصم والبكم، عملن منذ شهور على الاعداد لمشروعهن الخاص في مدينة تعز، في إطار مشروع "القيادة للمرأة والرجل من أجل التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية" الذي ينفذه برنامج الامم المتحدة الإنمائي.

"خمس خوات" مشروع تديره خمس نساء من ذوي الاحتياجات الخاصة، شقيقات في ذات الإعاقة، ولا رابط قرابة تجمعهن، لكن المعاناة جمعتهن في طريق واحد، فاخترن تسمية مشروعهن بـ"خمس خوات"، ليكون مصدر دخل لهن يعتمدن عليه في توفير متطلبات الحياة.

"تجربة مليئة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالتعلم والنمو" تقول "عائشة" وهي واحدة من الخوات الخمس، فالتحديات يعيشها المواطنين بشكل يومي، وافتتاح مشروع تحديًا كبيرًا في ظروف صعبة تعيشها اليمن، تكمل "عائشة" حديثها فتقول: "بدأنا بخطوات صغيرة من خلال تطوير وصفاتنا وتجربة إعداد الأطعمة، ثم انتقلنا إلى مرحلة تخطيط المشروع وتنفيذه. رؤية حلمنا يتحقق كانت تجربة ملهمة جدًا".

حلم ثم واقع

بدأت فكرة المطعم من حب الفتيات للطهي، وشغفهن في إعداد أطباق مختلفة من المأكولات، والمعجنات والحلويات، وكذلك العصائر المتنوعة، أصناف اختارت الفتيات أن تعملن في إعدادها بعناية وحب كاملين.

تؤكد "بشائر" في حديثها لـ"يمن فريدم" قولها: " الفكرة جاءت من شغفنا الكبير بالطهي ورغبتنا في تقديم شيء مميز يعبر عن قدراتنا وإبداعنا، وفي نفس الوقت يساهم في كسر الصورة النمطية عن قدرات الأشخاص من فئة الصم، أردنا أن نثبت أن الصعوبات يمكن أن تتحول إلى فرص لتحقيق النجاح، وأن الأحلام قد تصبح واقعًا".

لم تخلوا طريق نجاح الخوات الخمس من الصعوبات والعوائق والتحديات، على العكس من ذلك فهناك تحديًا كبيرًا يتمثل في القدرة على التواصل مع التجار والموردين، في مرحلة التجهيز للمشروع، وتحديات سترافقهن دائمًا في التواصل مع العملاء والزبائن في المطعم.

تقول "عائشة" في حديثها لـ"يمن فريدم" أن هناك الكثير من الصعوبات التي واجهتنا في مرحلة تجهيز المشروع، أبرزها كانت قلة الموارد المالية، والتحديات في الوصول إلى الموردين المناسبين، تضيف " التحدي الأكبر كان في التواصل مع الموردين والعملاء بطريقة فعالة، بالإضافة إلى مواجهة بعض النظرات السلبية التي قد تقلل من قدراتنا، وأيضًا التوتر من دخول السوق كمجموعة من الصم".

طرق مبتكرة

لقي المشروع تفاعلًا واسعًا على منصة التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث ظهرت الخوات الخمس في فيديو مرئي قلن فيه أن التشجيع والدعم الذي لقينه كان أساس في طموحهن، رسالة أردنا إيصالها للعالم بأن الإعاقة قد تكون دافعًا للنجاح أكثر من كونها عجزًا.

"لقي المشروع قبولاً رائعًا وتفاجأنا بردود الأفعال الإيجابية والدعم الكبير من الناس الذين أُعجبوا بفكرتنا وإصرارنا على النجاح" تقول "بشائر" وتضيف: " دعم الأسرة والمجتمع كان له دور كبير في تعزيز ثقتنا من البداية، وشجعونا على المضي قدمًا وتحقيق حلمنا".

وعن طرق التواصل مع الآخرين تشير الخوات الخمس إلى أنهن اعتمدن على التعاون مع أشخاص للمساعدة في التواصل، بالإضافة إلى لغة الإشارة في توضيح الأفكار والكتابة المباشرة أو استخدام التطبيقات التي تسهل التواصل مع الآخرين، ناهيك عن توفير بطاقات توضيحية للأطباق.

مصدر إلهام

تسعى الخوات الخمس لكسر الصورة النمطية المحيطة بذوي الاحتياجات الخاصة، ليؤكدن أن النجاح قد يكون من نصيبهم أيضَا، على الرغم من كل التحديات والصعوبات، إلا أن تحقيق حلمهن أكبر من كل ذلك، وقصتهن ستكون مصدر إلهام للكثير من ذوي الاحتياجات الخاصة.

الصحفي "عزالدين الصوفي" يقول إن مثل هذه الفئات من تستحق الدعم والتشجيع، ونأمل من المؤسسات والمنظمات دعم هذا المشروع حتى يكتب له النجاح بصورة تامة، فالمشروع كان حلمًا واليوم يتحول إلى واقع، وهؤلاء الشابات هن مصدر إلهام للجميع.

يضيف "الصوفي" في تصريحه لـ"يمن فريدم" قوله: " قصة نجاح تندهش لعزيمة القائمات على المشروع، عزيمتهن أوصلتهن اليوم إلى افتتاح مشروع هو الأول من نوعه في تعز، نأمل أن يكلل بالنجاح".

"خوات خمس" حكاية حلم لا صوت له، خمس فتيات من فئة الصم قادهن شغفهن في الطهي لافتتاح مطعم في مدينة تعز، تحديات كثيرة وقفت في طريق تحقيق حلمهن، لكن عزيمتهن كانت فوق كل التحديات " مشروعنا يثبت أنه بالإصرار والعمل الجماعي يمكن تجاوز أي عقبة، نأمل أن يكون مثالاً يحتذى به لإظهار أن النجاح متاح للجميع مهما كانت التحديات" كما تقول "عائشة"
 

الفيس بوك
تويتر

جميع الحقوق محفوظة YemenFreedom ---- تصميم وبرمجة ALRAJIHI